بعد حياة ثرية في التمثيل والإنتاج... ودعتها عن 89 عاماً
«الفن الجميل» يفقد ماجدة الصباحي
- غادة نافع: حاسة إن روحي طلعت مني
- سعد الفرج: الإنسان يتحسّر مع كل رحيل لنجم من نجوم الزمن الجميل
- نور: التقيتها شخصياً وبيننا عشرة طيبة... كانت أماً وحنونة
بعد حياة فنية ثرية، بدأتها وعمرها 15 عاماً تقريباً، غيّب الموت أمس، الفنانة المصرية ماجدة الصباحي عن عمر ناهز 89 عاماً، بعد سنوات قضتها مع أمراض الشيخوخة في منزلها، وعانت فيها كثيراً، وكانت ترعاها ابنتها الفنانة غادة نافع.
نافع قالت لـ«الراي»، إن جنازة والدتها تخرج عقب صلاة الجمعة من مسجد مصطفى محمود في المهندسين، أما العزاء فسيكون في مسجد عمر مكرم الأحد.
وتابعت: «حتى هذه اللحظة لا أستطيع استيعاب الخبر، فروحي وعمري هي أمي، أنا مليش غيرها، أنا حاسة إن روحي طلعت مني».
وكانت الفنانة الراحلة اعتزلت بعد فيلم «ونسيت أني امرأة»، مع المخرج عاطف سالم، بعد مسيرة فنية طويلة نوّعت فيها أدوارها، ولعل أشهرها دور المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد في فيلم «جميلة»، وقدمت دور الصحافية العسكرية في فيلم «العمر لحظة» مع أحمد زكي وأحمد مظهر.
ومن أشهر أدوارها أيضاً «نعيمة» بائعة الجرائد في فيلم «بياعة الجرايد»، والفلاحة في فيلم «النداهة»، و«حبيبة» في فيلم «هجرة الرسول».
وولدت الفنانة الراحلة العام 1931 في مدينة طنطا، وسط دلتا مصر، وحصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية، واسمها الحقيقي عفاف علي كامل الصباحي، وكانت بداية أعمالها الفنية فيلم «الناصح»، من إخراج سيف الدين شوكت مع إسماعيل يس.
إنتاج وزواج
دخلت مجال الإنتاج وكونت شركة أفلام ماجدة لإنتاج الأفلام، ومن أفلامها التي أنتجتها «جميلة» و«هجرة الرسول»، وقد مثلت مصر في معظم المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية واختيرت كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة وحصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي، كما حصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد.
تزوجت في العام 1963 من الفنان إيهاب نافع، الذي أنجبت منه ابنتها غادة. وبعد طلاقهما لم تتزوج مرة ثانية.
ثنائيات فنية
كوّنت ماجدة الصباحي ثنائيات مع العديد من النجوم، فقدمت مع إسماعيل ياسين «ليلة الدخلة» و«فلفل» و«الآنسة حنفي»، وغنى لها ?عبدالحليم حافظ? «أهواك» في فيلم «بنات اليوم»، وقدّمت مع ?رشدي أباظة? أفلام «المراهقات» و«دنيا البنات» و«حواء على الطريق» و«زوجة لخمسة رجال».
كما تشاركت مع ?فريد الأطرش? في فيلمي «لحن الخلود» و«من أجل حبي»، ومع ?يحيى شاهين في، «مرت الأيام» و«هذا الرجل أحبه» و«أين عمري» و«عشاق الليل». وشاركت زوجها ?إيهاب نافع? أفلاماً مثل «الحقيقة العارية» و«القبلة الأخيرة» و«هجرة الرسول».
حجر ابنتها لحمايتها
فوجئ محبو ماجدة الصباحي في العام 2016 بأن ابنتها الوحيدة غادة نافع، أقامت دعوى حجر عليها من نيابة الدقي، تمكّنها من التصرف في جميع الأموال والممتلكات الخاصة بوالدتها بعد بلوغها 79 عاماً.
وقالت حينها غادة في الدعوى إن والدتها مصابة بأمراض عدة لا تمكّنها من اتخاذ القرارات، منها الزهايمر، لتقول ماجدة بعدها إنها هي من طلبت من ابنتها ذلك بعد أن فوجئا بشخص يرفع دعوى ضد ماجدة ومعه أوراق تحمل توقيعها وتنازلها عن إيجار الكافتيريا التي تملكها منذ 15 عاماً، وبنود مختلفة لا تتذكرها ماجدة. وأثبت الطب الشرعي بأنها تعرضت لعملية نصب.
بناء على ذلك، اتفقت غادة مع والدتها بأن تقوم بالحجر عليها من أجل حمايتها، خصوصاً أنها هي من تقوم برعايتها بالرغم من الخلاف الذي وقع بينهما، لرغبة ماجدة في نشر مذكراتها، وهذا ما كانت ترفضه غادة.
سعد الفرج وعبدالإمام
ونور... ينعون الراحلة
ونعى عدد من فناني الكويت ومصر الفنانة الراحلة، وتواصلت «الراي» مع بعض فناني الكويت، حيث قال الفنان سعد الفرج: «كل رحيل لنجم من نجوم الزمن الجميل الإنسان يتحسر... فهؤلاء النجوم تركوا بصماتهم ولعبوا دوراً مهماً في الفن». وأضاف «الفن المصري تعلمنا منه في البدايات في دولة الكويت وتأثرنا به، ولكن الواقع الصحيح يقول مصر ولّادة للفن، ورحيل ماجدة سيترك أثراً بلا شك» وتابع «إلا أن الموت حق، وأتمنى لها الرحمة ولأهلها الصبر والسلوان».
بدوره، أعرب الفنان عبدالإمام عبدالله عن حزنه لوفاة الفنانة ماجدة الصباحي، التي اعتبرها واحدة ممن أثروا السينما المصرية والعربية، لافتاً إلى أنه كان يتمنى المشاركة معها في أي عمل سينمائي أو تلفزيوني، لكنه عندما بدأ مشواره الفني في مصر العام 2008 كانت الفنانة الراحلة اعتزلت التمثيل.
بدورها، قالت الفنانة نور لـ«الراي»: «التقيتها شخصياً وكانت تملك عمارة في الدقي وذهبت عندها منذ سنوات كي أستأجر شقة لديها، ومنذ ذلك الوقت تقربنا لبعض وبيننا عشرة طيبة». وأضاف «كانت حنونة وأماً وإنسانية، لذا تأثرت برحيلها رحمها الله».
وفي مصر، كتب الفنان أحمد السقا عبر «تويتر»: «وداعاً الفنانة العظيمة ماجدة الصباحي إنا لله وإنا إليه راجعون».
وقالت الفنانة صفاء أبو السعود: «ستظل الفنانة ماجدة خالدة في قلوب عشاقها، لقد قدمت فناً أصيلاً، باقياً».
