No Script

بالقلم والمسطرة

احتفال (هستيري)!

تصغير
تكبير

من المهم في الاحتفالات الوطنية أن تكون مفيدة وتحمل رسائل إيجابية، تحث المجتمع والأجيال الصاعدة على معانٍ وقيم تساعد في تطويره وفي برمجته إيجابياً، ومن المهم أن تكون الاحتفالات ذات رسائل مهمة وبشكل منظم يعطي الوجه الحضاري للبلد، وكذلك يدخل البهجة على النفوس من غير فوضى وهدر!
لذا من الضروري دراسة وعلاج الظواهر السلبية التي تصاحب الاحتفالات الوطنية كل سنة، ومن أهمها الظاهرة المتكررة العجيبة والغريبة وهي «رش الماء المتبادل»، ورمي (بالونات) الماء من بعض الصغار والمراهقين المشاغبين، وبشكل عشوائي وفوضوي في الطرقات وفي المناطق المختلفة، من دون حسيب أو رقيب ومن دون رقابة أو توجيه من أهاليهم ومن دون تشريعات أو جهات رسمية تردعهم.
فالبعض يأخذ الاحتفالات الوطنية ذريعة لإشاعة الفوضى ومهاجمة السيارات المارة، وكأنه إنجاز - للأسف - وكأنه بطل في معركة وهمية ويرجم فيها الأعداء! وهو في حد ذاته يمثل احتفالا «هستيريا» عند البعض - إن جاز التعبير - بحيث لا يهتم بمعاني الاحتفال الوطني بقدر اهتمامه بإشاعة الفوضى المائية، ولم يكفهم حصى الشوارع المتطاير، بالإضافة إلى جانب آخر وهو الزحام غير المبرر في الكثير من الطرق والأماكن الحيوية، واختناق المداخل والمخارج، خصوصاً بالقرب من الواجهة البحرية والعاصمة، ومن ثم امتلاء الأماكن والأرصفة بالمخلفات، والتي تصلح من كثرتها لمصانع إعادة التدوير! وتعطي صورة سلبية - للأسف - عن بعض الأوضاع المصاحبة للاحتفالات الوطنية، وهو في حد ذاته يمثل برمجة ذاتية سلبية ينشأ عليها هذا الطفل أو المراهق، وكذلك ما حصل يمثل هدراً كبيراً جداً للمياه.


وتعميقاً لمفهوم التبذير في استخدام المياه بما يتناقض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف أولاً، ثم يناقض الدعوات والحملات المتكررة الإعلامية والحكومية بالذات والمتعلقة بالترشيد في استخدام المياه!، وبالتالي فإن ذلك يأتي تعزيزاً لمفاهيم ليس لها علاقة بالمفاهيم المرتبطة بالمناسبات الوطنية، مثل تعزيز المواطنة والتعاون والتضحية من أجل البلد واحترام الآخرين وحماية ممتلكات الوطن، والمهم هيبة الدولة والصورة الحضارية للمجتمع سواء بين أفراده أو المقيمين أو الزائرين للبلاد. لذا يجب تنظيم وترتيب الاحتفالات الوطنية، فهو ليس احتفالاً وكفى، ويكون ذلك بالوعي المجتمعي أولاً وتربية الأهل، ومن ثم وضع تشريعات وقوانين حازمة ورادعة وواقعية لتنظيم الاحتفالات، بعيداً عن هدر المياه والعبث والتصرفات غير المسؤولة من البعض ورمي الآخرين بـ(البالونات المائية) كما ذكرت، فإن الاحتفال الحقيقي والحب الحقيقي باستذكار تضحيات الشهداء، وكفاح كل من أخلص ورفع راية الوطن وحب الوطن الحقيقي بالعمل على حمايته ومحاربة الفساد، وتطوير المجتمع وحفظ أمواله والوحدة الوطنية ونهضته وتنميته، وفي تحقيق العدالة المجتمعية، والعمل على كل ما يفيد البلاد والعباد، فإن ذلك هو الحب الحقيقي وهو المفهوم الصريح والمباشر لهذا الحب، وهو الاحتفال الواقعي والمستمر من أجل الوطن. والله المستعان في كل الأحوال.
ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي