No Script

«الراي»... تعيد فتح الملف في الذكرى الـ «11» لاختفاء نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية

رضا هلال... الصحافي الذي اختفى في 90 ثانية

تصغير
تكبير
• النيابة المصرية تحفظ التحقيق مع زوجة العادلي... بعد استجوابها في «الرسالة الأخيرة»

• ما علاقة سعد الدين إبراهيم و«أرامل صدام» بالحادث؟
«إحدى عشرة» سنة بالتمام والكمال، مضت على اختفاء الصحافي المصري رضا هلال، أحد صحافيي مؤسسة الأهرام القاهرية، من دون أن تفك الجهات الأمنية المصرية شفرات الاختفاء المفاجئ والمستمر، الذي لا يزال يخالطه كثير من الجدل واللغط. 90 ثانية فقط، كانت كافية لفقدان أي أثر للصحافي المثير للجدل منذ 11 أغسطس 2003 إلى اليوم.

هكذا بكل «بساطة» دخل العمارة التي يسكن فيها وانتظر المصعد الكهربائي لكنه لم يصل إلى شقته. كما لا يزال نظام الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، في مرمى الاتهام والتورط في إخفاء الصحافي الأربعيني يومئذ، الذي كان يتمتع، قبيل اختفائه، بعلاقات طيبة مع الولايات المتحدة وجهات غربية أخرى، حتى إنه تردد أنه على علاقة مع عدد من الشخصيات السياسية الإسرائيلية.

وفي ظل هذه الأجواء والأخبار المتناثرة هنا وهناك، وفي ظل روايات مختلفة وغامضة وغير مكتملة، تبقى للروايات الافتراضية مجال خصب تنمو وتترعرع فيه بلا وعي، وتتفاعل الاجتهادات يميناً ويساراً. «الراي»... تفتح ملف اختفاء نائب رئيس تحرير صحيفة «الأهرام» المصرية الصحافي رضا هلال، في ذكرى اختفائه الـ«11»، والذي لا يزال اختفاؤه يشكل لغزاً محيراً ومؤلماً لأهله وزملائه وأصدقائه وكثير من المهتمين بأمره، والذين يتساءلون بمرارة: «أين اختفى، وما أسباب اختفائه؟ هل هو حيٌ فترجى عودته أم ميت فيُنسى ذكره»؟

بعد كل هذه السنوات ... لا يزال نظام مبارك متهماً «أصيلاً» في الواقعة

لغز الرسالة والتوريث... وزوجة الوزير!

| القاهرة - من مختار محمود |

ربما يكون أهم مشهد في اختفاء «رضا هلال»، هما الرسالتان المسجلتان على تلفونه المنزلي «الأنسر ماشين»، في منطقة شارع قصر العيني، التي تقول في رسالة أولى: «مساء الخير، ممكن لو سمحت تفتح الموبايل علشان عاوزة أتكلم معاك، شكرا».

- والثانية تقول: «مساء الخير، ليه دا كله بقى، مبارك وعائلته وأنا معاهم، مكنش فيه داعي لكل ده، لا دا الطريقة ولا دا الأسلوب، عيد مبارك، كل سنة وإنت طيب، سلام باي باي».

زوجة وزير الداخلية

الرسالتان كانتا لغزا، حيث ربط الجميع بينهما وبين اختفاء الصحافي المصري، ولم يجرؤ أي من أجهزة الدولة في عهد مبارك من الكشف عن صاحبها.

وبعد زوال نظام مبارك، ظل إخوته يلحون في معرفة منْ صاحب الرسالة، حتى كشف خبراء الصوت باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، عن أن الصوت مطابق لصوت زوجة حبيب العادلي، وزير الداخلية آنذاك الصحافية المعروفة «إلهام شرشر».

ورغم نفي الزوجة، وهي صحافية بـ«الأهرام» في التحقيقات أي صلة لها برضا أو بالرسالة، فإن شواهد عديدة تؤكد وجود علاقة ما، علما بأنها تزوجت العادلي في العام 2000.

أي أن الفرق بين الزواج والاختفاء هو ثلاث سنوات فقط، مما لا يُستبعد معه أن تكون هناك معرفة برضا هلال في السنوات السابقة على الزواج، بحسب تقرير مطول نشرته «الأهرام» قبل نحو عام.

والغريب في الأمر أن في الرسالة ما نصه: «عيد مبارك» علماً بأن هذا الشهر ليس فيه أعياد سوى عيد وفاء النيل في الـ «15» من نفس الشهر، كما أنه يوافق 13 من جمادى الآخر 1424، مما يشكل لغزا غير مفهوم من هذه العبارة.

ضد التوريث

وكانت نقابة الصحافيين المصريين، تقدمت قبل 3 أعوام، بطلب رسمي إلى النائب العام المصري الأسبق المستشار عبدالمجيد محمود، بشأن الشكوى التي وصلت للنقابة من عبدالرحمن هلال شقيق الصحافي رضا هلال، الذي اختفى في ظروف غامضة في 11 أغسطس 2003، ولفتت النقابة في مذكرتها للنائب العام، إلى أن شقيق الصحافي رضا هلال، قد أُبلغ بحفظ التحقيقات بخصوص الإخفاء القسري لشقيقه، مطالبة بضرورة سماع أقوال الأسرة وما استجد لديهم من معلومات عقب ثورة 25 يناير، والكشف عن أسرار جديدة تخص مباحث أمن الدولة، وتفيد بوجود سجون سرية تحت الأرض يحتمل أن يكون الصحافي رضا هلال بها، ولكن لم يحدث شيء.

وأكدت النقابة، في مذكرتها، أن أسرة رضا هلال لديها شريط مسجل لجهاز «الأنسر ماشين» يحتوي على تهديد واضح له من قبل جهات عليا قبل اختفائه بعدة أيام، مشيرة إلى أن سبب اختفاء هلال يرجع إلى إعلانه صراحة وسط صالة تحرير الأهرام أنه ضد التوريث وأن جمال مبارك لا يصلح لأن يكون رئيسا لمصر، وأقصى ما يمكن أن يكون رئيسا له هو شركة أو بنك.

أقوال في النيابة

وقبل 7 أشهر... انتهت نيابة السيدة زينب بالقاهرة من سماع أقوال زوجة وزير الداخلية المصري الأسبق اللواء حبيب العادلي، السيدة إلهام شرشر، في قضية اختفاء هلال، وسألتها النيابة عما ورد بتقرير لجنة خبراء الإذاعة والتلفزيون، التي أكدت أن الصوت المسجل على جهاز الأنسر ماشين الخاص بالصحافي رضا هلال، في آخر مكالمة قبيل اختفائه يطابق صوتها بنسبة كبيرة.

غير أنها أنكرت أمام النيابة اتصالها بالمجني عليه، كما أنكرت نهائيا معرفتها به، مؤكدة أنها كانت في إجازة خلال الفترة التي شهدت الواقعة، وقرر المستشار أحمد الأبرق حفظ التحقيق في القضية لعدم التوصل إلى أدلة جديدة حقيقية.

سيناريوات أخرى

وبخلاف هذا السيناريو فإن هناك سيناريوات عدة دارت حول اختفائه:

- الأول: أن «رضا هلال» كان دائم الحديث عن نجل الرئيس الأسبق « جمال مبارك»، لم يُعرف كُنه هذا الحديث على وجه التحديد، مرة تنال من سلوكه الشخصي، وأخرى بأنه مريض بمرض يمنعه من الزواج، ومرة الحديث عن التوريث، وأيضا وصول معلومات لديه أن مبارك ونظامه متورطان في قضايا إرهاب دولي، وقد حصل على هذه المعلومات قبل اختفائه بأيام.

- الثاني: أن «رضا هلال» كان من رجال السفارة الأميركية في مصر، وأن علاقاته بهم كانت متشعبة، وكان صديقا لـ «ديفيد وولش» السفير الأميركي بالقاهرة وقتها، كما أنه كان سببا في أن يجري ديك تشيني حوارا للأهرام قبيل الغزو الأميركي على العراق، وأنه وصل إلى مرحلة «الحرق» فتم التخلص منه.

- الثالث: أن «رضا هلال» كان من مؤيدي التطبيع مع إسرائيل، وكانت له علاقات معهم، وأنهم السبب في التخلص منه، حيث ذهب البعض إلى أن الطريقة التي تم الخطف بها هي من عمل الموساد.

- الرابع: أن «رضا هلال» رصد منظمة إيباك اليهودية ونشاطها في المغرب.

- الخامس: أن من قام بالعملية هم الجماعات الإسلامية لأنه كان دائم الهجوم عليهم.

- السادس: أنه كان يهاجم الناصريين في العديد من مقالاته، وأشهر مقال في هذا الشأن كان بعنوان «أرامل صدام» في الأهرام أبريل 2003.

ليس عندي كلام

- عندما سأل الصحافي بالأهرام محمد القزاز، رئيس جهاز مباحث أمن الدولة، في الفترة التي اختفى فيها رضا هلال اللواء صلاح سلامة، عن معلوماته عن القضية.

أجابه قائلا: «لقد بحثنا خلال فترة اختفائه عن خيوط ترتبط بالولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل فتأكدنا من عدم وجود شبهة تخص أيا منهما».

وفي مرة لاحقة قال: «ابحث في الأهرام عمن وراء اختفائه، ولا يوجد عندي كلام آخر»!

- أما رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق الدكتور عبدالمنعم سعيد وأحد الأصدقاء المقربين من رضا، فقال: «حين جاءني الخبر كنت وقتها في الولايات المتحدة الأميركية واتصل بي زميلنا الدكتور مأمون فندي وأبلغني الخبر، وظننت أن الأمر حالة بسيطة».

ولكن حين عدت وجدت أن الأمر كبير، ولذا فأنا أطلق على اختفاء رضا بأنه «لغز العمر» وعندما سأله القزاز: ألم تتصل بأحد؟.

أجاب: سألت اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة بصفته صديقا، فأجابني بأنه لا يعلم شيئا، قلت للدكتور هذا الكلام وقت اختفائه، ألم تسأله بعد ذلك، أجاب: لا، لم أسأله!

ماذا قال مبارك؟

ويتوقف «القزاز» عند حوار أجراه مع رئيس مجلس أمناء مركز «ابن خلدون» الدكتور سعدالدين إبراهيم، حين سأله عما إذا كان «مبارك» قال عن رضا هلال: «لا أريد سعدالدين إبراهيم آخر».

قال الأخير: «نعم سمعت ذلك، ولكن لم أتأكد منه».

فيما قال الكاتب المسرحي المصري علي سالم لـ «الأهرام» : «أظن أن رضا حين تم خطفه أنه «مات من الخضة» فأنا أعرف رضا جيداً، وهو كان طيباً إلى أبعد الحدود وأظن أن المفاجأة لها دور».

- ثم أردف: «تأكد أن من قام بهذا الأمر هم مجموعة تابعة لمبارك والعادلي تقوم بتنفيذ هذا النوع من العمليات لا تُعرف من هي، ومن الصعب الوصول إليها».

فيما يكشف الكاتب السياسي المصري المعارض أمين المهدي عن رضا هلال وعلاقته به بعضا من لغز الاختفاء، حيث قال: «قابلت رضا هلال في مساء الأربعاء 6 أغسطس 2003، قبل اختفائه بخمسة أيام وتحديدا في العاشرة إلا عشرا في شارع سعد زغلول بالإسكندرية، وجدته كمن يبحث عني، برغم أنه سأل عني أصدقائي في الإسكندرية ولكنه لم يصرح لي.

وصرحت له «بمعلومة مَرَضية وأخلاقية عن مرحلة لندن في التوريث وهي موثقة، وكنت أقصد أجهزة أجنبية».

واضاف: «ظني أنه مات في السجن، وموته يثبت القضية وأهميتها السياسية، وصرحت له بمعلومة أخرى عن مأساة 11 سبتمبر، وحذرته بشدة من تداول تلك المعلومات لأنها تضعه في «دائرة الخطر مثلي».

اتصالات غامضة

وتابع المهدي : «طوال الفترة من مساء الاثنين 11 أغسطس حتى مساء الأربعاء التالي، لم تنقطع الاتصالات من أشخاص يريدون لقائي، ومنهم من لا تسمح علاقتي به بهذه المودة، وكنت أعتذر لاستغراقي في الكتابة، غير أن صديقا أخبرني ظهيرة الأربعاء عن اختفائه».

- ونشرت صحيفتا «الشرق الأوسط » و«الحياة» الخبر في الخميس والجمعة قبل أي صحيفة مصرية بما فيها « الأهرام»، وهكذا بدأت وتوالت ثقوب السيناريو، وكان أول خبر في جريدته يستبعد الأسباب السياسية وأن الأمر له بُعد نسائي، وبعدها أخذت الأقلام والصحف الصفراء دورها في التفسيرات بالانحراف الخلقي والنساء والتخابر، والبعض اتهموا إسرائيل وأميركا ودولا عربية مثل ليبيا والعراق.

جهات أمنية

واستطرد : «ومن الاثنين 18 أغسطس حتى الجمعة 22 أغسطس اتصلت بي عدة جهات من المباحث الجنائية، وقلت لهم: كانت المقابلة والحديث بيني وبينه معلومة للجميع، بل إنه سأل عني قبلها في مكان أتردد عليه ولم يخبرني».

- ولم أسئ الظن، حيث إن التفسير كان واضحا ذلك أن من وشى به وبي هو مصدرهم وكان صديقه وزميله في الأهرام، وجرت عملية تلميعه وتعيينه رئيس تحرير لأحد إصدارات الأهرام قبل الثورة.

وأعدت لهم التفاصيل واعتقادي أنه قُتل اعتمادا على عناصر وقياسات متعددة، وأنهم سيعرفون الجاني ولكنه بعيد عن متناول أيديهم، وللإنصاف أقول: إنهم كانوا أكفأ ولم يتأخر الأمر.

فبعد شهور قليلة نشرت إحدى الصحف القومية فيما يشبه البيان أنه كان مصابا بالاكتئاب وأنه اختفى إراديا.

وردت وزارة الداخلية المصرية فورا على صفحات جريدة قومية أخرى أن ذلك غير صحيح، وأنه توجد أدلة قوية على نزوله من منزله تحت الإكراه، وبالطبع كان تتبع المسؤول الأول عن نشر البيان الأول يشير إلى الجاني، حيث إنه كان يهدف إلى إغلاق الملف، وهو نفسه من يعطي الأوامر بحذف أي موضوع عنه في الصحف وقد تعرضت شخصيا لذلك.

ضحكة وكذب

وشدد المهدي على أن «ما كان يُقال لإخوته من وجوده في سجن برج العرب أو مستشفى الأمراض العقلية هو «ضحك وكذب»، ولعل قصص الاختفاء العديدة لرضا كان مقصودا منها توجيه الحادث إلى جهات أخرى، وهذا يدل أن وراء التغطية جهة كبيرة جدا».

- يضيف المهدي: «وظني أن مجموعات الاغتيال التي تشكلت في مصر وقتلت رفعت المحجوب وانتهت إلى عدم وجود متهم، وفؤاد محيي الدين الذي مات بطريقة غامضة بعد شربه القهوة، هي من فعلت ذلك مع رضا».

مكرم يستبعد

من جانبه، قال نقيب الصحافيين المصريين الأسبق مكرم محمد أحمد، إنه لم تكن له علاقة مباشرة برضا ولكنه استبعد السيناريوهات المتصلة بالولايات المتحدة وإسرائيل والجماعة الإسلامية وسخر منها واعتبرها غير واقعية.

أما خالد زغلول الزميل بالأهرام، فذكر أن الشخص الذي كان ينتظره رضا في المنزل هو أنا، وذكر: «في التحقيقات تم إثبات أن التلفون المحمول الخاص برضا تم إغلاقه، ولكن ظل حتى الثامنة مساء في محيط جاردن سيتي».

«المسيح اليهودي... ونهاية العالم»

في أحد أهم كتبه «المسيح اليهودي ونهاية العالم»، يناقش رضا هلال، تأثر السياسة الأميركية بأفكار اليمين المسيحي المتأثرة بدورها بالنبوءات الواردة في العهدين القديم والجديد، وكيف تتغير السياسة الدولية وتشن الحروب وتتغير الخرائط نتيجة لهذه الأفكار.

وفي مقدمته قال «هلال»: «غرست بذرة هذا الكتاب عندما كنت أعيش في الولايات المتحدة، في تسعينيات القرن الماضي. ففي أحد الأيام، كنت أقلب النظر بين قنوات التلفزيون، ووجدتني أتوقف عند دعاية لقناة CBN، أتابع الواعظ التلفزيوني «بات روبرتسون» يعظ بقرب نهاية التاريخ ومجيء المسيح اليهودي ونهاية العالم الثاني للمسيح. وظللت لفترة مأخوذا ببرامج المحطات التلفزيونية الدينية التي تسمى «الكنائس التلفزيوينة» التي تقدم للمشاهد الأميركي الموعظة وتوفر عليه الذهاب إلى الكنيسة للصلاة وتنقل إليه الأخبار والبرامج الحوارية عن رأي الدين في الزواج والطلاق وتربية الأطفال والإجهاض والمرشحين الصالحين للانتخابات.

وكنت ألحظ أن إسرائيل تمثل درة التاج في برامج تلك الشبكات المسيحية، على أساس أن دعم إسرائيل وتأييد احتلالها للقدس هو التزام ديني، باعتبار أن قيام إسرائيل هو الخطوة قبل الأخيرة للمجيء الثاني للمسيح، أما الخطوة الأخيرة فهي بناء الهيكل فوق قبة الصخرة عند المسجد الأقصى»، وأردف هلال: «ودفعني الفضول لأن أزور مجمع شبكة can في فيرجينيا بيتش، ووجدت أن المجمع الذي يضم أحد عشر طابقاً يشمل أيضاً جامعة Regent، وهي جامعة مسيحية تمنح الدرجة الجامعية في القانون والحكومات والصحافة، ولفتت نظري في مدخل المجمع الآية 14 من الإصحاح 24 في إنجيل متى: «ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى».

وتابع: «في مكتبة المبنى قرأت الآية 25 من الإصحاح الثامن لسفر الملوك الأول في العهد القديم: «والآن أيها الرب إله إسرائيل احفظ لعبدك داوود أبي ما كلمته به قائلا: لا يعدم لك أمامي رجل يجلس على كرسي إسرائيل». وفي الممر المقابل للمكتبة، رسمت جدارية تصور الأحصنة الأربعة الواردة في رؤيا يوحنا عن يوم الدينونة. وفي «اللوبي»، رسمت جدارية أخرى لمعركة هر مجدون بين يأجوج ومأجوج، المعركة الفاصلة قبل مجيء المسيح. ووسط تلك الأجواء والرموز اليهودية والمسيحية، شرحت لي مرافقتي أن جامعة Regent وشبكة CBN هدفهما تهيئة أميركا والأميركيين لمجيء المسيح. وأخبرتني أن شبكة CBN كانت لها محطة تبث من جنوب لبنان باسم نجمة الأمل للإعداد لمجيء المسيح.

وتزايد عندي الفضول، والكلام لهلال، في يوم 19 من أبريل 1994، وهو اليوم الذي اضطرمت فيه النيران في مجمع الفقيدين في واكو حيث انتحر 74 من أعضاء الجماعة وبينهم زعيم الجماعة ديفيد قورس عملاً بما يعتقدون أنه تنفيذ لخطة الرب لنهاية التاريخ ومجيء المسيح. وكان اللافت للنظر أن قورس عندما دفن، كان تابوته ملفوفا بالعلم الإسرائيلي وليس العلم الأميركي.

«الحميد... كتب عن هلال»

في مقاله بـ «الشرق الأوسط» قبل 3 سنوات، كتب طارق الحميد عن رضا هلال قائلاً: «رضا هلال كان صحافياً مصرياً راقياً، وصاحب رؤية واضحة، ويعرف ما يريد جيداً، وقصة اختفائه محزنة ومحيرة، فكيف يختفي صحافي صاحب موقف ومعارك، في وضح النهار وسط العاصمة المصرية من دون أن يعرف أحد عنه شيئاً، بمن فيهم الأمن المصري، خصوصاً أن مقر سكنه في منطقة قصر العيني وقرب مباني البرلمان والحكومة، والسفارتين الأميركية والإنكليزية... لذا، فكل الأمل اليوم أن تنتهي مأساة رضا هلال قريبا، إما بإطلاق سراحه، وهذا هو المؤمل، أو معرفة حقيقة ما جري بحقه».

غداً... تفاصيل حادث الــ 90 ثانية

ووجبة الـ «فتة بالموزة» من مطعم «أبوشقرة»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي