No Script

رواق

الغسيل يجمعنا

تصغير
تكبير

الناس نوعان: مليونير ومديونير، على وزن المسرحية الشهيرة: أخويا هايص وأنا لايص، كل مديونير يحلم أن يكون مليونيراً
وكابوس المليونير تحوله بين ليلة وضحاها إلى مديونير.
بين ضفتين تسير الحياة: يوم مديونير ويوم مليونير!


***
بين الضفتين أقيم جسر جديد لم نعلم عن مراحل بنائه، التي يبدو أنها استغرقت وقتاً طويلاً حتى شيد وصار «كوبري العبور»، من المديونير إلى المليونير وسمي العابرون الجدد «غسليونير». (التسمية التي أطلقها الزميل رئيس التحرير وليد الجاسم).
يعتقد البعض أن هذا الجسر (ون وي) ينقل المديونير إلى ضفة المليونيرية غير مدركين، لازدحام الحارة الأولى ربما، أو لقصر نظرهم الحارة الثانية التي تنقل المليونير إلى ضفة المديونير، عبر الجسر نفسه جسر الغسليونير.
***
المغسول يغسل، وكل غسال مصيره ينغسل، هكذا باختصار، لا تلوموا الذين غسلوا بعد أن غسلتهم الحياة، لجهلهم من جهة، واستعجالهم من جهة أخرى، وتطلعاتهم المادية المحدودة نحو الانتقال السريع من قاع المديونيرية الى قمة المليونيرية، عندما صاروا غسليونيرية، وهم غير مدركين أن الدرب الذي «وداهم مصيره يرجعهم»، اليوم غاسل وغداً مغسول!
***
ثمة مثل انكليزي يقول: إذا كنت لا تستطيع هزيمتهم انضم إليهم، وإن كان القول للإنكليز، فالفعل للعربان.
الذين كافحوا في الحياة، بعد أن فقدوا الأمل في مكافحة الفساد، ومعه فقدوا كل شيء عندما رأوا: ذو الاصلاح يشقى في النعيم بضميره وأخو الفساد في الشقاء ينعم!
عندما هزمه الفساد صار أمله في الانضمام إلى فريق الفاسدين الفائزين...! وهكذا صار المغسول غسالاً بعد أن عجز عن غسل الغسالين!
***
ليس دفاعاً عن الغسل ولا الغسالين او الغسليونيرية، ولكن تجسيداً لمقولة الراحل غازي القصيبي: لا يجوز لإنسان أن يدّعي العفة ما لم يتعرض للفتنة، ما أسهل النزاهة على إنسان لم يعرض عليه أحد عشرات الملايين!
صارت فكرة الانضمام الى نادي الغسليونيرية أسهل من مقاومتهم، لكن صعوبتها تكمن في تزاحم المتقدمين للنادي!
***
بعد أن اثبت شعار «نبي ناكل وياكم» واقعيته العصرية، أطلق الزميل فهد البسام شعار «نبي نغسل وياكم»، بلسان القانطين من الشعب، الذين يطالبون من باب المساواة أن يكون الفساد للجميع.
ورغم نشر الغسيل، يبقى الغسل للنخبة، الانتقائية، محدودة العدد، فحتى الغسيل يحتاج واسطة، من غيرها يظل الرد على قوائم الانتظار الطويلة من الراغبين في الانضمام للنادي: نأسف لاكتمال العدد.
***
عود على بدء تبدو فكرة ركوب جسر الغسليونيرية أكثر جذباً للمديونيرية، ومقاومة من المليونيرية الذين لا يريدون أن يزاحمهم المليونيرية الجدد، لكنهم يضعفون أمام مخاوفهم من تحولهم إلى مديونيرية ويجمعهم الغسيل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي