No Script

أصبوحة

قلوبنا تصرخ: النجدة

تصغير
تكبير

في غير مرة قلنا إن التنمية الثقافية، المرتبطة والمتماهية مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لن تتحقق من دون إرادة وقرار رسميين، فالتنمية الشاملة والمستدامة، هي رؤية ورغبة رسمية بالنهوض في جميع جوانبها، ولا يكفي تركها لسيطرة الثقافة السائدة، بل تحتاج إلى استنهاض الطاقات الكامنة في المجتمع، والإمكانات المادية والبشرية، وهذا لا يتأتى فقط بإعلان النيات والتصريحات، بل باتخاذ خطوات عملية جريئة وجادة.
فأي تنمية تبدأ بتطوير التعليم، وتخليصه من المناهج التي تهدف إلى تجميد العقول والتجهيل، وكذلك الاهتمام رسمياً وبشكل جاد، بالثقافة والفنون والآداب، فالجهود الأهلية والفردية ستمر في حالة مد وجزر، بسبب ما تواجهه من عراقيل ومعوقات، وبالأخص فيما يتعلق بالتضييق على حرية الرأي والتعبير، فهذه الجهود تحتاج إلى رافعة رسمية، لكي تنطلق باتجاه التقدم.
وذلك يتم عندما تتبع سياسة تعيين الكفاءات والخبرات، وليس سياسة تعيين الولاءات والترضيات والمحاصصة، فالتغيير يعني تغليب المصلحة الوطنية، على المصلحة الشخصية والسياسية الآنية، ووضع مستقبل البلاد والشعب بعين الاعتبار، فيكفي ما أهدر من وقت وأموال، فالزمن لا ينتظر والأموال آيلة للزوال.
إن المؤسسة الثقافية الرسمية الوحيدة، هي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، هذا عدا عن مركز جابر الأحمد الثقافي ومركز عبدالله السالم الثقافي، فوضعهما استثنائي لأنهما لا يخضعان للروتين الحكومي.
هذا المجلس بدأ يتدهور منذ أكثر من ثلاثين عاماً، بسبب افراغه من القيادات والكفاءات الثقافية، وإقحامه في المساومات السياسية والصفقات الانتخابية، وتركه عرضة لأهواء وتحكم بعض الجماعات، وبعض أعضاء مجلس الأمة، ومحاولة فرضهم لعادات وتقاليد تخصهم وحدهم، ولا تخص كل فئات المجتمع الأخرى.
أمامنا خياران، إما أن نخشى على وطننا وأبنائنا، فننحي الخوف من الجماعات التي تريد جر مجتمعنا للخلف، فالحق يرافق الجسارة، وإما الاستمرار بالاستسلام لها، وترك مستقبل الأجيال القادمة تحت رحمتها.
نحتاج وبشكل طارئ إلى يقظة لإنقاذ الوطن، ولإنقاذ ثقافتنا وتعليمنا وإنساننا، نحتاج إلى ضمير حي، لانتشال البلد من القاع المظلم، فكيف تكون الأصوات العالية أقوى من الضمير الوطني، لدى من بيده المسؤولية والقرار؟

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي