No Script

رفض التصوير الإعلامي وصادر هواتف الصحافيين

الفشل الحكومي... «امتياز» لمركز التواصل

No Image
تصغير
تكبير
  • طارق المزرم حجز المادة الإعلامية المرئية للتحكم فيها قبل بثها

كان مركز التواصل الحكومي التابع لمجلس الوزراء أمس، نموذجاً واقعياً للفشل الحكومي في التعامل مع الإعلام والجمهور، بسياسة تشبه كل شيء إلا التواصل المطلوب منه، وخصوصاً في هذه المرحلة «الاستثنائية» كما وصفها مجلس الوزراء.
ففي ظل إجراءات تعود إلى عصر ما قبل الانفتاح وتذكر بالأنظمة الاستبدادية، رفض رئيس مركزالتواصل الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المزرم (الذي يتشدق دائما بخبراته الأميركية) السماح لوسائل الإعلام المرئية بتغطية المؤتمر الصحافي الذي تمت الدعوة إليه للإعلان عن آخر التطورات بشأن تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا في الكويت.
ورغم أن المؤتمر الصحافي عُقد في المركز الإعلامي في قصر السيف، فقد كانت وسائل الإعلام الغائب الأكبر عنه، وتم منعها من التغطية بحجة وجود تعليمات لمنع بث أي لقطات مباشرة، والتحكم في المادة المرئية قبل توزيعها، في وقت متقدم إلى ما بعد انعقاد المؤتمر بأكثر من 6 ساعات.


ومع أن الدعوة كانت لمؤتمر صحافي، يتعلق بقضية مهمة وطارئة على الكويت وتتطلب شفافية وبثا باشرا لتطمين الناس والحديث عن التدابير التي اتخذت لمحاصرة الفيروس، إلا أن المركز منع رجال الصحافة والإعلام من الهواتف النقالة والكاميرات، تحت ذريعة تطبيق القوانين.
الصحافيون حاولوا ثني مسؤولي مركز التواصل عن خطوتهم التي لا تصب في مصلحة العمل، لكن محاولاتهم قوبلت برفض شديد، وقالوا لهم «عندكم أوراق وأقلام، اكتبوا واعتمدوا على ذاكرتكم في تفريغ مادة المؤتمر»!
وفي ظل دعوة حكومية لوسائل الإعلام لدعم الإجراءات الرسمية، وتعهد بالشفافية في التعامل مع الأوضاع، كان مركز التواصل أمس مثالاً واضحاً على تخلّف التفكير الحكومي في عصر الإعلام بالعودة إلى إجراءات لا تذكر سوى بممارسات أنظمة استبدادية شمولية ولّى زمنها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي