No Script

ضوابط مشددة على المضامين المتعلقة بإنهاء الحياة عبر «فيسبوك»

No Image
تصغير
تكبير

تخضع المضامين المرتبطة بالانتحار بمساعدة الغير وإيذاء الذات لمروحة كبيرة من الضوابط عبر «فيسبوك» الساعية للتوفيق بين حماية مستخدميها وصون حرية التعبير، وهو ما تشهد عليه حالة الفرنسي المحتضر آلان كوك.
ويطالب الرجل البالغ 57 عاما والمصاب بمرض مستعص بالحق في إنهاء حياته بطريقة «لائقة»، وأعلن ليل الجمعة السبت عزمه على وقف تلقي العلاجات والأغذية وبث ساعاته الأخيرة في نقل حي عبر «فيسبوك».
غير أن الشبكة قررت منع كوك من بث هذه المشاهد عبر صفحاتها.


وقال متحدث باسم «فيسبوك» لوكالة فرانس برس «رغم احترامنا قرار (كوك) الهادف إلى لفت الانتباه إلى مشكلته المعقدة، اتخذنا بناء على نصيحة الخبراء تدابير لمنع البث المباشر عبر حساب آلان، لأن أنظمتنا لا تسمح لنا بعرض محاولات الانتحار».
وتواجه «فيسبوك» التي تضم 1،8 مليار مستخدم نشط يوميا، إشكالية لتحقيق توازن دقيق في هذه المسألة المعقدة.
وتتلقى أحيانا اتهامات بعدم تكريس موارد كافية لتفادي نشر مضامين عنيفة أو صادمة عبر صفحاتها.
وقد جرى تعزيز هذه القواعد على مر السنوات بعد قضايا أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام الشعبي والإعلامي، بما في ذلك انتحار المراهقة البريطانية مولي راسل البالغة 14 عاما سنة 2017 بعد مشاهدتها مضامين مرتبطة بعمليات إيذاء الذات والانتحار على «إنستغرام» التابعة لـ «فيسبوك».
وتشمل قواعد الشبكة جملة بنود مفصلة في شأن ما يُسمح للمستخدمين بنشره وما يُمنعون عنه، ما يساعد في تفسير طريقة تعامل الشبكة مع هذا النوع من الحالات.
وترمي هذه القواعد المنشورة في إطار «معايير فيسبوك» إلى التوفيق بين متطلبات مختلفة، بينها سلامة المستخدمين وصون حرية التعبير.
ورغم أنها لا تلحظ إجراءات محددة في شأن حالات المرضى المنازعين في ساعاتهم الأخيرة، تتسم هذه القواعد بتشدد كبير مع المضامين التي قد تُصنف في خانة الترويج للانتحار أو الأذى الذاتي.
وتشمل هذه التدابير حالات متصلة بالموت الرحيم أو المساعدة على الانتحار.
وتوضح «فيسبوك» في إطار هذه «المعايير» المنشورة عبر صفحتها الرسمية أن «في إطار سعينا لتوفير بيئة آمنة على فيسبوك، فإننا نزيل المحتوى الذي يشجّع على الانتحار أو إيذاء الذات، بما في ذلك بعض الصور الصادمة وعمليات البث المباشر والمحتوى الخيالي الذي أوضح لنا الخبراء أنه قد يدفع الآخرين إلى ممارسة سلوك مماثل».
غير أن هذه القواعد عينها تتيح نشر «صور أو مقاطع فيديو تصوّر موت شخص عن طريق الانتحار وتكون مصمّمة للحصول على أهمية إخبارية»، إضافة إلى «صور أو مقاطع فيديو تصور شخصًا شارك في عملية قتل رحيم/انتحار بمساعدة الغير، في إطار حالة طبية».
ويُسمح بالاطلاع على هذه المضامين للأشخاص فوق سن الثامنة عشرة حصرا مع إرفاقها برسائل تحذير.
إلى ذلك، تحتفظ الشبكة بحق تخفيف هذه القواعد إذا ما رأت فائدة عامة في نشر مضامين محظورة في العادة.
وتلفت الشبكة إلى أنها تسمح في بعض الحالات بنشر مضامين تتعارض مع «معايير المجتمع» إذا ما كان ذلك يصب في خدمة المصلحة العامة، مؤكدة أنها تعمد في مثل هذه الحالات إلى تقويم «الأثر الإيجابي على المنفعة العامة مقارنة مع الأذى المحتمل»، مع الاستناد إلى «المبادئ العالمية لحقوق الإنسان».
وفي النهاية، تترك الشبكة في بعض الأحيان على صفحاتها مضامين مثيرة للجدل لترك الوقت لحصول ناشريها على المساعدة اللازمة، إذا كان ذلك يسهم في إنقاذ أرواح.
وعلى سبيل المثال، توضح الشبكة في هذه المعايير «تلقينا نصيحة من الخبراء بأنه ينبغي ألا نقوم بإزالة مقاطع فيديو البث المباشر التي يظهر فيها إيذاء الذات وذلك لإتاحة الفرصة للسلطات والأشخاص المقربين بتقديم المساعدة أو الموارد لصاحب المنشور».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي