شمعة الدكتور عبدالرحمن العوضي... زاهرة

شمعة مضيئة لمساراتها وميض المتأمل له يتلمس مزيداً من الإخلاص والعطاء والعمل الدؤوب، من أجل بناء الإنسان وخدمة الوطن.
هو الدكتور عبدالرحمن العوضي - رحمه الله - عمل متدفق وإخلاص في سبيل إشارات طيبة وعلامات بارزة في سبيل الاهتمام بمجالات إنسانية مختلفة، من أجل الرعاية والعناية بالإنسان.
المتأمل لمسيرة العوضي يحتار من أين يبدأ؟ وكيف يسترسل في فكره؟ فتتزاحم الفكر وتتعدد الذكريات، فهو الطبيب الذي عمل في هذا المضمار، فأشار إلى الخير ونصح في سبيل الرشاد، بما يمتلكه من قدرة واثقة وإصرار مخلص من أجل الازدهار.

أما عن الأعمال التي أنيطت به فهي متعددة ومختلفة، في مجال الطب ومضمار الثقافة وسبيل السياسة ومجال التربية. فهو الإنسان الذي لا يدخر جهداً من أجل التطور في الفكر والعمل والإصرار في رحاب التوجيه.
تكلم الكثير عن سيرته - رحمه الله - وأجادوا وبرعوا عن تلك السيرة العطرة. جزاهم الله خير الجزاء.
وإني في هذا المجال سأتكلم عن مواقف شاهدتها مع ذلك الإنسان الخلوق في مسيرته والطيب في إشاراته.
فكثيراً ما يحضر ملتقيات متعددة لذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التربية الخاصة، ذلك الصرح التربوي العام الذي يشع إنسانية ويعج بسبل مختلفة لمسارات تربوية للأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم أشاهده في ملتقى من الملتقيات التربوية إلا وهو ذلك الإنسان الموجه والمربي والمشير إلى سبل مختلفة في مجال النهوض بذوي الاحتياجات الخاصة، كان - رحمه الله - مساعداً في آرائه لبرامج تربوية مختلفة وفي إشاراته إلى مستلزمات مهمة في رحاب تربية وتثقيف ورعاية وتنشئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ناهيك عن مساهمته المادية في كثير من البرامج التربوية، ماذا عساني أن أقول في تلك الشخصية الإنسانية في معانيها والمخلصة في دلالاتها؟
في أحد البرامج التربوية استضافت الإذاعة مجموعة من التربويين في برنامج استراحة الظهيرة، فكرت بمن يشارك معي في هذا البرنامج، فاتصلت بمجموعة من المتخصصين، وكان من بينهم أبي عبدالله - رحمه الله - فشارك في تلك الظهيرة بإشارات طيبة وبتغطية واضحة عن مفاهيم ذلك البرنامج. وهو مناهج «التربية الفكرية إلى أين»؟
ما أروعها من شمعة وما أبهاهها من وميض لشعاع سيظل خالداً في القلوب والأذهان.
اللهم بارك لأبي عبدالله بين أطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له، واخلف على أهله وذويه ومحبيه بالصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
سبقونا إلى الرحيل
وها نحن بالأثر
رحم الله مؤمنا
ذكر الموت فاذكر
في أمان الله يا أبا عبدالله.