No Script

مثقفون بلا حدود

عبد اللطيف البعيجان... مثقف تربوي من الكويت (2 من 4)

No Image
تصغير
تكبير

... امتاز الأستاذ عبداللطيف البعيجان، بطرحه الموضوعي الهادف، دونما أدنى مجاملة لأحد على حساب مصلحة البلد، كما كانت لديه أفكار نيرة وقدرة فائقة على إيجاد الحلول الناجعة للدفة التربوية في الكويت. جاء ذلك في تغطية صحافية ليؤكد وجود القيادات والكفاءات التربوية الثقافية في الكويت حيث جاء فيها: «... ومن جهته انتقد الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور عبداللطيف البعيجان سيادة بعض الشكليات التعليمية وانحراف معايير القياس التربوي، وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، والانفراد بالقرارات، مشيراً إلى أن التعليم في البلاد لا يزال بحاجة لقيادة قادرة على تحدي الوضع القائم ودفع التعليم نحو مزيد من التطوير والتنمية، من خلال وضع رؤية وخطة بعيدة المدى تسعى الوزارة لتنفيذها مستندة على استراتيجية تعليمية ثابتة، موضحاً أن المشكلة لا تكمن في النقص بوجود القادة الحقيقيين القادرين على ضبط زمام الأمور. وأشار البعيجان في محاضرة ألقاها بعنوان (مدارسنا الحديثة... نظرة للواقع)، إلى أهمية تحويل القرار التربوي إلى قرار مؤسسي يشارك فيه أهل الخبرة والميدان وأصحاب الكفاءة والاختصاص، بعيدا عن التدخلات والاستقطاعات السياسية داخل المؤسسة التربوية... وبيّن البعيجان أن الارتقاء بالعملية التربوية يتم عبر وضع فلسفة تربوية واضحة المعالم، وإعادة النظر في التعليم ومراحله، وإضافة إلى تطوير البنية التحتية لمدارس التعليم العام، وبما يضمن تحسين بيئة للتعليم، وسدّ الفجوة بين واقع التعليم العام العالي، ومتطلبات التعامل التكنولوجي المتقدم. وشدد على ضرورة إجراء مقارنة واقعية للمناهج التي تدرس في المدارس حاليا، وبرامج الدول الصديقة لنتمكن من تحديد الفجوة الحقيقية وسدّها وإثرائها من خلال إحداث تغييرات جذرية في مسار التعليم وتطويره» أ.هـ. جريدة السياسة الكويتية.
ولعلي أرى أن الدراسات التربوية الحديثة والمعاصرة تتجه نحو الاعتماد بل والتركيز على الكيف والتخلص من الكم، والابتعاد عن تكديس المواد والموضوعات على الطالب في حيز زمني ضيق؛ لكي يتسنى للطالب الإبداع والابتكار، ولإتاحة الفرصة أمام المعلم لمزيد من البذل والعطاء في عرض مادته الدراسية، وطرح أفكاره التربوية، كما أن المجتمع الكويتي قد ركب صهوة الحضارة وانصهر في بوتقتها المدنية بسرعة متناهية انعكست على لغته اليومية فأصبحت لغة ذات إيقاع سريع، وقد لفت نظري في مقابلة تلفزيونية في الكويت للاختصاصية أنوار الصباح، التي نوّهت إلى هذه النقطة قائلة: «إن الطالب الكويتي قد اقتحم مجال الإنترنت والأجهزة النقالة والكمبيوتر وبرامجه المتجددة يومياً، فأصبح سريع الفهم قد يجد في طرح المعلم لمادته الروتينية شيئاً من الملل فلا يستطيع أن يهضمها أو يستوعبها»أ.هـ.
وهذا ما أكده البعيجان، في تصريح صحافي، حيث جاء فيه: «أعلن الأمين العام للأمانة العامة للجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة عبد اللطيف البعيجان، أن الاتصالات والمعلومات والمعرفة تحل مكانة محورية في مجال عمل اليونسكو، وذلك إدراكاً منها لحقيقة أن التكنولوجيا تتيح للناس في كل أنحاء العالم إمكانات جديدة وفرصاً للارتقاء في سلم التنمية، وما قد يهدر من هذه الفرص عند بعض المجتمعات يرجع للفقر وعدم تمكنها من احتواء مفهوم مجتمع المعرفة، والذي يشمل في معناه رؤية كاملة وشاملة ومنظوراً إنسانياً قوامه مباديء حرية التعبير وتعميم الانتفاع بالمعلومات وتعزيز التنوع الثقافي وتكافؤ الفرص للانتفاع بالتعليم الجيد بما يحقق الألفية الإنمائية.
إن المنظمة تركز على العديد من المواضيع والقضايا، التي لا حصر لها والتي من ضمنها التركيز على الأبعاد الإنسانية للفجوة الرقمية، ومبادرة (بابل) المشتركة التي استحدثتها اليونسكو لتعزيز استخدامات التعددية اللغوية على الإنترنت، بالإضافة إلى دليل الأطروحات والرسائل الإلكترونية لمساعدة أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والإداريين وأمناء المكاتب على تخطيط المشروعات المتعلقة بالأطروحات في الرسائل الإلكترونية، وإنشاء الشبكة الدولية لتوفير وتبادل المعلومات المتعلقة بالشباب» أ.هـ. جريدة الوطن الكويتية.

* كاتب وباحث لغوي كويتي
- هذا المقال نشر في جريدة
( فسيفساء التونسية )
العدد ( 99 ) 31/ 5/ 2009 م.
آثرنا إعادة نشره هنا وفاء لهذا الرجل.
fahd61rashed@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي