No Script

حديث القلم

هل سنعبرُ بأمان؟

تصغير
تكبير

في مقالي السابق، تحدّثت موجها القلم نحو الحكومة، بألا تعوّل على الوعي الشعبي، لأنها لن تنجح في ذلك، على اعتبار أن جزءاً كبيراً من الناس يفضل سياسة عدم الانصياع، والتباهي بكسر القوانين أيا كانت، وارتفاع معدلات الإصابة بالنسبة للمواطنين خلال الأيام الماضية، يثبت أن ارتفاع المعدلات تلك قد قابلها انخفاض حاد باتباع إرشادات السلامة والوقاية، التي استخدمت فيها الدولة كل طاقاتها وإمكاناتها الإعلامية للتوعية والتوجيه، ناهيك عن أصحاب الاختصاص من الأطباء والكوادر الصحية المساعدة، الذين يوجّهون النصائح والرسائل الطبية باستمرار للجميع بضرورة توخي الحذر، فالفيروس لم ينحسر، ولاتزال هناك أعداد كبيرة من الإصابات، منها مَن تماثل للشفاء ومنها من يرقد في المستشفيات ، وبعضها على أسرّة العناية المركّزة، وهناك حالات وفاة بشكل يومي.
لقد أصبحنا قريبين جداً (زمنيا) من الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي أرى عتبتها مرتفعة قليلاً وإن كنت أتمنّى المضي في الخطة الحكومية للعودة إلى الحياة الطبيعية، ولكن بتمديد ساعات الخروج قد تزداد لدينا حالات المخالطة وبالتالي ارتفاع أعداد الإصابات مجدّداً، الأمر الذي قد يعيدنا إلى المربع الأول، لا سمح الله، فندفع جميعاً ثمن استهتار البعض وتساهله، وتعامله مع الحياة وكأن الفيروس قد انتهى!
هذه النوعية السيّئة من البشر، لن تجدي معها أي حملات توعوية أو مناشدات رسمية، فبعضهم تصله الرسائل الإعلامية ويعرض عنها عمداً، والبعض الآخر لا يريد الاطلاع على توصيات حكومية بحجة أنه بات يشعر بالملل ويريد أن يمارس حياته كما كانت الأوضاع قبل أزمة كورونا، وهو غير مدرك بأن ما يفعله قد يطيل أمد الأزمة، والحل الأمثل للتعامل مع هؤلاء من خلال تطبيق عقوبات رادعة لعلهم يصحون من غفلتهم ويعون خطورة أفعالهم.
الحكومة أخيراً قامت برمي الكرة في الملعب الشعبي، وكأن لسان حالها يقول: لقد تحملنا ما يكفي من بداية الأزمة، والآن نحن بحاجة إلى تعاونكم حتى يمكننا تجاوز المراحل المقبلة، ولكن توجيه رسالة بهذا الشكل لا يكفي في رأيي، فيجب تشديد العقوبات بحق غير الملتزمين، الذين يمكن أن يقودهم استهتارهم إلى إيذاء الغير أو قد يودون بحياة أسرهم بالكامل ومحيطهم الاجتماعي.

وخزة القلم:
الموضة الجديدة للكثير من اللقاءات التلفزيونية خلال السنوات القليلة الماضية، هي استضافة أحد المشاهير، وتعمد إثارة موضوع مؤلم بالنسبة للضيف، وبعد أن يتعمدوا إبكاء الضيف أمام الكاميرا، تسمع مقدم اللقاء وهو يقول بشكل باهت وبلا شعور: دمعتك غالية علينا... واضح!

twitter: dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي