No Script

حروف باسمة

الناصفوه

تصغير
تكبير

ليلة جميلة مفعمة بالإشراق، هي ليلة النصف من شعبان، تلك الليلة التي يجتمع فيها الناس كل يؤدي عملاً، النساء ينشغلن بـ«مناحيزهن» لدق الهريس على ابتهالات عذبة ودعوات مفعمة بالخير، كي يبلغهن الله شهر رمضان المبارك.
أما الرجال فينشغلون بالابتهال والدعاء والاستغفار، والجميع يغمرهم الأمل بأن يبلغهم الله الكريم الشهر الفضيل، كي يصوموه ويذكروا الله فيه كثيراً في أيامه ولياليه.
ما أجملها من ليلة، وما أزهى مشاهدها كلها، تشير إلى الود والحب والتآخي والتعاون.


أما الأطفال في تلك الليلة فلهم نشاط ملموس بنين وبنات، يجوبون البرايح والفرجان والسكك، وهم يقرقعون بأهازيجهم الممتعة حيث يقول البنون
سلم ولدهم يا الله
خله لأمه يا الله
أهزوجة جميلة يرددونها في هدوء وسكينة واستقرار ووئام.
ما أجملها من مواقف وما أحسنها من نعوت، في تلك الليلة، التي بهتت سماتها في وقتنا الحاضر، ولم تعد الأجيال الجديدة تتعرف على ماهيتها.
فكيف السبيل إلى أن نفعل أنشطة ليلة «الناصفوه».
إن المؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية في هذه الديرة الطيبة، عليها دور كبير في توضيح هذا التراث المهم، وتعميق أثره والإشارة إلى أهدافه، وذلك عن طريق إدارة المناهج في وزارة التربية، بتضمين مناهج التلاميذ وكتبهم المدرسية حقائق تراثية عن هذه الليلة.
أما المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فعليه العبء الأكبر في تفعيل هذا التراث، عن طريق مراكز الإشعاع المختلفة، التي تعج بها هذه الأرض الطيبة، حتى «السوشيل ميديا»، والذين يهتمون ببث الحقائق والمعلومات عن طريقه، عليهم واجب تبصير الأجيال عن ماهية هذه الليلة، عن طريق مقاطع فيديو تبين مشاهد وصورا من تراث هذه الليلة المباركة.
نسأل الله الكريم أن يبلغ جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأهل هذه الديرة الطيبة، شهر رمضان الكريم، وهم يستعدون لاستقباله ويفعّلون تراثهم الأصيل الذي توارثوه عن الأجداد والآباء.
وما لنا إلا أن ننشد لأطفال هذه الديرة الطيبة ومعهم ولدي سلطان حسين. ونقرأ ما كانت تنشده بنات هذه الديرة في ليلة «الناصفوه»، وهن يرتدين بخانقهن الموشاة بالزري الجميل.
ناصفوه ناصفوه يا الله سلم سلطان
ناصفوه ناصفوه يا الله خله لأمه
ناصفوه ناصفوه عسى البقعة ما تطمه
ناصفوه ناصفوه ولا توازي على أمه
ولا على امهات هذه الديرة الطيبة
وعساكم من عواده.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي