No Script

رواق

طرائف الأنام من عجائب الدوام

تصغير
تكبير

أولاً: كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك بعد العيد، لأنني قرّرت بكامل إرادتي ومع سبق الإصرار والترصد الغياب وعدم كتابة المقالة في موعدها المعتاد أثناء العيد.
وأعرف أنه لن يتأثر أحد على طريقة محمد عبده: «لا طاحت نجوم السما ولا تاه في الظلمة قمر».
هذا على صعيد الكتابة، أما الدوام - والدوام لله - فتفضلت «الراي» مشكورة أمس ورصدت أسباب الغياب عنه فاختصرتها بالمانشيت الأحمر: دوامات ما بعد الإجازة... من أمِنَ العقوبة غاب!


والواقع أن من زهد في المكافأة غاب أيضاً، إذا اجتمع الاثنان على طريقة «بيرت بلس»: يتعطل البلد وهيك بلد بده هيك شعب والعكس صحيح!
هل نكافئ الناس على واجبهم؟ وهل نعاقبهم على حقوقهم؟ الجواب يجب أن يكون نعم للاثنين، فإن كنا نعاقبهم على الغياب بعذر مقبول كالمرض أو التمتع بالإجازة الدورية مثل الناس، بحرمانهم من ترقية وتقدير لا نتوقع منهم أداء مهامهم على أكمل وجه، من دون دافع أو حافز وأهمهما توفير بيئة عمل مناسبة لا يتجسّس البعض فيها على البعض الآخر، لا يغتابه أو يقلل من شأنه إرضاء للمدير الذي إن فسد مصيبة لكن إن أفسد إدارته فالمصيبة أكبر!
غريب أمر الدوام؟ كيف يستطيع شخص واحد إفساد أشخاص عدة، هم فاسدون لكنه أبدع في إخراج فسادهم، فمعادن البشر تنكشف في دواماتهم!
نتحدث هنا عن دوام، أي وظيفة حكومية، تختلف عن القطاع الخاص الذي يديره رب العمل، حيث أصغر موظف وأكبر مدير مجرد موظفين برواتب مختلفة عند أمنا الكويت «وما لحد منّة»، لكن بعض المديرين يعتقدون أنهم يديرون إداراتهم كشركات خاصة تحمل أسماءهم لم يعمل فيها أحد لسوء تعاملهم الذي إن دلّ على شيء فهو يدل على صغر عقولهم وسأسوق لكم هنا مثالين فقط حفاظاً على عقولكم التي لن تصدق ما حصل ولكن: تعرف إيه عن المنطق؟
موظف يُستدعى للتحقيق في تهمة الانقطاع عن العمل، ويتسلّم هذا الاستدعاء وهو على رأس عمله في مكتبه وأي مبتدئ في القانون يستطيع إعراب الجملة السابقة ليكشف أنها «خمبقة» بالكويتي!
موظفة تُستدعى للتحقيق وتطبع مديرتها «برنت أوت» لتغريداتها لسؤالها من المقصود بحلطمتها؟
موظف يُستدعى للتحقيق لأن المدير شاهده في مكان لا يريد أن يراه فيه، وهو يتمتع بعذر طبي للغياب في اليوم نفسه ولا سلطة للمدير عليه!
مدير يطلب من موظفة أن «تكبچر» صورة موظفة أخرى من حسابها في الانستغرام، ليثبت أنها ليست مريضة في اليوم نفسه!
مدير يطلب التحقيق في تقريرين طبيين لأن الأول صادر من الكويت يوم الخميس والثاني صادر من خارج الكويت يوم الجمعة، على سند سؤال يخالف كل قوانين العمل: متى سافرت؟
والسفر في حد ذاته مشكلة كبرى عند المديرين الذين لا يسافرون إلا على حساب دواماتهم، فتجدهم يتحسسون من كل موظف يحرمونه من السفر المجاني، فإذا سافر على نفقته كرهوه وعاقبوه ويصبح الكره مضاعفاً، لو صادفوه معهم على الطائرة نفسها أو في الفندق نفسه أو الاثنين معاً فيا ويله يا سواد ليله!
وبعد هذا كله تريدون من الموظفين إذا جاء العيد «الا يجيبوا العيد»، الا عيدكم مبارك وأنا بنت مبارك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي