No Script

تعزيز فريق الدفاع في سنة انتخابية حاسمة

انحسار تغطية إيران... أميركياً والأضواء تتركز على «خلع» ترامب

No Image
تصغير
تكبير
  • ماكونيل قد ينجح  في إقفال المحاكمة  أمام شهود يستميت  الديموقراطيون لاستدعائهم 

انحسرت التغطية الإعلامية الأميركية، والنقاش الذي رافقها، حول موضوع إيران، وتظاهراتها، وعواقب اغتيال قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، وعادت الى الأضواء قضية خلع الرئيس دونالد ترامب من منصبه بتهمة سوء استغلال السلطة لمآرب شخصية وانتخابية هدفت لتقويض أحد أبرز منافسيه الديموقراطيين للرئاسة، في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.
وطغت ثلاثة عناوين تتعلق بإزاحة ترامب من الرئاسة على بقية الاحداث في واشنطن، العنوان الاول، افتتاح جلسة محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ، شكلياً، على أن تبدأ المحاكمة فعليا الثلاثاء. وتضمنت المراسم الشكلية وصول نسخة ورقية لبندي الخلع اللذين سبق أن أقرهما مجلس النواب، ووقعتهما رئيسة الكونغرس نانسي بيلوسي.
كما وصل سبعة أعضاء من مجلس النواب، سيلعبون دور المدعين في المحاكمة، تصدرهما رئيسا لجنتي الاستخبارات آدم شيف والعدل جيري نادلر. وحضر الى قاعة مجلس الشيوخ رئيس المحكمة الفيديرالية العليا جون روبرتس، الذي اقسم اليمين وسيدير مجريات المحكمة في موقع القاضي.


ثم قام روبرتس بادارة قسم اليمين لاعضاء مجلس الشيوخ المئة، وهو قسم حوّلهم الى هيئة محلفين. ويتطلب إخراج ترامب من الرئاسة تصويت هذه الهيئة بواقع الثلثين، وهو ما يبدو متعذراً مع سيطرة الجمهوريين على 53 مقعداً. على أن الديموقراطيين يأملون ان يقتنصوا أربعة جمهوريين على الأقل، فتصوت غالبية بسيطة على اعتبار ترامب مذنبا، حتى لو لم يؤد ذلك الى إخراجه من البيت الابيض.
العنوان الثاني كان مفاجأة فجرها «مكتب مراقبة الحكومة»، وهو هيئة مستقلة غير حزبية تابعة للكونغرس، الذي أصدر تقريراً ورد فيه ان ترامب اخترق القانون الاميركي وتجاوز صلاحياته بإيعازه لادارته بتجميد المساعدة السنوية التي كان اقرّها الكونغرس لاوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، سعيا للضغط على كييف وحملها على اعلان مباشرتها التحقيقات بفساد هنتر بايدن، نجل نائب الرئيس السابق والمرشح الديموقراطي للرئاسة حاليا جو بايدن. وسبق لهنتر بايدن أن عمل عضوا في مجلس ادارة شركة «باريزما» الاوكرانية للطاقة.
وأشار التقرير الى انه لا يحق لأي رئيس التصرف بأموال أقرّها الكونغرس، بل على الرئيس تطبيق هذه القوانين كما تم اقرارها، أي أنه لم يكن لدى ترامب صلاحية تعليق المساعدة الى الاوكرانيين.
العنوان الثالث كان مقابلة تلفزيونية أجرتها إحدى اشهر الاعلاميات الاميركيات، رايتشل مادو، وهي محسوبة على الحزب الديموقراطي، عبر شبكة «ام اس ان بي سي»، مع أميركي من أصل أوكراني اسمه ليف بارناس، وهو أحد مساعدي رودي جولياني، المحامي الشخصي لترامب.
وكانت محكمة فيديرالية ألقت القبض على بارناس في المطار، وهو في طريقه للهروب الى كييف ببطاقة سفر من دون عودة، واعتقلته بتهم جرائم مالية مختلفة. ويبدو ان بارناس يعتقد ان تعاونه مع التحقيقات حول ما دار بين ترامب وأوكرانيا يمكنه ان يخفف من وطأة الاحكام المتوقعة عليه.
هكذا، اثناء خروجه بسند كفالة، ادلى بارناس بمقابلة قال فيها ان ترامب كان يدري بكل تفاصيل لقاءاته مع المسؤولين الاوكرانيين، وأن الهدف من اللقاءات، كما الهدف من مكالمة ترامب مع نظيره الاوكراني فلودومير زيلينسكي، لم يكن محاربة الفساد، حسب ما يكرر ترامب علناً، بل كان استصدار اعلان باجراء تحقيق في بايدن الابن، في محاولة لتلطيخ سمعة بايدن الأب انتخابياً.
وكشاهد أساسي للأحداث، أضاف بارناس ان الضغط على كييف كان يديره فريق كامل محيط بترامب، وكان يضم نائب الرئيس مايك بنس ووزير العدل بيل بار.
ودستورياً، يتسلم نائب الرئيس منصب الرئاسة في حال تم خلع ترامب، ولكن ان ثبت تورط نائب الرئيس، تنتقل الرئاسة الى رئيس الكونغرس، أي بيلوسي في هذه الحالة.
في المقابل، يعكس اختيار البيت الأبيض، المدعي السابق كينيث ستار، الذي كان طرفاً محورياً في «قضية لوينسكي» في التسعينيات، وخبير القانون العام آلان درشوفيتز لتمثيل ترامب خلال محاكمته رغبة في تبرئته، ولكن ايضاً في تحقيق انتصار على صعيد الحرب الإعلامية التي لا بد أن تؤثر في مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ودافع درشوفيتز، على مدار سنوات عمله، عن عدد من المشاهير، خصوصاً رجل الأعمال جيفري إيبستين الذي وجد ميتا في زنزانته في اغسطس 2019 وكان متهماً باستغلال فتيات قصّر.
أما ستار، فقد برز اسمه في التسعينات بسبب التحقيق حول العلاقة بين الرئيس الأسبق بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي، وقد شارك فيه كمدع عام، فيما عمل مذّاك كمحام أو أستاذ جامعي أو حتى كرئيس جامعة.
وفور إعلان وسائل الإعلام الأميركية عن الدور المقبل لستار، غرّدت لوينسكي، المتدربة السابقة في البيت الأبيض، «من الواضح أنّه يوم من تلك الأيام التي تقول فيها: هل تهزأون مني؟».
وذكر البيت الابيض في بيان الجمعة، أعلن فيه تشكيل الفريق الذي سيدافع عن الرئيس الأميركي، إنّ ترامب «لم يفعل ما يسيء وهو على قناعة بأنّ هذا الفريق سيدافع عنه وعن الناخبين وعن الديموقراطية في ظل إجراء العزل غير المستند إلى أسس وغير الشرعي».
وسيكون بات سيبولون، المستشار في البيت الأبيض، في مقدمة هذا الفريق.
وبسبب التقرير ومفاجآت بارناس وفريق الدفاع، عاد الاهتمام الشعبي بمحاولة «العزل»، وواصل الديموقراطيون ضغطهم على زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لاجباره على الموافقة على استدعاء شهود.
على ان الديموقراطيين يعلّقون آمالهم على روبرتس، ويعتقدون انه سيسمح لهم باستدعاء شهود. وسبق لروبرتس ان صرّح بأنه سيدير الجلسة إدارياً فقط، وان قوانين المحاكمة ستكون نتيجة ما يتفق عليه الحزبان، أو ما تصوّت عليه الغالبية منهم، وهو ما يعني ان ماكونيل قد ينجح في اقفال المحاكمة أمام الشهود الذين يستميت الديموقراطيون لاستدعائهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي