No Script

قطر ترقص فرحاً بـ«أبطال آسيا»

تصغير
تكبير

عواصم - أ ف ب - عاشت قطر وشعبها يومين تاريخيين غير مسبوقين ولا يقارنان سوى بفرحة فوزها في ديسمبر 2010 بشرف تنظيم كأس العالم 2022، وذلك بعدما احرز منتخبها لقب كأس أمم آسيا 2019 لكرة القدم في الامارات على حساب اليابان (3-1) في النهائي، اول من امس، ثم استقبال الأبطال الذي حظي به وفد «العنابي» العائد من ابوظبي، مساء امس، بعدما توجه أولا الى ولاية صحار العُمانية وبات ليلته فيها، في بادرة رد جميل لجماهير السلطنة التي آزرته طوال عمر البطولة.ونظمت السلطات القطرية استقبالا رسميا وشعبيا ورياضيا للمنتخب العائد الى الدوحة، حيث خرج الآلاف لاستقباله والتعبير عن الفرحة، وتحولت شوارع العاصمة الى ساحات احتفال غصت بالآلاف حتى ساعة متأخرة من ليل امس.
لم يتوقع كثيرون المشهد الختامي للبطولة: لاعبون قطريون يحتفلون بلقب أول في تاريخهم، يابانيون خائبون وجماهير عُمانية تهلل في مدينة زايد الرياضية في ابوظبي، وهي قطعت الحدود برا وتقاسمت المدرجات مع مشجعي «السامواري الازرق» الذي خسر اول مباراة نهائية بعد تتويجه 4 مرات بين 1992 و2011.
ونزل القطريون والمقيمون بمسيرات في الدوحة وشوارعها الرئيسة، وانسحبت الاحتفالات الى مدن عربية أخرى، فظهرت ألوان علم قطر على ابراج الكويت ورقص الاردنيون في عمّان والعقبة.
وفي غزة، تجمع مئات الفلسطينيين في غرب المدينة وشاهدوا المباراة عبر شاشات كبيرة مرددين هتافات تشجيعا لـ«العنابي» ورافعين صورا لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي وجه تهنئة عبر حسابه على «تويتر»: «ألف مبروك لمنتخبنا ولقطر وشعبها هذا الفوز التاريخي بكأس آسيا 2019.. ألف تحية لأبطالنا وللجهازين الفني والإداري الذين جعلوا هذه البطولة إنجازا عربيا وقدموا ملحمة كروية مثيرة وحققوا أحلام الملايين من مشجعي الكرة القطرية عبر الوطن العربي الكبير».
وشرح رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة مسار المنتخب: «قبل البطولة كان هدفنا اعداد الفريق لمونديال 2022 والمنافسة في آسيا. حققنا الهدفين ولدينا مهمة اقوى واصعب في كوبا اميركا (بطاقة دعوة في يونيو)»، كما عبّر عن شكره «للجماهير العمانية على وقفتها».
وحقق منتخب قطر أفضل انجاز كروي في تاريخه، 7 انتصارات متتالية على لبنان وكوريا الشمالية والسعودية والعراق وكوريا الجنوبية والإمارات واليابان، مسجلا 19 هدفا مقابل كرة يتيمة هزت شباكه بعد 608 دقائق. كما تخطى في الإمارات عدد انتصاراته الست السابقة في 32 مباراة.
تسعة من أهدافه حملت توقيع المعز علي الذي حطم رقم الإيراني علي دائي صاحب 8 اهداف في 6 مباريات في نسخة 1996، وسجل هدفا ولا اروع بأكروباتية في الدقيقة 12 من النهائي، فيما تولى زميلاه عبدالعزيز حاتم (27) واكرم عفيف (83 من ركلة جزاء) تسجيل الهدفين الباقيين، في حين سجل لليابان تاكومي مينامينو (69).
وشبّه المعز علي مدربه الإسباني فليكس سانشيز بمواطنه جوسيب غوراديولا مدرب برشلونة الاسباني السابق ومانشستر سيتي الإنكليزي الحالي، قائلا: «أقارنه بغوارديولا وأسميه الداهية. أشاهد مانشستر سيتي وأرى اسلوب غوارديولا لاحقا في فريقنا».
يذكر ان المعز علي نال جائزتي أفضل لاعب وهداف البطولة وسعد الشيب لقب افضل حارس، والمنتخب الياباني جائزة اللعب النظيف.
وقال سانشيز القادم من اكاديمية برشلونة الى قطر في 2006: «صنعنا التاريخ. فوزنا مستحق ولعبنا امام فريق كبير في آسيا والعالم. بدّل طريقته في الشوط الثاني واصبح هجوميا كثيرا».
سانشيز الذي يرتدي حذاء جالبا للحظ منذ سنوات، رفض التفكير في امكانية توليه تدريب قطر في مونديال 2022: «في كرة القدم لا تتوقع ماذا سيحصل لك بعد ثلاثة أسابيع».
وفي الطرف المقابل، قال المدرب هاجيمي مورياسو الذي تلقى اول خسارة في 12 مباراة على رأس المنتخب الياباني: «تلقينا الهدف الاول في وقت كان نظامنا غير متماسك، ما صعّب الامور علينا. حضّرنا لقطر وكنا نعرف انهم سيلعبون بثلاثة في قلب الدفاع. لكن انا المدرب ومسؤول عن عدم ايجاد حلول لفك الشيفرة الدفاعية للخصم».

أحداث ميّزت «النسخة الأكبر»

أبوظبي - أ ف ب - أنهت الإمارات استضافة أكبر نسخة في تاريخ كأس آسيا بمشاركة 24 منتخباً تُوّجت فيها قطر للمرة الأولى في تاريخها، وخيّمت عليها غيمة سياسية في ظل الأزمة الديبلوماسية الخليجية.
خاضت نحو نصف منتخبات القارة الأكبر سكانا في العالم نهائيات على مدى شهر في 4 مدن و8 ملاعب توزّعت عليها جاليات الفرق، على غرار الهند والفيليبين وايران وفيتنام وبقية الدول العربية، باستثناء قطر.
ورغم عدم تطرق المرشحين لانتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي في أبريل المقبل لبرامجهم علنا، وهم الرئيس الحالي الشيخ البحريني سلمان بن ابراهيم آل خليفة ونائبه القطري سعود المهندي ورئيس الهيئة العامة للرياضة الإماراتية محمد خلفان الرميثي، إلا ان حساسية المعركة ظهرت في مواقف عدة، على غرار غياب بن ابراهيم عن العشاء الرسمي للجنة العليا المحلية المنظمة.
وانطلقت البطولة في ظل تقارير قطرية أشارت الى منع أو عرقلة دخول المهندي الى الإمارات وهو أمر نفاه المنظمون.
واعتمدت في البطولة تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (VAR) بدءا من الدور ربع النهائي، لكن قبلها شهدت مباريات اخطاء تحكيمية عدة خصوصا في مواجهة اليابان وعمان التي قال على اثرها قائد الاول المخضرم مايا يوشيدا: «كنا محظوظين قليلا».
بلغت قيمة الجوائز 15 مليون دولار أميركي بواقع 5 ملايين لقطر البطلة و3 ملايين للوصيف الياباني، فيما بلغت ميزانية البطولة مليار درهم (273 مليون دولار) شملت النفقات الخاصة بتجهيز الملاعب والامور اللوجستية كافة.
فنيا، حقق الأردن أكبر مفاجآت الدور الاول بعد فوزه على أستراليا حاملة اللقب افتتاحا وضمان صدارة مجموعته. لكن انجاز «النشامى» فرملته فيتنام الصاعدة بقوة والمستفيدة من تأهل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث.
تأهلٌ كانت فلسطين قريبة منه بعد حصد أول نقطتين في تاريخها، فيما ودّع لبنان بفارق الانذارات عن فيتنام.
مجموعة ضمت أيضا سورية التي خيبت الآمال مع هدافها عمر السومة الذي خسر شارته ومدربه الالماني برند شتانغه المقال خلال البطولة، فعُيّن بدلا منه فجر ابراهيم قبل أن يخرج «نسور قاسيون» من الباب الخلفي.
في الدور الاول، انضم نجم توتنهام الإنكليزي سون هيونغ مين إلى منتخب كوريا الجنوبية بدءا من الجولة الثانية، وحسمت قطر موقعة ساخنة مع السعودية المتوجة ثلاث مرات وضعت الأخيرة مع اليابان لتخرجها في مواجهة باهتة.
عبّرت إيران عن نواياها الصريحة بإحراز اللقب بأداء هجومي جميل فتخطت عمان والصين بسهولة قبل أن تسقط بثلاثية أمام انضباط وتقنية وتكتيك اليابان في المربع الاخير ويودّع مدربها البرتغالي كارلوس كيروش بعد 8 سنوات على رأس «تيم ميلي».
تخطت أستراليا هفوة البداية، لكن اعتزال واصابات نجومها أوقف قطارها أمام المضيف الإماراتي الذي استعاد جماهيره في آخر مباراتين بعد اعتكافه اعتراضا على الاداء المتوسط لتشكيلة المدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني.
لكن شجاعة لاعبي الإمارات توقفت أمام مفاجأة البطولة قطر، التي حققت أفضل مشوار في تاريخها بقيادة الإسباني فليكس سانشيز، حيث احتاجت الى 32 مباراة لتحقق 6 انتصارات بتمريرات أكرم عفيف العشر وأهداف المعز علي التسعة محطما رقم الإيراني علي دائي.

الأمير يهنئ قطر باللقب ... والإمارات بالتنظيم

بعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تهنئة إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ضمنها خالص تهانيه بمناسبة فوز المنتخب القطري بكأس آسيا لكرة القدم، مشيدا بالأداء الرفيع والمميز الذي قدمه «العنابي» طوال منافسات البطولة والذي أهله للفوز باللقب وبالروح الرياضية العالية التي تحلت بها منتخبات الدول المشاركة.
واكد الامير أن الفوز بالبطولة الآسيوية يمثل فوزا للكرة الخليجية والعربية وتجسيدا لما بلغته من مستوى رياضي رفيع.
وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ببرقية مماثلة إلى الشيخ تميم بن حمد، ضمنها خالص تهانيه بمناسبة فوز المنتخب.
وهنأ رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم المنتخب القطري على إنجازه، وبارك له فوزه المستحق بكأس آسيا.
بدوره، بعث سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ببرقية تهنئة.
على صعيد متصل، بعث سمو الأمير ببرقية تهنئة إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أعرب فيها عن خالص تهانيه بنجاح كأس آسيا التي استضافتها الإمارات وجمعت الشباب الرياضي الآسيوي، مشيدا بالجهود الكبيرة التي بذلتها والاستعدادات التي قامت بها والإمكانات التي وفرتها وساهمت في إنجاح البطولة وتحقيق أهدافها المنشودة.
كما عبر سموه عن تقديره للمنافسة الشريفة والروح الرياضية العالية التي تحلت بها فرق الدول المشاركة والتي أضفت جوا من البهجة والسرور لدى متابعي البطولة، متمنيا للشيخ خليفة بن زايد موفور الصحة والعافية ولدولة الإمارات وشعبها المزيد من التقدم والازدهار.
وبعث سمو ولي العهد ببرقية تهنئة إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ضمنها خالص تهانيه بنجاح البطولة وتحقيقها أهدافها المنشودة، متمنيا للشيخ خليفة موفور الصحة والعافية ولدولة الإمارات وشعبها المزيد من الرقي والازدهار.
وهنأ رئيس مجلس الأمة الأشقاء في الإمارات على التميز والابداع في تنظيم البطولة، كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء ببرقية تهنئة.

الجبري وفليطح: «العنابي» استحق اللقب

أشاد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري بتحقيق المنتخب القطري للقب الآسيوي، وهنأ في تصريح لـ«كونا» قطر حكومة وشعبا بالإنجاز التاريخي، معربا عن سعادته بالمستوى الفني الذي ظهر به «العنابي».
وقال إن الاستضافة الإماراتية للبطولة كانت مميزة إذ نجحت في إخراجها بالصورة اللائقة، مضيفا بأن التنظيم ظهر للعالم بصورة رائعة.
من جهته، قدم مدير عام الهيئة العامة للرياضة الدكتور حمود فليطح التهاني للقيادة السياسية والاتحاد القطري لكرة القدم والجماهير الخليجية والعربية على تحقيق «العنابي» للقب بجدارة.
واثنى على الدور الكبير للجنة العليا المنظمة والاتحاد الاماراتي في حسن التنظيم والاستضافة والذي ساهم في ارتفاع مستوى البطولة اداريا وفنيا.

دعوة كويتية

وجه رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف الدعوة للمنتخب القطري لخوض مباراة ودية احتفالية أمام «الأزرق» تزامناً مع الاحتفالات بالعيدين الوطني والتحرير. وكان اليوسف تابع عددا من مباريات البطولة في الامارات، ومنها لقاءات لـ»العنابي».

رفض آسيوي

أبوظبي - أ ف ب - رفض الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الاعتراض المقدم من الإمارات حول أهلية لاعبَين قطريين خلال مشاركتهما في البطولة.
وأشار الاتحاد في بيان قبل ساعات من المباراة النهائية: «استبعدت لجنة الانضباط والاخلاقيات الاحتجاج المقدم من الاتحاد الإماراتي حول أهلية لاعبَين قطريين».
وكان الاتحاد الإماراتي قدم اعتراضا في ما يخص أهلية لاعبين قطريين (اثنين)، إذ يعترض على قانونية مشاركة المهاجم المعز علي (22 عاما)، المولود في السودان والمدافع بسام الراوي (21 عاما) المولود في العراق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي