No Script

ترامب يُقلّل من الأهمية الإستراتيجية للشرق الأوسط لدى واشنطن... وبكين تحذّر من «صندوق باندورا»

أميركا تنشر ألف جندي إضافي في المنطقة وإيران تلوّح باستهداف حاملات الطائرات بصواريخ دقيقة

تصغير
تكبير

عواصم - وكالات - عززت الولايات المتحدة مجدداً وجودها العسكري في الشرق الأوسط بإعلانها إرسال ألف جندي إضافي «لأهداف دفاعية» في تأكيد لتقرير لـ«الراي» نشرته أمس عن تعزيز واشنطن لقدراتها الدفاعية في المنطقة، فيما أعلنت طهران أن صورايخها الباليستية «دقيقة بدرجة يمكنها إصابة حاملات طائرات»، وسط تحذيرات روسية وصينية من «تصاعد التوتر» وفتح «صندوق باندورا» في المنطقة «غير المستقرة أساسا».
وقلّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شأن الهجوم على ناقلتي النفط ومن أهمية هذه المنطقة الاستراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
وقال، في حديث لمجلة «التايم»، «حتى الآن كان الأمر محدودا جدا».
وبعد أن أكد قناعة أجهزة الاستخبارات الأميركية بأن إيران وراء الهجوم، شدد على أن المنطقة باتت اليوم «أقل استراتيجية مما كانت عليه قبلاً» بالنسبة لواشنطن على صعيد الطاقة.
وأضاف «لقد أحرزنا تقدما كبيرا حول الطاقة في العامين ونصف الماضيين... لم نعد في الموقع الذي كنا فيه سابقا في الشرق الأوسط».
وردا على سؤال حول ما يمكن أن يدفعه لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران قال «بالتأكيد سأفعل ذلك بشأن الأسلحة النووية».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن «جنودنا في القيادة الوسطى جاهزون... لردع أي اعتداء من طهران ولحماية مصالحنا».
وكان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شناهان، الذي خلفه أمس في منصبه مارك إسبر بالوكالة أيضاً، قال، في تصريحات صحافية ليل الاثنين - الثلاثاء، إن «الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقيّناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية»، لكنه شدّد على أنّ بلاده «لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران».
وأضاف: «سمحتُ بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط»، مؤكدا أن الولايات المتحدة «ستواصل مراقبة الوضع بدقة» من أجل «تعديل حجم القوات» إذا اقتضى الأمر.
وأشار إلى أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود بناء على طلب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالاتّفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور مع البيت الأبيض.
وتأتي الزيادة الجديدة في عدد الجنود بعد إعلان زيادة قدرها 1500 جندي الشهر الماضي، ردا على هجوم استهدف ناقلات في مايو الماضي.
كما جاء إعلان شناهان بُعيد نشر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وثائق جديدة تتهم إيران بمهاجمة ناقلتي النفط النرويجية واليابانية في خليج عمان.
ويظهر في 11 صورة جديدة التقطتها مروحية «سيهوك» تابعة للبحرية الأميركية ونشرتها «البنتاغون»، جسم معدني دائري ملتصق بجسم الناقلة اليابانية.
وأكدت الوزارة أن «إيران مسؤولة عن هذا الهجوم كما تثبت ذلك أدلّة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر».
في المقابل، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده «لن تشن حربا على أي دولة»، معتبراً أن العالم «يشيد» بطهران وأن واشنطن فشلت في عزل بلاده.
وأضاف أنه «رغم كل جهود الأميركيين في المنطقة ورغبتهم في قطع كل علاقاتنا مع العالم أجمع ورغبتهم في إبقاء إيران منعزلة... لم ينجحوا».
من جانبه، قال القائد العام لـ «الحرس الثوري»، حسين سلامي، إن صواريخ إيران البالستية يمكنها إصابة
«حاملات طائرات في البحر... بدقة كبيرة»، مضيفاً أن تقنية تلك الصواريخ «غيّرت من موازين القوى» في المنطقة.
ونقلت «وكالة الانباء الايرانية» الرسمية عن رئيس وحدة مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات الإيرانية (لم تسمّه) أن طهران فككت «شبكة جديدة» من «جواسيس» يعملون لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه)، واصفة العملية بأنها «ضربة كبرى» توجه الى واشنطن.
في موازاة ذلك، دعا مجلس الوزراء السعودي، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الجلسة التي عقدها أمس، المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حازمة لضمان سلامة الملاحة المائية.
وفي موسكو، طالبت موسكو واشنطن بالتخلي عن «الخطط الاستفزازية» لنشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط والكف عن الأفعال التي بدت وكأنها «محاولات متعمدة لإشعال حرب» مع إيران.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف «الآن ما نراه هو محاولات أميركية متواصلة ومستمرة لتكثيف الضغط السياسي والنفسي والاقتصادي وأيضا العسكري على إيران بطريقة استفزازية تماما. لا يمكن وصف (هذه الأعمال) إلا على أنها مسار متعمد لإشعال الحرب».
بدوره، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «ندعو كل الاطراف الى ضبط النفس. نفضل ألا يتم اتخاذ خطوات من شأنها التسبب بتصاعد التوتر في هذه المنطقة غير المستقرة أساسا».
كما أعرب رئيس ادارة الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين عن امله بأن لا يتحول النزاع حول ايران الى «مجابهة شاملة» في المنطقة.
وفي بكين، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي «جميع الأطراف إلى التزام العقلانية وضبط النفس وعدم اتّخاذ أي خطوات من شأنها أن تتسبب بتصاعد حدة التوتر وعدم فتح صندوق باندورا»، أي إطلاق الشرور وفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط.
وأضاف «على واشنطن تحديداً التوقف عن ممارسة أقصى درجات الضغط».
كما حض إيران على «اتّخاذ قرارات حكيمة» و«عدم التخلي بهذه السهولة» عن الاتفاق النووي.

إدارة ترامب تدرس شنّ «هجوم تكتيكي» على إيران!

كشفت مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تدرس خطة لشن «ضربة تكتيكية» على إيران ردا على استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان، وفق «روسيا اليوم».
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مسؤولين ديبلوماسيين في مقر الأمم المتحدة قولهم إن «البيت الأبيض يشهد منذ يوم الجمعة الماضي مناقشات مكثفة بمشاركة قادة عسكريين رفيعي المستوى وممثلين عن البنتاغون ومستشارين لترامب، حول تنفيذ هجوم تكتيكي على إيران».
وأوضح المسؤولون، حسب الصحيفة، أن العملية العسكرية، التي تدرس، «تتمثل بتنفيذ غارة جوية تستهدف منشأة إيرانية مرتبطة ببرنامج إيران النووي».
وقال ديبلوماسي غربي: «الغارة ستكون مكثفة لكنها ستقتصر على هدف حدد واحد».
كما أفاد المسؤولون بأن الولايات المتحدة تخطط لتعزيز قواتها في الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أن ترامب نفسه «لم يكن متحمسا» من احتمال شن عمليات عسكرية ضد إيران، لكنه «فقد صبره» ومنح وزير الخارجية، مايك بومبيو «حق اتخاذ القرار» حول هذا الشأن.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي