No Script

إلى متى ستصمد «ووهان» الكويت؟

تصغير
تكبير

في إطار الجهود الرسمية لاحتواء وباء كورونا، خلال الشهور الثلاثة الماضية، قامت دول عربية عدة، الأردن والسعودية ومصر والعراق، بعزل أحياء أو قرى أو حتى مدن كاملة، للحيلولة دون تفشي الوباء إلى مناطق جديدة!
وفي الكويت - ومنذ الأسبوع الأول، 6 /‏4 /‏2020، فرضت السلطات عزلا كلياً على منطقتي جليب الشيوخ والمهبولة (86) يوماً، اللتين تقطنهما غالبية من العمالة الوافدة، بسبب التفشي الكبير لفيروس كورونا، وامتد العزل لاحقاً في نهاية مايو ليشمل الفروانية وخيطان وحولي !
وقد قامت الجهات الكويتية، ومن ضمنها القطاع الخيري، بتقديم العون الإنساني لهذه المناطق، حيث وزّعت السلال الغذائية والدعم النقدي، في إطار حملة «فزعة الكويت»، ومع امتداد العزل تآكلت المبالغ المرصودة لدعم العمالة الوافدة والأسر المحتاجة التي تقطن تلك المناطق، وبدأت مظاهر العوز والحاجة بالظهور، حيث انتشر العديد من مقاطع الفيديو، في أماكن مختلفة من الكويت، تصور تهافت العمال الوافدين على طلب السلال الغذائية، ما أعطى صورة سلبية عن دولة الكويت عامة، والجهات الخيرية بصورة خاصة، وأوحى بوجود تقصير في تقديم الدعم للمتضررين!


على حين أن امتداد الأزمة هو السبب، فمن غير المعقول أن يستمر العزل للمناطق التي يقطنها هؤلاء العمال الوافدون، الذين يحتاجون إلى مورد رزق، لتوفير احتياجاتهم وتسديد إيجارات مساكنهم وتحويل المال إلى أسرهم، ولا بد من إجراءات بديلة لهذا العزل التي طال أمده وباتت عواقبه أكبر من نفعه! وهنا نستذكر أن عزل ووهان الصينية التي يبلع تعداد سكانها 12 مليوناً لم يتجاوز عزلها أكثر من (75) يوماً !
ولعل من الإجراءات الممكن اتخاذها للخروج من المأزق، استئناف العمل مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، كما فعلت السعودية والإمارات وقطر حيث تم فتح جميع القطاعات لديها، أو دعوة أصحاب الأعمال للسماح لأعداد أكبر من العمالة الوافدة التي يستخدمونها بالعودة إلى بلدانهم، وهو خيار أهون من استمرار هذا العزل، فضلاً عن استمرار التعهدات في الكشف عن تجار الإقامات، خصوصاً أن الجمعيات الخيرية استنزفت طاقاتها وعلاقاتها بجمع صدقات وزكوات الناس لعمالة غير محتاجة ولكنها محصورة معزولة ؟!
كما أنّ على السلطات أن تتفطن إلى مَن يتصيّد بالماء العكر ويشيع أن الكويت بسبب عنصريتها تتقصد هذه المناطق برغم انخفاض الإصابات فيها! وكما ينبغي الحذر من زيادة الإشكالية بالاستعجال بزيادة عدد القادمين للكويت بعد إعلان فتح المطار، ما قد ينعكس سلباً على توفير الخدمات والتي بدأنا نشعر بخدشها حتى مجرد إعلان وزارة المياه بتأثر شبكة المياه العذبة عن بعض المناطق في الكويت.
إن استمرار العزل مدة أطول ستكون له عواقب وخيمة على المجتمع الكويتي، وسيتسع الفتق على الراتق، خصوصاً في ظل التوجه العالمي لإنهاء إجراءات الإغلاق والعزل، واستئناف الحياة الطبيعية مجدداً، وانتقال القدر الأكبر من المسؤولية، في منع تفشي وباء كورونا، إلى المواطنين، بعد شهور من الإجراءات التي اتخذتها الحكومات لاحتوائه، والتي لم يعد بعضها قادراً على توفير الرعاية الصحية كما كان حالها من قبل!
تأتي هذه المقالة إجابة عن استفسارات أصدقاء من خارج الكويت عن فيديوهات المجاعة المنتشرة في وسائل التواصل، إذ لا يتخيل أحد أن يتهافت الناس على الطعام هكذا بالكويت الذي يشهد لها الجميع بخيرات ونعم تعبر الحدود!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي