No Script

شعر

إيقـاعاتُ الْأَخْلاق

No Image
تصغير
تكبير

نَظَـمْتُ هـذِهِ الْقَصيـدَةَ عَـلى بَحْـرِ (فاعِلُـنْ فَعـولُنْ فاعِلُنْ فَعولْ)، وَهـذا الْبَحرُ لَيْـسَ مِنَ الْبُحورِ الْخَليلِيَّةِ، وَقَدْ جاءَتِ الْقَصيدَةُ بِأَكْمَلِها بِلا زِحافاتٍ.
ما لَهُ سِوى الْأَخْلاقِ مِنْ أُصولْ
مَنْ بِها تَحَلّى دونَ أَنْ يَحولْ
وَاسْتَوى بِإيـقـاعـاتِها عَلى
«فـاعِلُنْ فَعولُنْ فـاعِلُنْ فَعولْ»
فَهْوَ فاعِلٌ لِلْخيْرِ... وَهْوَ مِنْ
خَيْرِهِ فَعولٌ عِـنْـدَما يَقولْ
قَوْلُهُ كَساهُ بِائْتِـلاقِـهِ
ما أَدَقَّهُ مِنْ قائِلٍ مَقولْ
نالَ ما يَراهُ الْعَقْلُ صـالِحًا
فَهْوَ نائِلٌ وَالصّالِحُ الْمَنولْ
بِالصُّعودِ مَشْغولٌ.. وَغَيْرُهُ
بِالصُّعودِ مَشْغولٌ وَبِالنُّزولْ
وَالْخُمولُ مَـدْعـاةٌ لِقَتْلِهِ
لَيْسَ مِنْ طِباعِ النّاشِطِ الْخُمولْ
وَالْحُـلـولُ مَـوْضـوعِيَّةٌ إذا
ما أَعـانَهُ الْمَوْضوعُ فـي الْحُـلـولْ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحُبِّ صُحْـبَـةٌ
إنْ تَـقَـدَّمَـتْ فَالْكُـرْهُ لا يَصولْ
وَانْتِهاؤُهُ مِنْهُ ابْتِداؤُهُ
هكَذا النَّهارُ الدّائِمُ الْحُصولْ
لَمْ يَـطُلْ نَداهُ السَّمْحُ لِلدُّجـى
بَيْدَ أَنَّهُ لِلنّورِ كَمْ يَـطـولْ
خَيْرُهُ يُميلُ النَّفْـسَ دائِـمًا
مَنْ لَها بِمِثْلِ الْخَيْرِ مِنْ مُيولْ
جَـوْهَـرِيَّةٌ لا مَـظْهَـرِيَّةٌ
مُشْـرِقاتُهُ الْمَفْتـوحَةُ الْقُفولْ
مِنْ خِـلالِها الْعَقْلِـيَّةُ ارْتَقَتْ
وَارْتِـقاؤُها يَحْمي مِنَ الْخُبولْ
إنَّهُ مُـضيءٌ... وَالضِّياءُ مِنْ
عَقْلِهِ انْبَرى لِلْعارِضِ الْجَهولْ
وَاسْتَقامَ بِالْأَخْلاقِ... يا لَها
مُسْتَقيمَةً أَخْــــلاقُهُ الْبَتولْ
إنَّما سَناهُ اسْتَوْطَنَ الْمُنى
مِثْلَما الْمَضاءُ اسْتَوْطَنَ الْحَمولْ
مُشْـرَئِبَّةٌ آمالُهُ إلى
ما اشْـرَأَبَّ مِنْ إشْـراقَةِ الْكُمولْ
وَالْمَكارِمُ الْوَضّاءَةُ ازْدَهَتْ
فـي فُؤادِهِ نَجْـمًا بِلا أُفولْ
لا هُوَ الْمُـصافـي مَنْ يَضُـرُّها
لا وَلا هِـيَ الْمَـنْزوعَـةُ النُّصولْ
كَمْ بِها رَأى الْأَحْداثَ وَانْتَـقى
ما يَراهُ مَـجْـبـولاً عَلى الصُّمولْ
فـي اعْتِقادِهِ أَنَّ النُّفوسَ لا
تَرْتَـقي بِلا حُبٍّ وَلا قَبولْ
ما لِقاؤُهُ إلّا ابْتِسامَةٌ
لِلشَّبابِ قَدْ لاحَتْ وَلِلْكُهولْ
وَالصَّباحُ مَرْسومٌ عَلى الْمَدى
نِعْمَ راسِـمًا إشْـراقُهُ الْبَذولْ
وَالشُّموسُ فـي الْأُفْقِ ازْدَهَتْ... ولا
سِيَّما مُناهُ حينَما تَجولْ
وَهْوَ مُسْـرِجٌ مِنْها انْطِلاقَهُ
وَانْطِلاقُهُ تَشْتاقُهُ الْخُيولْ
فـي مَجالِ نَشْـرِ الدَّعْوَةِ ابْـتَـهى
وَابْـتِهـاؤُهُ مِنْ طَبْعِهِ الرُّفولْ
قالَ إنَّ ما يَبْنيهِ شامِخٌ
نِعْمَ ما يَقولُ الصّادِقُ الْعَمولْ
سَوْفَ تَحْـتَـويهِ ذُرْوَةُ الْعُلا
طالَما اجْـتَـوَتْهُ ظُلْمَةُ الدُّحولْ
ما سِوى تَصافيهِ ازْدَهـى لَنا
وَازْدِهاؤُهُ لا يَقْبَلُ الْخَذولْ
لَمْ يَزَلْ هَواهُ فـي قُلـوبِنا
كَمْ نَراهُ فـي عُرْضٍ جَرى وَطولْ
مَنْطِقِيَّةٌ آراؤُهُ الَّتي
لا النُّفوسُ تَأْباها وَلا الْعُقولْ
يَزْدَهـي بِإنْسانِيَّةٍ يَرى
خَـيْرَها لَهُ مِنْ رَبِّهِ يَؤولْ
ما دَعا إلى ذاتِيَّةٍ بِها
ذاتُ مَنْ تَبنّاها تَرى السُّفولْ
كَمْ مَـضَتْ مَساعيهِ.. وَإنْ مَـضَتْ
فَالْجَميلُ أَلّا تَقْبَلَ الْقُفولْ
مِـلْـؤُها الْأَحـاسيسُ الَّتي نَرى
خَـيْرَها سَقى مَنْ يَشْتَكي الْمُحولْ
إنْ كَسَتْ رُؤانا بِاخْـضِـرارِها
فَاخْـضِـرارُها اسْتَعْـصى عَلى الذُّبولْ
مُـزْهِـراتُها مَـفْتـوحَـةٌ لَنا
وَالْخُروجُ لا يَرْضى بِهِ الدُّخولْ
عـابِـرٌ شَذاها ما يُعيـقُـنا
حَـبَّـذا شَذاها عـابِـرُ الْوُحولْ
وَالْجَمالُ مِمْلوءٌ بِـسِـحْـرِها
يا لَهُ جَمالاً يَمْلَأُ الْحُقولْ
لَمْ تَزَلْ بِحـاميها مَنيعَةً
فَهْوَ مَنْ حَـماها مِنْ أَذى الْمَغولْ
وَهْوَ مِنْ تَساميهِ الْمُنى ازْدَهَتْ
وَارْتَـقَتْ مِنِ اسْتِـشْـرافِهِ التُّلولْ
يَكْـتَـسي بِنورِ الْفَجْرِ دائِـمًا
حَسْبُهُ بِنورِ الْفَجْرِ مِنْ شُمولْ
لَمْ يَكُنْ بِناسٍ لا وَلا يَرى
غَيْرَ ما يَراهُ الذّاكِرُ الْفَعولْ
ما يَزالُ مَـحْـبـوبًا لِفِعْلِهِ
لا كَسولَ مَـحْـبـوبٌ وَلا مَلولْ
وَارْتِباطُهُ بِالْخَيْرِ زادَهُ
هِمَّةً نَرى مِنْ وَقْـعِـهـا الذُّهولْ
هِمَّةً سَما مِنْ بَعْدِ هِمَّةٍ
كَمْ تَـوالَتِ الْهِمّاتُ لِلْوُصولْ
مُـسْتَـضـيئَةٌ آراؤُهُ.. وَكَمْ
بِاسْـتِـضاءَةِ الْآراءِ مِنْ غَسولْ
مَنْ سِواهُ يُعْلي الرّايَةَ الَّتي
مِنْ نِدائِها نَسْتَنْهِضُ الرَّحولْ
وَيْكَأَنَّهُ لا يَرْتَـضي سِوى
ما ارْتَـضى انْسِيابُ الْماءِ فـي السُّهولْ
هكَذا يَكونُ الْحُبُّ مُزْهِرًا
وَالْحَـياةُ تَبْني أَجْمَلَ الْفُصولْ
وَاعْـتِـدالُهُ يُفْـضي إلى الْهُدى
وَالْهُدى سَناهُ يَبْعَثُ الْفُؤولْ
حَلَّ فـي الْقُلوبِ الْبيضِ حُـبُّـهُ
لِيْسَ فـي سِواها يَزْدَهـي الْحُـلـولْ
بِالضِّياءِ يَرْضـى وَائْتِلاقِهِ
لَمْ يَكُنْ لِيَرْضـى بِالدُّجـى الْقَتولْ
ما يَرى الشَّذا إلّا تَواصُلاً
يَصْطَفيهِ لِلْأَعْمامِ وَالْخُؤولْ
نِعْمَ بُـرْقُـعًا إحْسانُهُ الَّذي
ما ارْتَـضَتْ سِواهُ الْغادَةُ الْخَجولْ
عالَ أَهْلَهُ مُسْتَرْشِدًا بِما
قالَهُ النَّبِيُّ: (ابْدَأْ بِمَنْ تَعولْ)
طَـوَّعَـتْ لَهُ النَّفْـسُ الْتِزامَه
وَالْتِزامُهُ أَصْلٌ مِنَ الْأُصول
ظاهِـرٌ تَصافيهِ وَباطِنٌ
وَهْوَ فـي كِلا الْحالَيْنِ لا يَزولْ
أَصْبَحَ التَّـصافـي مَوْرِدًا لَهُ
مَنْ سِوى التَّـصافـي ماؤُهُ زَلولْ
كَمْ نَراهُ مَتْبـوعًا وَتابِـعًا
غَيْرَ أَنَّهُ يَصْبو إلى الْكُمولْ
لا تَسَلْ إذا ما كُـنْتَ حـائِـرًا
فَهْوَ مَنْ أَطاعَ اللّـهَ وَالرَّسولْ

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي