No Script

بلا حدود

أنا... ومغني اللبيب

تصغير
تكبير

كتاب «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام»، يحكي قصتي وعلاقتي بمؤلفه ابن هشام الأنصاري. لقد عشت مع طيف ابن هشام الأنصاري وأنا في سن الرابعة عشرة، وذلك عندما التحقت بثانوية المعهد الديني (قرطبة، الفحيحيل، قرطبة)، كانت مادة النحو ضمن المواد الأساسية المقررة علينا، وكنا ندرس النحو من كتاب «قطر الندى وبل الصدى لابن هشام الأنصاري» ، لازمنا هذا الكتاب لمدة أربع سنوات ونحن نستأنس ونستمتع به، وحينما التحقت بجامعة الكويت، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، كانت هناك أربعة مستويات لمقرر النحو، ففي أول مستويين درست كتاب «شذور الذهب لابن هشام الأنصاري» أيضاً على يد أستاذي ريحانة الكويت وعبق جزرها سيبويه الكويت وعالمها الفذ الذي لا يبارى في علم النحو الصرف العلامة الأستاذ الدكتور خالد عبدالكريم جمعة، وقتها شعرت بشيء غريب يشدني لابن هشام، أحسست - فعلاً - أن هناك أُلفة أو قل صداقة قديمة كامنة لم تظهر إلّا في أيام الجامعة، وشاءت محاسن المصادفات أن يطلب مني أستاذي أحد علماء مصر ومن عمالقة كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، الأستاذ الدكتور أحمد عبدالعظيم، يطلب بحثاً في كتاب «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام»، وأنا في مقاعد الدراسة التمهيدية للماجستير في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة (معيد عضو بعثة، جامعة الكويت، كلية الآداب، قسم اللغة العربية).
منذ أن اقتنيت كتاب «مغني اللبيب لابن هشام» وأنا مضطرب المشاعر مشغول البال، مشوش الفكر، ولمدة شهرين متتاليين أقلّب الكتاب يميناً وشمالاً أتصفحه وأتفحصه، أحمل الجزء الأول معي تارة والجزء الثاني تارة أخرى، حتى لو لم أقرأه، ولكنني أشعر بنوع من الارتياح عندما يرافقني هذا الكتاب إلى الكلية، وفي بعض الأوقات أحمله معي من غرفة المكتب إلى غرفة النوم في شقتي بمصر الجديدة 1995م، وأحياناً أخرى يكون بقربي على طاولة الطعام، إلى أن فتح الله جل شأنه عليّ فتحاً مبيناً، وقدمت لأستاذي بحثاً بعنوان «مسائل مغني اللبيب لابن هشام - نظرة إحصائية تطبيقية»، وتحصّلت على علامة كبرى، واجتزت السنة التمهيدية للماجستير 1995 - 1996، وأنا ترتيبي الثاني، لا يسبقني إلّا طالب مصري من الفيوم ضليع في علم القراءات السبع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي