السيد عبدالعزيز يوسف العدساني ينتمي الى اسرة كويتية كريمة عريقة لها مجالات كبيرة وواسعة في العمل الانساني والسياسي والاجتماعي والخيري والقضائي والوظيفي في البلاد، وهي المشهور عنها الاخلاص والامانة والصدق والكرم والوفاء والعطاء وقد استمرت هذه الاسرة الكريمة لأمانتها وبناء على رغبة الاسرة الحاكمة في البلاد ولعقود كثيرة في تبوؤها مكانة توثيق عقود التملك الخاصة بالمواطنين والدولة للاراضي والعقارات وحفظ الأملاك العامة والخاصة من الاستيلاء عليها وضياعها من قبل الغير، والكويتيون كلهم يتذكرون ما كان يطلق على الوثائق الصادرة في ذلك الوقت بالوثيقة العدسانية «نسبة الى عائلة العدساني الكريمة»، وما زال كثيرون منهم يحوزون هذه الوثائق لأهميتها التاريخية القديمة وكونها اصبحت جزءا من تراث الكويت وتاريخه، والسطور المخصصة لنا لكتابة المقال لا تسمح في ان نعدد المآثر الكثيرة لأبناء هذه الاسرة المحترمة وهي كثيرة وكثيرة جدا.والسيد عبدالعزيز العدساني عندما تحدث عن البدون فهو لم يكذب ويطعن في أصولهم وانتماءاتهم لبلدانهم، وما قاله كان واضحا للجميع وعبر صفحات الصحف، اذ اشار الى ان كثيرين من المدعين من البدون يحملون جنسيات دولهم، وخمسة وثمانين في المئة منهم تعاونوا مع الجيش العراقي الشعبي الذي غزا الكويت، وهو مثل غيره من أهل الكويت الذين يقفون ضد التجنيس العشوائي الذي مارسته الحكومة لأعوام طوال وقد دمر النسيج الاجتماعي للكويتيين. وهذا الكلام لا غبار عليه ولا يدين السيد العدساني في شيء وغالبية هؤلاء نزحوا الى العراق بلدهم الأصلي بعد الغزو الغاشم على البلاد وبعد التحرير ارادوا العودة الى الكويت، فمنعتهم السلطات الكويتية الأمنية على الحدود. ولكن بأمر أحد المسؤولين الكبار آنذاك سمح لهم بالدخول، وهذا الكلام هو ما قاله السيد العدساني، لا يحمل طعنا في المنتمين الى فئة البدون ولا يخونهم في شيء ما عدا اولئك المتعاونين مع الجيش العراقي. والحديث عن اللجوء الى لجنة حقوق الانسان الدولية او الى الأمم المتحدة لمقاضاة السيد عبدالعزيز العدساني وممارسة الضغط على الكويت بقصد منح الجنسية للاعداد الهائلة المسماة «بدون»، فهذا الأمر يخرج عن المنطق العقلاني وغير مقبول على الاطلاق، وقرار المنح هو قرار سيادي ليس فيه اجبار أحد على أحد كي تمنح الجنسية لمن تريده الامم المتحدة او غيرها من الاشخاص والهيئات الدولية، فجمهورية روسيا منعت قبل يومين دخول اعداد كبيرة من العمال الاجانب لبلادها، وذلك لكثرتهم الزائدة عن حاجتها وبصدد طرد العدد الكثير منهم وهي من الدول التي صادقت على اتفاقية منظمة التجارة العالمية وتعمل على تطبيق نظام العولمة الذي تمارسه الدول الكبرى طالما لا يتعارض ومصالحها الخاصة، وهو الذي لا يمنع تنقل الايدي العاملة بين الدول ولكن روسيا منعتهم. ولم يثر احد من الدول او من المدافعين عن حقوق الانسان في روسيا او غيرها هذا الموضوع عبر الفضائيات او الاعلام المسموع او المقروء، كما لم نسمع عن اعتراض الدول المتقدمة على المنع الروسي، وكثير من الدول يعيش فيها عدد كبير من الذين لا يحملون جنسيتها وليست لديهم هذه الافتعالات الاعلامية المتكررة الموجودة لدينا والتي تثار بين الفينة والأخرى لغرض تحقيق المصالح الانتخابية والاعلامية وحب الظهور الاعلامي البارز والتكسب منه، وقد فات البعض ركوب المركب الاعلامي في وقت مبكر وأصبح، بعيدا عنه محاولا في ذلك اللحاق بآخر قاطرة مسافرة وقد تهيأت الاسباب الجاهزة له.والسيد عبدالعزيز العدساني لم يقل كلامه من فراغ، فلولا الاحصائيات المتأكد من مصادرها الرسمية وهي مثبتة لدى الجهات المسؤولة لما تحدث فيما قاله عن فئة البدون، وهو الذي مارس العمل البرلماني لأعوام طوال واطلع على كثير من الوثائق والاحصائيات والبيانات الموضحة له كل المواضيع والامور التي مرت عليه من خلال مناصبه العديدة التي تولاها في الدولة، فتهديد لجنة الدفاع عن البدون للسيد عبدالعزيز العدساني بمقاضاته امام لجنة حقوق الانسان الدولية وممارسة الارهاب في حقه، ومحاولة جعل الارهاب رادعا للمواطنين المدافعين عن بلادهم ووطنهم حفاظا على كيانهم من الدمار والتشتت والضياع كما حصل أيام الغزو العراقي الغاشم على البلاد، فهذا التهديد ليس له من الحق في شيء، والأولى اذا كان هناك موقف واضح ومحدد من قضية البدون التي اشغلت الشعب الكويتي لعدد من الاعوام، فلجنة الدفاع عن البدون كان يجب عليها من خلال المدة الماضية ان ترفع قضية البدون على الحكومة لدى الامم المتحدة ولجنة حقوق الانسان الدولية لا ان ترفعها على السيد عبدالعزيز العدساني المخلص المعروف بأصله الطيب ومواقفه الوطنية الواضحة التي لا يزايد عليه فيها أحد.لكن حال الدنيا عندنا اليوم ترينا العجب، وسنرى العجب الاكبر في ما تخبئه لنا الأيام المقبلة، ونتمنى من قلوبنا على الله ان يحفظ هذا البلد الطيب وأسرة الحكم الكريمة وأهله المخلصين من كل سوء ونكران وغدر وضلال.
يعقوب العوضي
كاتب كويتيymalawadhi@hotmail.com