No Script

خواطر صعلوك

السؤال الكويتي... ومتخيلاتنا الاجتماعية

تصغير
تكبير

بدلا من المقدمة دعونا نسأل:
متى يكون السؤال جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل؟
بمعنى آخر، متى يكون السؤال نار التنور، ومتى يكون شعلة التنوير؟
ما أن نكبر قليلاً، ونتخطى عمر الطاووس، حتى نواجه العالم بذهن مليء بمجموعة من القيم والتصورات للأشياء حولنا.
ومن تصوراتنا وقيمنا يظهر خيالنا ومدى اتساع الأفق لدينا، ومن هنا غالباً يظهر السؤال.
هل تؤيد الضرب في المدارس أم ترفضه؟ ولماذا؟
السؤال هو وعي السائل وفتح أفق للمسؤول.
يمكن للسؤال أن يحدد مسار تفكيرك ويحدد خيالك، إذا كان السائل يبحث عن جواب طاعن في السن، فقير في مسار تفكيره ومحدد في خياله.
الضرب في المدارس... هل أنت معه أم ضده أم عندك تصور آخر؟
إن واقعنا الاجتماعي والتعليمي والسياسي هو ابن سؤال الأمس، وسؤالنا الاجتماعي والتعليمي والسياسي اليوم هو واقع الغد.
ويمكن للسؤال البرلماني أن يكون نواة لخيال اجتماعي مشترك، يصبح غداً ممارسة بدهية ومتفقا عليها، ويمكن للسؤال للبرلماني أن يقتل أي مساحات بديلة، ويجعل الجميع مثل الحصان الصغير مفقوء العينين، وقد وضع مكانهما جوهرتين.
الضرب في المدارس، هل له علاقة بقلة الأنشطة والبرامج التعليمية؟
كثير من الممارسات التي نعتبرها من البدهيات اليوم، كانت يوما ما سؤالا غريبا ضمن واقع لا يعرف شيئاً عن بدهيات مثل مواطن، حرية، حقوق، مجتمع مدني، مدرسة، كرامة الإنسان، الوقوف في الطابور، إمكانيات الشباب والشابات، رعاية المسنين. كلها أصبحت بدهيات اليوم، ولكنها في الأمس كانت مطالب، وقبل الأمس كانت خيال أحد ما في مكان ما.
الضرب في المدارس، هل له علاقة بوجود «المدارس» ذاتها؟
في الوقت الذي أسألك فيه قائلاً:
- ما مميزات المدارس؟
يسير عقلك كله في اتجاه.
وعندما أقول:
- ما عيوب المدارس؟
ستسير في اتجاه آخر. أما عندما أقول... ما المدارس وما أهدافها وفلسفتها وشرعية وجودها، وهل هي حق من حقوق الشعب في التعليم، وهل المطلوب منها أن تعطي السمكة أم تعلم الصيد، أم تعلم حل المشكلات في حالة جف النهر؟ وما علاقة هذا بالضرب من عدمه؟... فهذا سؤال مختلف.
ولكن هل نحن حقاً في حاجة إلى طرح مثل هذا السؤال... الضرب في المدارس؟
سؤالك هو الذي يغذي خيالك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتعليمي والرياضي والإسكاني والمعماري والفني... وخيالك الروحي.
وبدلاً من الخاتمة دعونا أيضاً نسأل تلك الأسئلة، التي تكون غالباً جزءاً من المشكلة وتضخمها وليس من الحل وأفقه؟
هل تؤيد إقامة ماراثون مختلط بين الرجال والنساء؟

هل تفضل أن يرقص الشباب في الشوارع أم ينضموا إلى داعش؟

هل تتزوج من محجبة أم من سافرة؟
هل أنت مع الأمن أم الحرية؟
وما ينبغي عزيزي القارئ أن يقال في آخر الكلام، ينبغي ألا يقال أوله، فإحدى مشاكلنا اليوم هي في طرح السؤال التنموي الإيجابي؟

@moh1alatwan.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي