No Script

رأي «الراي» / لم تنم الكويت

No Image
تصغير
تكبير

لم تنم الكويت يا صاحب السمو منتظرة نتائج العمليّة الجراحيّة التي أجريتموها وتكلّلت والحمد لله بالنجاح. كانت أعين الكويتيّين ساهرة عليكم كما كانت عينكم دائماً ساهرة عليهم. كانت قلوبهم تنبض في بحر الدعاء لكم بالسّلامة والصّحة والعافية، وعقولهم في محطات التاريخ الوامضة تستذكر مواقفكم الرائدة ومبادراتكم الإنسانية وسياساتكم المحصّنة للدولة ومؤسّساتها.
وبين القلوب والعقول... صلاة وأمل. رجاء وابتهال. هي أسلحة المؤمن المحبّ في لحظة تسقط فيها كل الاعتبارات لمصلحة هدف واحد، أن يمنّ الباري على سموّكم بالشّفاء والصّحة، وأن يطيل في عمركم لاستكمال مسيرة الحكمة والخير وقيادة سفينة الكويت إلى شواطئ الأمن والأمان برؤية النوخذة وخبرة التاريخ.
مرّة جديدة، أظهرت العلاقة الخاصّة المميّزة الفريدة في الكويت بين الحاكم والمحكوم أنكم يا صاحب السموّ والدنا وقائدنا وكبيرنا وأميرنا، كان شعور كلّ من لهج لسانه بالدعاء أنه يبتهل إلى الله العلي القدير أن يشمل والده برعايته أو «كبير الأسرة» أكثر من كونه يتحدّث عن حاكم أو رأس السلطات. هذا لأنّكم يا صاحب السموّ قريبون من كل بيت... بل لأنّ قلبكم بيت الجميع.
ومن دلالات الصلة الواضحة الرابطة بين الوالد وأبنائه في الكويت، أنّكم دخلتم مستشفى مفتوح لجميع الناس وليس حكراً على طبقة الحكم أو الأسرة أو أي فئة اجتماعية أخرى. لم تقفل الشوارع المحيطة بالمستشفى بحواجز أسمنتية عازلة. لم يقفل المستشفى أبوابه بوجه أحد. لم يكن معكم مرافق أمني واحد باللباس العسكري بل كان الجميع باللباس التقليدي الكويتي. لم يمنع مراجع واحد من دخول المستشفى قبل وخلال وبعد إجراء سموكم العمليّة الجراحيّة بل كان رجال الحرس الأميري يستقبلون الناس بابتسامة ويرشدونهم إلى الجهة التي يسألون عنها... ألم نقل إنّك والدنا قبل أن تكون قائدنا!
هذه هي مدرسة صباح الأحمد، الالتصاق بالنّاس وهمومهم وآمالهم وطموحاتهم. سؤالهم في السرّاء والضرّاء عن الحلول الأمثل لما قد نعاني منه بمفهوم الأسرة الواحدة. مدرسة المبادرين في الطلب من النّاس مساعدة الحاكم على تلمّس الخطأ وتصحيحه. مدرسة يعرف كل من تدرّج في صفوفها ومناهجها كم كنتم تذكرون كلمة «أعينوني»، سواء في ديوانكم أو في دواوين أهل الكويت أو في مناسباتهم السّعيدة والحزينة... وهذه المدرسة، مدرسة التواضع والتشاور وطلب النّصح والإعانة، تخرّج منها كثيرون وعلى رأسهم سمو ولي العهد الشيخ نواف أطال الله في عمره وأمدّه بالصّحة والعافية.
«خطاك السوّ» يا أبا ناصر. ارتفعت أيادي أبناء الكويت كلّها بلا استثناء في اتجاه الخيمة الزرقاء مبتهلة بصوت واحد:أعنّا يا الله ومنّ على صاحب السمو بشفاء لا يغادر سقماً ومدّه بالصحة وعافه بحولك وقوتك إنّك على كل شيء قدير.

«الراي»

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي