No Script

أصبوحة

المعلومة أثمن سلعة

تصغير
تكبير

تابعنا خلال الأيام الفائتة، تسليط الضوء إعلامياً على «مافيا تويتر»، وهي استخدام منصة وسيلة التواصل الاجتماعي تويتر، من أجل ابتزاز شخصيات عامة ووزراء وأعضاء مجلس أمة وآخرين، للحصول على أموال أو منافع، أو استخدام السلاح ذاته من أجل تلميع شخصيات عامة، والطعن بخصومهم ومنافسيهم، ويبدو أن الأمر نجح بناء على التحقيقات مع أشخاص ضالعين في هذا الأمر.
وقد يستغرب البعض من أن وسيلة تواصل اجتماعي تملك كل هذا النفوذ، لكن العالم الحديث أو عصر تكنولوجيا الاتصالات، اعتبر أن أثمن وأغلى سلعة اليوم هي المعلومة، بل راح بعض الباحثين في المجال، إلى القول إنها أصبحت أغلى من الذهب والبترول، وتدر مليارات من الدولارات.
ومن يعرف هذا المجال، يعرف حجم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض شتى، مثل الإساءة إلى سمعة الأفراد والشركات، أو استخدام هذه الوسائل للدعاية والتسويق التجاريين، أو لأغراض الترويج لانتخابات نيابية، وهذا يحصل في الفضاء الكويتي والخليجي أيضاً، كما لا يخلو الأمر من استخدام هذه الآلة الجهنمية، من أجل الإساءة إلى دول وأنظمة وسياسات، بل أصبح من المسلم به أن الثورات والحراك الجماهيري، أصبح لها طابع آخر أكثر زخماً من ذي قبل، باستخدام الفضاء الإلكتروني.
وقد تابع الإعلام اخطبوط شركة «كامبريج أنالتيكا»، التي اتهمت بأنها غيرت الرأي العام الأميركي لصالح انتخاب الرئيس دونالد ترامب، وكيف استخدمت مصادرها وإمكانياتها للإساءة إلى منافسته هيلاري كلنتون، وكشفت مراسلاتها وبعض الأمور الشخصية، لدرجة أن الجمهور طالب بمحاكمتها بصفتها فاسدة، وهذا ما رجح كفة ترامب في الانتخابات الرئاسية، رغم قلة حظوظه لدى مؤشرات الاستبيانات الخاصة في الانتخابات الأميركية.
وليس هذا فقط، بل لعبت الشركة بأذهان الجمهور الإنكليزي واتجاهات الرأي العام، من أجل قضية البريكست المثارة منذ سنوات، لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وجاءت الاستفتاءات لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد.
والأخطر هو دعم الشركة لاتجاهات اليمين القومي المتطرف في دول العالم، مثلما حدث مع إبراز دونالد ترامب وغيره، وقد لا يكون للشركة اتجاهات فكرية أو أيديولوجية محددة، ولكنها تخدم من يدفع أكثر، علماً بأن خدماتها هذه قد حققت لها أرباحاً بمليارات الدولارات أو اليوروات.
ويكمن خطر مافيا الإنترنت، في استخدام البيانات الشخصية لكل الناس في العالم، ومراقبتهم عن كثب لاستخلاص المعلومات وتغيير الاتجاهات لديهم، من خلال وسائل مثل الفيسبوك وتويتر وانستغرام وغوغل وغيرها، ففي هذه الحالة جميعنا مراقبون وعرايا ومكشوفون، أمام هذا الاخطبوط الهائل والشبكة المعقدة.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي