No Script

قيم ومبادئ

الأمانة اعتذرت منها السموات والأرض!

تصغير
تكبير

قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولً).
وقال (صلى الله عليه وسلم) لأبي ذر رضي الله عنه: «يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها».
يعني كان أهلاً لها في القوة والأمانة، فلو عرضت عليه وهو ليس بأهل فإنه لا يجوز أن يأخذها، ويقول: أُجرب نفسي، كما يفعله بعض الناس، بل لا يجوز إلا إذا علم أنه أهل لها، فهذا أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ومداره على قوله تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ).


 فصار لا بد من أمرين: أمر سابق وأمر مقارن: فالأمر السابق أن يأخذها بحقها بحيث يكون أهلاً لها، والثاني مقارن: أن يُؤدي ما أوجب عليه الله فيها، فمن لم يكن أهلاً فإنه لا يحق له أن يتولى الولايات حتى ولو عرضت عليه، ومن كان أهلاً ولكن خاف ألا يعدل فإنه أيضاً لا يجوز أن يتولاها، لأن الله قال في العدل بين النساء وهو أمر صغير: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة). وفي هذا تحذير لمن أراد تعدد الزوجات وهو عالم بنفسه أنه لا يعدل. فلا بد أن يأخذها بحقها ويؤدي ما أوجب الله عليه فيها.
وهذا في الواقع أمر عظيم تهاون فيه الناس اليوم ودخل كل من هب ودب، فتعقدت الأمور ولكن يتعين في بعض الأحيان أن يعرف الإنسان نفسه ويتقدم إذا جُهِل حاله.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة). وهذا يشمل: من لم تقم فيه شروط الولاية، أو الأمر الذي تولاه، ومن ضيعه، يعني من كانت فيه الشروط ولكن ضيع فهذا ليس بأهل، يجب أن يُعزل وأن يزال عن الولاية.
وإذا نظرنا إلى واقع الناس اليوم وجدنا أن هذا منطبق تماماً على الواقع إلا من عصم الله، وإلا فكلنا نرى مثلاً بعض من كان يشغل منصباً عالياً فيعين من أقاربه ولو لم يكن أهلاً، ويدعُ من هو أهلُّ، والحقيقة الكبرى التي يجهلها أكثر الناس أن الحاكم راع على الناس بمنزلة راعي الغنم، كما قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي «صلى الله عليه وسلم» قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِه).
الخلاصة
فالخليفة أو الحاكم وكيل الناس على أنفس الناس، يقيّمهم ويهذب أخلاقهم، ويسيّرهم على شريعة الله.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي