No Script

من الخميس إلى الخميس

كيف تتخلص من السمنة؟

تصغير
تكبير

السمنة أم الأمراض؟ جملة أضحت معروفة، نشرها زملاؤنا في صندوق إعانة المرضى وأظن أن هيئة الغذاء والإطعام تؤيد ذلك. أنا ومرضاي نتفق في أمورٍ كثيرة، لكنني أختلف معهم دائماً في جملتهم الشهيرة، و«الله دكتور ما آكل ومع ذلك ما أضعف»، أغلب من يقول تلك الجملة المشهورة هن النساء، فالسمنة مدعاةُ قلقٍ لهن أكثر بكثير من الرجال، السمنة تفسد الجمال، والمرأةُ عنوان الجمال.
في قضية السمنة هناك ثلاثة متغيرات، كلها مرتبطة ببعضها، أوّلها - وربما أهمها - ما نأكل، ثانيها ما نفقد، ثالثها مُعدّل الاحتراق في جسدنا، التوازن بين تلك المتغيرات هو الفارق بين السمنة والصحة، على اعتبار أن السمنة أم الأمراض.
البعض يحسب ما يأكلُهُ بالحجم، يعني إذا شرب عشر «استكانات» شاي بالسكر هذا «مو محسوب»، يحسب فقط اللقمة الكبيرة من «العيش»، التي تملأُ الكف والمليئة بدهن اللحم والزيت، صحيح هذه اللقمة خطيرة وربما تكفي لوحدها عدة أشخاص لكن سكر الشاي أحيانا يعادلها، الحِسبة بالطاقة الداخلة، أو ما يعرف بالـ«كالوري» ليس بالوزن ولا بالشكل.


المتغير الثاني الطاقة المفقودة، وهذه لا تأتي إلا بالحركة وأهمها ممارسة الرياضة بشروطها فالتسكع بالمشي من دون زيادة في معدل ضربات القلب والتعرق ومن دون لباس مناسب، هذا التمشي الذي تمارسه بعض النساء بالتسوق ليس هو الرياضة، بل إنه قد يسبب ضرراً، فبعدها يزيد معدل الأكل على اعتبار أنها قد مارست الرياضة، الرياضة لها أصول يمكن سؤال أي مختص ولن يبخل عليكم أحد بالإجابة.
المتغير الثالث - والذي يعتبر أكثر المتغيرات غموضا عند الناس - هو مُعدّل الاحتراق أو عامل الأيض، إنه ببساطة مجموعة تفاعلات كيماوية في خلايانا تهدف إلى تحويل الغذاء إلى طاقة، وتحويل الغذاء إلى وحدات بناء ومنها الدهون، ومن المهم في عملية الأيض المحافظة على استتباب أي ثبات هذا العامل لكي تتوازن عملية البناء والهدم.
 لذا تجد الرياضيين يأكلون بشراهة ولا يسمنون حتى لو توقفوا عن الحركة فترة قصيرة، بينما كبارُ السن وقليلو الحركة يزيد وزنهم بوجبة دسمة واحدة، أفضل طريقة لاستدامة معدل الأيض الطبيعي هي ممارسة الرياضة باستمرار، لا ينفع رياضة متقطعة أو قليلة، هذا هو سر المحافظة على وزن سليم.
احسب ما تأكله بالطاقة، افقد الطاقة بالحركة وممارسة الرياضة، التزم بالرياضة المنتظمة حتى تعتاد خلاياك عليها ويتحسن لديك معدل الأيض، بعدها لن تحتاج إلى تشويه جسمك بالتكميم أو بالعمليات الجراحية ولن تحتاج الى أدوية وهمية مضرتها أكبر من نفعها.
لا توجد دولة في العالم كما رأيت مثل الكويت توفيرا للنوادي الصحية الراقية وأماكن عامة للمشي والرياضة، ومع ذلك نحن من أعلى المعدلات العالمية في السمنة! لماذا؟ الجواب ببساطة أننا لا نحترم الجسد الصحي ولا نعترف بأثر الحركة والنشاط على الإنتاج، يوم نصبح منتجين نصبح أكثر حاجة للنشاط والحركة.

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي