أوضاع مقلوبة!
فاتح أفريقيا!
كانت بدايتنا معاً رحلة خيرية قبل 20 عاماً الى جمهورية تنزانيا وزنجبار في العام 1999، مع كوكبة من أهل الخير من تجار وشيوخ وأمراء الكويت والسعودية والإمارات والبحرين وقطر، لافتتاح مشاريعهم الخيرية التي أقاموها هناك بدعوة من لجنة مسلمي أفريقيا التي أصبحت في ما بعد جمعية العون المباشر، بعد أن سمعوا عن قصة رجل بأمة يدعى الدكتور عبدالرحمن السميط يترأس اللجنة!
هذا الإنسان الذي ترك في بدايته وظيفته وتخصصه في الطب البشري في الجهاز الهضمي، ليجوب دول أفريقيا مع زوجته أم صهيب أطال الله في عمرها على الطاعة وأطفاله الصغار (صهيب وعبدالله واسماء ونسيبة وسمية)، يعالج المرضى بإقامة المستشفيات وينشئ الكليات العلمية والإسلامية ودور الأيتام والمساجد، ليدخل على يديه الإسلام بتوفيق من رب العباد مئات الآلاف من البشر، ويتبوأ المئات من أيتامه اليوم المناصب العليا، في تلك الدول حتى وثق به الجميع، فحرصوا على التبرع للجنة لإقامة مشاريعهم من خلاله!
والرحلة الأخرى كانت في العام 2001، ونظراً لخطورتها طلب مني مازحاً قبل مرافقته أن اكتب وصيتي أو أختار من الحيوانات التي ستأكلني الأسد أم النمر، فكانت إجابتي الأسد حتى أكون شهيداً بشرف!
فكانت رحلة بمعنى الكلمة استمرت شهراً طفنا خلالها الأدغال عبر كينيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، وتعرضنا للمخاطر والتوقيف في مركز للشرطة، وشاهدنا التماسيح عبر الأنهار والحيوانات في الغابات التي مررنا عليها، وشاهدنا الهياكل العظمية من البشر التي تنتظر الطعام عبر طوابير لها أول وليس لها آخر، في الصحراء القاحلة والنساء اللاتي يعبثن في بيوت النمل بحثا عن الطعام!
على الطاير:
- كم أنت كبير يا بوصهيب فقد أتعبت من بعدك، مهما تحدثنا عنك وعن بصماتك ورفع اسم بلادك، والدعوة للخير والاسلام في القارة السوداء فلن نوفيك حقك.
اليوم نتوقف لنستذكر بصمات هذا الإنسان، وقد مضى على رحيله 5 أعوام... نسأل الله أن يجمعنا به وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة.
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!
bomubarak1963@gmail.com
twitter: bomubarak1963
