No Script

كلمات من القلب

عمود البيت ... فَقَدَ هيبته

تصغير
تكبير

عمود البيت... معروف مَنْ هو عمود البيت، هو الأب والزوج ونطلق عليه «راعي البيت»، وهو يرمز دائماً إلى السلطة والقوة والهيبة في البيت.
سأتوقف عند الهيبة! هل ما زال في يومنا هذا وجود هيبة لعمود البيت؟، وللتوضيح فإن الهيبة تماماً كمفهوم «سي السيد» في الأفلام المصرية. فوجود الأب في البيت يعني الاستقامة والاعتدال في الجلوس والوقوف والكلام. وفي وجوده يجب أن نختار الكلمات التي تقال، لا يوجد مزاح مع الأب والأمور التافهة لا تقال في وجوده.
هيبة الرجل في بيته هل ما زالت موجودة؟ أم تنازل عنها برغبته لكي يستمتع بالحياة ويجاري الأمور؟ أم أجبرته الظروف لتركها؟ هل الرغبة لدى الرجل بأن يتصابى جعلته يكون صديقاً لأبنائه لدرجة كسر الحدود وفقدانه لهيبته؟


للأسف أرى في الفترة الحالية تحكّم بعض الأبناء في الآباء، ولم تعد كلمتهم تطاع كما كنا نحن في السابق، وعندما تستنكر هذا الوضع يقولون هذه الحضرية والحياة العصرية، لابد أن يكون لأولادنا حياتهم واختياراتهم الخاصة بهم. وعندما نتكلم عن الماضي وسلطة الأب وهيبته يقولون هذا ماض وانتهى، وليسمحوا لي أن أقول: هذا الماضي هو من صنع الرجال في هذه البيوت، وهو من صنع نساء مجتمع محافظات محترمات للأصول وللعادات والتقاليد، صنع القيم والمفاهيم والأخلاق التي بنيت فيها الأوطان.
وللأسف تراجعت هيبة الأب في البيت، وتهمّش دوره في الأسرة، وهي مسؤولية الأم بالدرجة الأولى وهي الملامة عليه، كانت أمهاتنا سكن لنا في البيت، وكن يحذرن قبل أن يأتي الوالد من العمل، بعدم ازعاجه وعدم التجرؤ بالكلام معه، إلا بعد أن يرتاح من تعب العمل. أما اليوم فالأم هي مَنْ تحرض أبناءها على الآباء، وهي مَنْ تهمش دوره أمامهم، وتتشاجر معه لكسر كلمته، استرضاء لأبنائها، فعندما كان الأب يعاقب الأبناء يتم العقاب من دون تدخل الأم، فمثلاً عندما يمنع المصروف لا تتجرأ الأم أن تعطي فلسا واحدا لأبنائها، رغم توسلاتهم احتراماً لكلمة الأب.
ولكن عزيزي الرجل أنت أيضاً مساند لتهميش دورك في البيت فالأب كان يحفظ هيبته وكرامته أمام أبنائه، فلا نرى منه سوى القدوة الحسنة والشخصية القوية، ولكن عزيزي الرجل أصابك هوس الانفتاح الكبير على عالم السوشيال ميديا، بكل أنواعها فأصبحت تتعامل معه بلا رقيب ولا حسيب، وجدت فيه تربة خصبة لاستعادة مراهقتك الماضية فأصبحت في ليلة وضحاها الفيلسوف والحكيم والمربي الفاضل والدنجوان.
فكثير من الأبناء انصدم من شخصية آبائهم في التواصل الاجتماعي، وأكبر صدمة لهم عندما يكتشفون أن والدهم مراهق ودنجوان ويضيف النساء، ويتكلم بأسلوب الحكيم والمثقف والمتفهم لاحتياجات المرأة، وهو في الواقع على العكس من ذلك... عندما يرى الأبناء أن والدهم يتكلم عن عمليات التجميل، ويشتري موادها وكل لحظة يصورها ويوثقها في صفحته... والدهم (ملك السيلفي)، من هنا يفقد الأب هيبته أمام أبنائه. فعودة هيبة الأب مفاتيحها بيد الرجل نفسه، فلكل رجل يقرأ مقالتي،هل لك هيبة في بيتك؟هل لك كلمة مسموعة على أبنائك؟ هل يهمك موضوع الهيبة؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي