No Script

خواطر صعلوك

التموين يجمعنا... والقصص تفرقنا!

تصغير
تكبير

القصة الخامسة بالأعمال الجليلة:
توقف منهكاً أمام بصمة الحضور والانصراف في مكان عمله، وقبل أن يضع إصبعه السبابة في المكان الذي حدده ديوان الخدمة المدنية له مسبقا، بدأ يفكر بصوت عالٍ قائلاً:
- إن النجوم والأفلاك يضرب بها المثل في دقة مواعيدها... ورغم ذلك فإن الشمس تتأخر بضع دقائق وأحياناً ساعة كاملة حسب الصيف والشتاء... فإذا كان الوضع كذلك ما الذي يتوقعه ديوان الخدمة المدنية من البشر؟


توقف عن الكلام لبرهة... ثم أضاف قبل أن ينصرف:
- بالتأكيد لم يكن الأمر مصادفة... فديوان الخدمة المدنية كان موجوداً قبل اختراع الكتابة ذاتها، فقد بنى البابليون برجهم من أجل الوصول للشمس وإعطائها «إفادة» تأخير عن موسم الشتاء، وعندما تعبوا من البناء ولم يصلوا... رفعوا أعينهم للسماء وصرخوا... يوماً ما سنصل إليك... لهذا الغرض أنشئ ديوان الخدمة!
قال هذا الكلام... وبدأ بالمشي سريعاً قبل أن يشاهده المدير!
القصة الرابعة بالتجنيس:
... ثم أصبحت النساء يقدن الطائرات، أما الرجال فكانوا يحترقون من «لهيب الشوق» والحب، وينتظرون عودتهن من السماء، واعتلت النساء المنصات لعرض الإستراتيجيات الوطنية بينما كان الرجال يجلسون أسفل المنصات مبهورين بكل شيء فاغري أفواههم على آخرها، وخرجت الكتب التي تشير إلى أن «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»، ودخل النساء سلك القضاء وعدلت المواريث، وأصبح من حقوق المرأة أن تسافر إلى كل بقاع الأرض، أما الرجال فهم ملزمون بدفع النفقة والمتعة وراتب الخادمة والسائق، وصدرت القوانين التي تمنع الرجل من دخول المؤسسات الحكومية بـ«شورت»، وازدادت رغبة الرجال للجلوس بالأطفال في المنزل.
كان النص السابق حكاية يحكيها كبير سرب الحمام، عندما لاحظ أن السرب بدأ يفقد تناغمه في الطيران... ويحذرهم ألا يسلكوا سلوك الإنسان.
القصة الثالثة بالتزوير:
أما هو فقد كان متردداً جداً ورغم ذلك فقد قال لها:
- أحبك
نطق الكلمة بلسانه... أما خياله فقد كان يرسم فيه غرفة النوم.
أما هي فلم تكن مترددة على الإطلاق... فقالت بكل حواسها:
- وأنا أيضا أحبك... كما لم يحبك أحد من قبل.
نطقت الكلمة بكل ما فيها... ولكن لشخص آخر في خيالها.
القصة الثانية بصفة أصلية:
المشاع الأول:
امرأتان ورجلان يجلسون في كهف حول النار وحولهم مجموعة من الأطفال لا يمكن التنبؤ بأبناء من هم... هكذا كان المشاع الأول يسمح للجميع أن يتشارك كل شيء، قبل ظهور الزراعة أو تكوين مفهوم الأسرة.
المشاع الأخير:
زوجان وزوجتان يجلسون إلى طاولة واحدة في مطعم من الدرجة الأولى، يطل على البحر مليء بالقوارب واليخوت، محاطين بمجموعة من الأطفال مقيدين في سجلات المدينة ومعروف تماما أبناء من هم.
وفي يوم مشمس وغائم في الوقت ذاته، يرتدي الزوجان والزوجتان نظاراتهم الشمسية ويلتقطون بعض الصور لكي يشاركوا لحظاتهم الجميلة كل من لم يحضر معهم على الطاولة.
استمر اللقاء ساعتين... من دون أن ينزلوا نظاراتهم وهواتفهم.
القصة الأولى بالتأسيس:
في محاضرة بعنوان «ما نتعلمه من الأبجدية» وقف السيد أصيل وقال وهو يختم كلامه القيم:
- وكما تعلمون فقد صنفت هذه الحروف وفق معيار الأصول التاريخية، ففرِّعت بحسبة إلى حروف أصيلة، وأخرى مشكوك في نسبها.
دعوني أضرب لكم مثالاً كيف نفرق بين الكلمة الأصيلة والكلمة المشكوك في أصلها.
كلمة «حرامي» هي كلمة أصيلة، أما كلمة «شريف» فهي أقل أصالة، والسبب أن حرف الحاء يأتي في الترتيب التاريخي الأبجدي قبل حرف الشين.
توقف السيد أصيل عن الكلام، وبدا وكأنه سيعطس، ولكنه بدلاً من ذلك أكمل حديثه قائلاً:
- قد يبدو لكم كلامي غريبا بعض الشيء، ولكن الحقيقة الأبجدية تقول أن كلمة «عنصرية» أكثر أصالة من كلمة «وطن»، لأن حرف العين وحرف النون وحرف الصاد والراء... جميعها تسبق حرف الواو في القدوم التاريخي.
توقف السيد أصيل عن الكلام، وتوقف الجمهور عن التنفس لدقيقة كاملة، ثم أردف السيد أصيل قائلاً:
- يحتاج المرء فقط أن ينظر إلى وجوهكم لوهلة ليستوعب بأن الحالة ذاتها تنطبق عليكم جميعا... آمل ألا أكون قد وجهت لكم أي إهانة!
... ثم عم تصفيق ملأ القاعة.

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي