No Script

التحدي المستقبلي هو عودة الحياة إلى طبيعتها دون عودة انتشار المرض

وزير الصحة اللبناني السابق لـ«الراي»: الحل الوحيد والسريع لـ«كورونا» هو التركيز على إنتاج اللقاح

No Image
تصغير
تكبير

أكد وزير الصحة اللبناني السابق الدكتور محمد جواد خليفة أن العلاج بالبلازما هو «مبدأ قديم يرتكز على أساس أن المتعافي من الفيروس يُفترض أن تصبح لديه مناعة ضدّه، ولذلك كنتُ أوّل مَن طرح ضرورة أخذ عيّنة من دم المرضى الذين تَماثلوا للشفاء، وتحليل البلازما بعد فصْل الكريات البيض عن الحمر لاكتشاف مدى مناعتهم»، مشيرا إلى أن هذا العلاج يخضع للدراسة والتجربة من دول عدة كأميركا واليابان وحتى لبنان، وهو أحد الخيارات التي تمكّننا من معرفة فيما إذا كان الذين يتماثلون للشفاء لديهم المناعة الكافية من عدمه، وكيفية تصرُّف الفيروس في المستقبل».
وعبر «الراي»، شرح خليفة ما يحصل في موضوع العلاج، مبينا أنه «لا يجري العمل على اختراع دواء، بل تجربة أدوية قديمة لأمراض أخرى لكشف مدى فعاليتها على المُصابين بالفيروس المستجد، على سبيل المثال دواء الكينين، والذي عمره 50 عاماً، والأدوية الأخرى مُصَنَّعَة منذ مدة، ويحاول العلماء التوصل الى مزيج منها وإعطائها للمرضى كون لا خيار آخَر أمامهم حتى الآن، لكن الأساس هو ضرورة التوصل الى لقاح، كي لا يتكرّر المرض في الشتاء المقبل».
وعن علاج الكلوروكين المُسْتَخْدَم في عدة دول ومنها لبنان قال خليفة: «تَضاربتْ الآراء حول استخدامه لعلاج المصابين بـكورونا. التجربة كانت على عدد محدود من المرضى، كما أنه لم يتم تحديد في أي مرحلة يستفيد منه المريض، إضافة إلى أنه لا يمكن إعطاؤه كعلاج وقائي كون له آثار جانبية كثيرة، ولا سيما أن الفيروس يؤثّر على كبار السن ومَن لديهم أمراض مُزْمِنَة كأمراض القلب والكلى والضغط، ولذلك يعطى في الخارج بناءً على رغبة المريض، لكن لا دراسات علمية مثبتة فيما إذا كان سيستفيد منه المريض من عدمه».


وأضاف: «في أميركا هم غير متحمّسين لهذا الدواء حيث يعمل على تخفيف كمية الاحتكاك بين جهاز المناعة والفيروس، في حين هناك أدوية أخرى تعمل على ذات الأمر وبنتيجة أفضل منه».
ما يحصل هو تباري الدول من أجل التوصل لعلاج ولقاح فهل من بشائر على هذا الصعيد؟ عن ذلك أجاب خليفة: «الحلّ الوحيد والسريع هو التركيز على اللقاح، لأن تصنيع دواء وإجراء التجارب عليه وتسجيله في الـ FDA والوزارات عملٌ ليس سهلاً ويحتاج وقتاً، بينما هناك الكثير من مراكز الأبحاث الخاصة باللقاحات تستطيع إعداده».
خليفة لم يكن مُطْمَئناً لمقاربة وزارة الصحة وخططها لمعالجة الوباء، فهل يعتقد أن تَراجُع نسبة الإصابات في لبنان هو دليل على نجاح الوزارة في احتواء كورونا؟ أجاب: «لا أتحدث عن نجاح الوزارة من عدمه. العالم كله يعاني من أزمة كورونا. ولم نجد ردّ الفعل الكافي حتى من منظمة الصحة العالمية التي اعتقدت بدايةً أن هذا المرض سيبقى محصوراً في الصين. والانتشار السريع للمرض سَبَقَ كل التوقّعات العلمية».
عند ظهور مرض مستجدّ يجب التحضير، كما قال خليفة، «لقاعدة معلومات كبيرة من خلال إجراء أكبر عدد من الفحوص، وخصوصاً للأشخاص الذين احتكّ بهم المرضى»، لافتاً إلى أن «الخطة التي طُبِّقَتْ في الصين، كوريا وسنغافورة لم تستند فقط على الإقفال بل استندتْ بشكل جدي على إجراء آلاف الفحوص وعزْل الناس بشكل إلزامي، ولذلك أحبّذ أن تكون قاعدة الفحوص في لبنان أكبر بكثير»، مشيراً الى أنه «يجب عدم الاكتفاء بإجراء فحوص على من تَظْهر عليهم عوارض المرض فقط، ونحن نعلم أن 80 في المئة من الناس يحملون الفيروس من دون أن تَظْهَرَ عليهم عوارضُه، لكن يمكنهم أن ينقلوا العدوى الى الآخَرين والتسبُّب ربما بوفاتهم. ومن هذا المبدأ فإن إجراء الفحص على المريض لا يعطي معلومات لاتّخاذ القرار في كيفية الخروج من الأزمة إنما معلومات للعلاج فقط، فعلى أي أساس ستعود الحياة الى طبيعتها من دون أن يعاود المرض انتشارَه؟ هذا هو التحدي المستقبلي».
لكن ما الذي يحول دون إجراء الفحوص على قاعدة كبيرة من اللبنانيين؟ عن ذلك أجاب الدكتور خليفة: «في البداية كان يَجْري فحص الـ pcr من دون أن تكون هناك استعدادات كبيرة له في كل المناطق، والآن يوجد الفحص السريع حيث كان الناس متردّدين بدايةً بالخضوع إليه كونه يكشف 70 في المئة فقط من الحالات، لكن في النهاية هو يفيد، فاكتشاف السبعين في المئة من المُصابين أفضل من لا شيء».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي