No Script

اجتهادات

تفجير الصادق... فهل من مدكر؟!

تصغير
تكبير
اليوم هو التاسع من شهر رمضان المبارك ومن منا لا يتذكر هذا التاريخ! فهو الذكرى الثانية لحادثة تفجير مسجد الإمام الصادق الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). يوم أرادت فيه أيادي الغدر والعدوان أن تعبث بوحدتنا الوطنية وتزلزل تلاحمنا، ولكن بفضل القيادة السياسية والكويتيين جميعاً، فقد رد كيدهم في نحرهم وخاب مسعاهم، لأنهم وبكل بساطة لم يحققوا حتى قليل من مآربهم.

ذكرى أليمه ومحزنة راح ضحيتها سبعة وعشرون شهيداً جلهم من أبناء الكويت وأصيب فيها أكثر من مئتي شخص بإصابات متفرقة. جريمة شنيعة هزت الكويت وشغلت البيوت وأبكت كل من كان على مائدة الفطور وهم يدعون للشهداء بالرحمة والمغفرة وللمصابين بسرعة الشفاء. واقعة أثبتت لي ولك عزيزي القارئ وللجميع، أن الحوادث والمحن لا تزيدنا إلا تلاحماً وإصراراً على مواجهة كل من يريد السوء بالكويت وأهلها والتي لولا ذلك، لكانت وكنا مقصداً لضعاف النفوس والمغرر بهم من أصحاب السلوك الشيطاني لبث سمومهم وسوء أفعالهم هنا! ولكن الكويت أبية عليهم وعلى من هم على شاكلتهم.


جريمة حقيقية لم نستقبلها بالضعف والخوف والهلع، بل التف الجميع حول القيادة السياسية وكانوا على قدر المسؤولية، وتلاحم العموم وبلا استثناء، فوقفوا صفا واحداً وقالوا كلمة واحدة وهي أن الكويت باقية والجميع زائلون، وأن لا شيء أسمى وأعلى من عقيدة الوطن، فكان ذلك هو السلاح الرادع لكل متربص حاقد ساع لإثارة النعرات وإشعال الفتن وشق وحدة صف المجتمع الكويتي.

هي واقعة بين أحداث وأزمات عديدة مرت على تاريخ الكويت وطالت أمنها واستقرارها، ولنا أن نستذكر حادثة اختطاف طائرة «الجابرية» ومحاولة اغتيال صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وتفجير المقاهي الشعبية والغزو العراقي وغيرها من الأحداث المؤلمة التي أثبتت لنا أن الانصهار تحت مظلة الوطن وحده دون سواه هو طوق النجاة للجميع.

ولأننا في أعظم الشهور - شهر رمضان المبارك - ولأن الذكرى تنفع المؤمنين، فلا أجد شيئاً أكثر من أن أقول إننا كبلد صغير في الكويت نعيش في منطقة ملتهبة تعج بالصراعات الإقليمية والحروب الداخلية والنزاعات الطائفية والتراشق السياسي الذي بات لا يخفى على الجميع، وأصبحت نتيجة لذلك لغة البقاء للأقوى والجموح للسيطرة وإثارة القلاقل الداخلية وعقد الصفقات السياسية هي شعار المرحلة الحالية، لذلك، ورفقاً بالكويت وأهلها، لا أعتقد أن هناك أهم مما قاله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد بأن وحدتنا الوطنية هي السياج المنيع لحفظ أمن الوطن واستقراره (وبكل بساطة واختصار)، فهل من مدكر؟ّ!

Email: boadeeb@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي