أفضل شيء في الخطة أو في أي هدف يتم تحديده، هو مشاهدته ببساطة وبالسرعة الممكنة على أرض الواقع، والاستفادة منه بشكل عملي، وأريد أن أضرب مثالاً واقعياً على ذلك وهو عند زيارتي الأخيرة إلى دولة قطر حضرت مباراة السعودية وقطر، ضمن فعاليات كأس الخليج الرابع والعشرين، وتحديداً في منطقة الوكرة في استاد الجنوب وهو الذي لفت انتباهي وهو يمثل منشأة رياضية رائعة من ضمن (استادات) رياضية عدة مثل استاد البيت - وتصميمه بمثابة بيت الشعر في البادية - و استاد الثمامة واستاد الريان وغيرها من المنشآت الرياضة الحديثة، وهي ثمرة إستراتيجية وخطة طموحة، للوصول إلى مواكبة فاعلة لنهايات كأس العالم في قطر 2022 وغيرها من الأحداث الكروية المهمة.
وتلك (الاستادات) الرياضية كانت نتاج عمل ودراسة وتخطيط واستغلال الإمكانات المادية المتاحة وتنفيذ عملي ضمن جدول زمنى هندسي، وأنا شخصياً أدرك ذلك من الناحية الهندسية كوني مهندساً ومتخصصاً في مجال المشاريع الهندسية، ونقلاً عن الموقع الالكتروني القطري للجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي المشرفة على ملف تنفيذ تلك المنشآت الرائعة، وباختصار فقد ذكر الموقع أهمية أربعة عناصر وهي التصميم والاستدامة و الإرث والجدول الزمني، وأن الطاقة الاستيعابية لاستاد الجنوب (40.000) مقعد ليستطيع احتضان المشجعين خلال بطولة كأس العالم في قطر 2022، واستوحيت خطوطه الرشيقة ومنحنياته السلسة من أشرعة المراكب التقليدية، وهي تنسج مياه الخليج مع بعضها، حين كانت تجوب البحار مسطرةً أروع قصص النجاح والترابط بين أهل قطر.
والمشهد من داخل الاستاد في غاية الروعة تماماً كما هو الحال من خارجه، حيث يرتفع السقف عالياً بمعاونة العوارض التي تنحني تحته، يحاكي بذلك هيكل السفينة، ويسمح للضوء بالمرور داخل الاستاد بكل سلاسة. وأريد أن أذكر أن ذلك من تصميم المعمارية العراقية العالمية الراحلة زهى حديد.