No Script

خواطر صعلوك

عندما يغرق الإنسان في مستنقع أفكاره!

تصغير
تكبير

عندما يتضخم فكر الإصلاح على حساب إصلاح العمل، تصبح المشية غير متزنة ويسقط البيض الذي في السلة على الأرض، وحتى الفاسدون أنفسهم لن يجدوا بيضاً فاسداً على طاولة الإفطار.
بماذا سينتفع ذالك الرجل الذي يتوضأ كل يوم منذ خمسين سنة، ولكنه لم يقم الصلاة لمرة واحدة؟
وبماذا سينفعنا صاحب الفكر الإصلاحي، بعد أن أصبح الجميع أصحاب فكر إصلاحي، من دون أن يحاول ولو لمرة أن يقدم فعلاً إصلاحياً يتجلى فيه النموذج البديل أو الحل للمشكلة؟
بماذا ستنفعنا الآن في الكويت تلك المرأة التي تشير للمشاكل، في زمن أصبح فيه الجميع يراها ويسمعها ويعيشها يومياً في الواقع وعلى السوشيل ميديا وفي المؤسسات والشارع؟
هذه الأسئلة الثلاثة الموجهة تجاه إجاباتها، أقولها لنفسي قبل الآخرين.
فبماذا سينفعنا الكاتب الذي يتهم الآخرين في نواياهم الوطنية أو أصولهم الكويتية، في زمن أصبح فيه بعض أعضاء مجلس الأمة يقومون بهذا الدور في ما بينهم، فضلاً عن بعض شرائح المجتمع، مما قد يؤدي إلى هتك النسيج الوطني فلا يجد البلد ما يرتديه؟
وما هي نتيجة النظرة التشاؤمية المتورمة، التي سادت بين شباب وشابات هذا البلد؟
هذه النظرة السوداء والنتوء المتورمة التي يعلق عليه ذلك الرجل أمراضه وأسبابه الخاصة، في أن يكون موجوداً في مكان آخر وقت العمل.
وبماذا سينفعنا ذلك الجرس الذي ينبهنا إلى أهمية الديموقراطية، في وقت أصبح فيه المجتمع ديموقراطيا جداً، ويعرف الشيء الكثير عن إجراءات الانتخابات وتشكيل اللجان وقواعدها، وكيفية اتخاذ القرارات عبر غالبية الأصوات ومع ذلك، فإن العمليات والمهارات التي يحتاجها الناس عندما يرغبون في التوصل إلى إجماع أو قرار جماعي ليست معروفة جيداً ولا تمارس غالباً، بسبب ظهور النزاعات والصراعات العرقية والمذهبية والطبقية في شكل صراع وطني يبدو من الصعب جداً فيه أن يصل الجميع إلى التوافقية، بماذا سينفعنا ذلك الجرس الممل الذي يقول: ديموقراطية... ديموقراطية... ديموقراطية.
بماذا سينفعنا ذاك المثقف الكوني الجالس هناك على الضفة الأخرى من النهر، وهو يقرأ كتاباً يتحدث عن العدالة الاجتماعية، ويثرثر طوال الجلسة ولا يكون عاملاً في التغير الاجتماعي، بل عامل للحفاظ على الوضع الإداري القائم، مثقف يمثل كيانا يسير على قدمين كدفتر مليء بالاقتباسات وتسجيل المواقف هنا وهناك، من دون أن يلطخ يديه بالطين ولو لمرة واحدة، يصدر الضجيج عبر الشاشات ويحدثنا عن زيارته الأخيرة للأوبرا وعن أهمية التغريدة التي كتبها أمس، ويظل طوال العام يبحث عن الجوائز الثقافية التي تسمح له بإخراج لسانه للأعداء، بماذا سينفعنا هذا الرجل أو تلك السيدة؟
بماذا سينفعنا خطاب معارضة يطلب التعبئة الاجتماعية من أجل الحشد للمطالب و«التحلطم» السياسي، وليس من أجل الدعم للمشاريع والمبادرات التي يظهر فيها الإنجاز؟
وأخيراً وليس آخراً، بماذا سينفعكم مقال سخيف مثل هذا يعرض كل قضايا العالم، ثم يحل كل قضايا العالم في مشهد واحد في مقال بعنوان يدعو للضحك أكثر من البكاء؟
ولكن أيضاً علينا أن نسأل: ما الذي يجعل وردة تنبت بين شقوق الرصيف، الذي يحمل مدفعاً في حملة عسكرية؟
وصدى المدافع... والتشاؤم من الوريد إلى الوريد، هل يهدد الأمن القومي؟

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي