No Script

@ أمينة / «أكلك منين يا بطة»

u0623u0645u064au0646u0629 u0639u0644u064a u0623u0628u0648u063au064au062b
أمينة علي أبوغيث
تصغير
تكبير
عادة أحب أن اكتب مقالاتي في الصباح بصحبة فنجان قهوتي الصباحية. لكن اليوم يعتبر حالة إستثنائية، حيث إنه بالنسبة لي قد بلغ السيل الزبى. فما هو التفسير المنطقي لما قام به بعض الشباب الخليجيين بخطف بطة من حديقة الهايد بارك في العاصمة البريطانية، وقتلها أو كما قال صاحب الفيديو «حللناها»، وبعد ذلك تصوير طبخة مكبوس البطة على غرار برامج الطبخ التلفزيونية؟

أول سؤال تبادر لذهني بعدما شاهدت الثلاثة فيديوات المشينة لحادثة البطة هو: هل من شارك بهذة المهزلة من خطف وقتل وطبخ قد غادر وطنه وهو جائع وكان يمر بأيام عجاف؟ أم أن الموضوع لا يتجاوز أنّ تبختر البطة المسكينة قد أغراه فغردت بطنه قائلة «أكلك منين يا بطة».

خلال الثلاث سنوات الماضية، تمادى بعض السياح العرب الخليجيين بأفعال مشينة في أوروبا. والغريب أنه عاماً بعد عام يتفننون بتصرفات لا أجد لها وصفا غير أنها غريبة على من أتصف بالشعب المحافظ. غرابتها تكمن بأن من يقوم بهذه الأفعال لا يقومون بها بالعلن في أوطانهم، فلا البنات الصغار يرقصن في الشوارع والأسواق كما شاهدناهن يفعلن أمام بوابة متجرهارودز، ولا الشباب يستعرضون في سياراتهم في الحدائق العامة كالذي حدث في الهايدبارك، وطبعاً لا أحد يصطاد البط الذي يتبختر في الحدائق العامة. لأنه لا يوجد بط يتبختر في الحدائق العامة أساساً، وإن وجد فهو ليس الا مشهدا تلفزيونيا لا يتكرر إلا على شاشات التلفاز.

لكن الأكيد أن هذا لا يسمح لهم بفعل ما فعلوا، ولا يغفر لهم ما اقترفت أيمانهم. و الأكيد أنه لا يمثل أحدا إلاَ من قام به.

لن أقول أين تصرف الحكومة بهذا الصدد، لأني غير مقتنعة بالتدخل الحكومي في هذه الأمور، الحكومة لا ولن يخول لها الدخول لبيوت مواطنيها وتعليمهم الأدب والأخلاق.

ولكني من هذه الخانة الصغيرة التي تخصني أتساءل إلى متى؟ و ما الذي تتطلعون إليه بهذه الأفعال؟

اليوم وبعدما ارتبط ذلك العار الذي يسمى بالإرهاب بالعرب والمسلمين، هل نحتاج الى أي بهار إضافي لتعزيز كره العالم للعرب والمسلمين؟

* كاتبة كويتية

Twitter: amina_abughaith
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي