No Script

الإشعاعات الصادرة عن الترددات الجديدة غير مضرّة صحياً وبيئياً

«5G»... سلامة الأفراد مضمونة بشهادات عالمية

تصغير
تكبير

لا دليل علمياً على وجود تأثير سلبي للإشعاعات على تطوّر الدماغ  وعمله

تصميم تطبيقات جديدة  تناسب المستخدمين  للتكنولوجيا من جميع  الفئات والشرائح

خطوات حاسمة من قطاع  الاتصالات حول العالم  لتشجيع الابتكار والتحوّل الرقمي

عقد ندوات عالمية لتقديم المشورة  للجمهور وأصحاب المصلحة  بشأن أي مخاطر محتملة

مجتمع الاتصالات العالمي يعد برامج مستمرّة لقياس الإشعاعات ذات الصلة  بالجيل الخامس 

• قطاعات الاتصالات في إسبانيا وألمانيا اعتمدت إجراءات  «ICNIRP» للتردّدات الراديوية لغاية 300 غيغاهرتز

• قطاع الاتصالات المحلي يتخذ خطوات حاسمة لضمان حماية المستهلكين

أجمعت العديد من الدراسات العالمية على أن تقنيات الجيل الخامس التي تم تدشينها رسمياً في الكويت، تتمتع بأعلى مستويات السلامة على الصعيد الصحي والبيئي، لافتة إلى أنه لا أساس علمي أو موثوق لأي من الأحاديث عن تعريضها حياة العديد من العملاء حول العالم لخطر الإصابة بأمراض.
وتأتي هذا الدراسات ذلك مع إطلاق تقنيات الجيل الخامس الجديدة في الكويت، إذ بدأ الحديث وبكثرة عن سلامة أو خطورة الشبكات الأحدث في عالم التكنولوجيا، من الناحية البيئية والصحية، وأثرها على مستخدميها في السوق الكويتي.
وخلصت العديد من الدراسات التي أجريت في الكثير من أنحاء العالم، إلى عدم وجود أي نتائج سلبية من الإشعاعات الصادرة عن الترددات التي تستخدم عبر تقنيات الجيل الخامس «5G»، على صحة الإنسان.
ولا بد من التنويه في هذا الإطار، بأن الاشعاعات هي عبارة عن أي طاقة ناتجة من أي مصدر، أو وِفقاً للاتحاد الأميركي للطعام والمُخدرات «FDA»، أحد أشكال الطاقة الكهرومغناطيسية، والتي تتكون من مجموعة من الأمواج من الطاقة الكهربائية والمغناطيسية، والتي تسير معاً في الفضاء، مع الإشارة إلى وجود نوعين رئيسين من الإشعاعات المُتأينة وغير المُتأينة.
وتعد الإشعاعات المُتأينة هي تلك التي تضر بالجسم، لأنها عبارة عن أشعة فوق البنفسجية، والتي تعرف بأشعة «X» وأشعة «Gamma».
أما الإشعاعات غير المُتأينة، فهي تُمثِّل كل الإشعاعات مُنخفضة التردد، والتي نرى منها إشعاعات الراديو والميكروويف، وهي تُمثِّل شبكات الاتصالات الحديثة.
كما تجدر الإشارة إلى أن التأين (Ionization) هو امتلاك الأجزاء الراديوية طاقة كبيرة قادرة على إحداث خلل بالإلكترونات والجزيئات أو الذرات، ما يمنحها شُحنات مُوجبة أو سالبة تُؤدي إلى خلل في كيفية عملهم وأدائهم لوظائفهم.
وِفقاً للحد الآمن الذي وضعته لجنة الاتصالات الفيدرالية «FCC» فإن نسبة امتصاص الهواتف للأشعة «SAR» والتي تُقدّر بـ1.6 واط لكل كيلوغرام غير قادرة على الإطلاق على رفع درجة حرارة جسدك.
وتم رفع هذا الحد إلى 2 واط لكل كيلوغرام وِفقاً لمعايير اللجنة الدولية للحماية من الاشعاعات غير المُتأينة «ICNIRP».
إذاً، يمكن التأكيد بأنه لا ضير من ناحية الإشعاعات المُستخدمة في شبكات الهاتف النقال، ما دامت غير مُتأينة.

الجيل الخامس بالكويت

على المستوى العالمي، تعتمد السلطات التنظيمية الوطنية (NRAs)، على التعاون بين اللجنة الدولية للحماية من الإشعاعات غير المؤينة (ICNIRP) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، لمعالجة توحيد المبادئ التوجيهية للحدّ من التعرّض البشري إلى المجالات الكهرومغناطيسية عبر تردّدات الراديو (RF-EMF).
وتعتبر «ICNIRP» جمعية مستقلّة مسجّلة في مدينة ميونيخ في ألمانيا، كمنظمة غير ربحية معترف بها رسمياً، بصفتها منظمة غير حكومية رسمية متعاونة مع منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة العمل الدولية (ILO).
وتعتبر «ICNIRP» لجنة بعيدة عن المصالح الخاصة، وهي تصدر العديد من التقارير التي تدرس بدقة آثار الإشعاع على الصحّة.
وعند اتخاذ قرار بإعطاء المشغلين في الكويت، الضوء الأخضر لإطلاق خدمات الجيل الخامس، أخذ قطاع الاتصالات علماً بأنه في عام 1998، أصدرت «ICNIRP» المجموعة الأولى من المبادئ التوجيهية للحدّ من التعرّض لحقول التردّدات الراديوية لغاية 300 غيغاهرتز.
وهنا، تمّ تطوير إرشادات التعرض للإشارة «RF ICNIRP» بعد مراجعات جميع الأدبيات العلمية التي استعرضها النظراء، بما في ذلك الآثار الحرارية وغير الحرارية.
وتستند المبادئ التوجيهية إلى تقييمات الآثار البيولوجية التي تمّ تحديد عواقب صحية لها، إذ تمّ تحديث هذه الإرشادات لاحقاً عام 2009.
وفي عام 2018، أصدرت «ICNIRP» مشروع مبادئ توجيهية جديدة للترددات اللاسلكية (100 كيلو هرتز - 300 غيغاهرتز) للتشاور من 11 يوليو حتى 9 أكتوبر من العام نفسه.

السياسات التوجيهية

في شهر أكتوبر 2018 في دبي، عقد الاتحاد الدولي للاتصالات، ورشة عمل حول السياسات والمبادئ التوجيهية واللوائح، وهدف إلى تقييم التعرّض البشري للمجال الكهرومغناطيسي للترددات الراديوي (RF-EMF).
وقام خبراء دوليون من مختلف المنظمات، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية (WHO) واللجنة الدولية لحماية الإشعاعات غير المؤينة (ICNIRP)، واللجنة الكهرتقنية الدولية (IEC)، ومنتدى المحمول واللاسلكي (MWF)، مع ممثلين عن الإدارات والمنظمات الأخرى بتقديم أحدث المعلومات عن التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية والصحة والسياسات، والمبادئ التوجيهية واللوائح المحدثة. كما قدّمت ورشة العمل أحدث المعلومات، حول مراجعة إرشادات التعرض البشري لـ«ICNIRP EMF» لعام 1998، والتي تُعد مرجعاً عالمياً لتحديد مستويات التعرّض للمجال الكهرومغناطيسي، واختبار «EMF» في سياق الاتصالات المتنقلة الدولية لعام 2020 (IMT-2020) المتعلقة بالجيل الخامس.
وخلصت الورشة إلى أنه يجري اختبار معايير «EMF» في بيئات مختلفة في جميع أنحاء العالم، إذ تظهر النتائج الأولية أن مستوياتها لتكنولوجيات الأجهزة المحمولة، بما في ذلك الجيل الخامس، تقلّ عموماً عن إرشادات «ICNIRP» الحالية.
يأتي ذلك في وقت تقوم «ITU» و«WHO» بتشجيع اعتماد حدود متناسقة للتعرض للمجالات الكهرومغناطيسية بناءً على إرشادات «ICNIRP».
أما في ما يتعلق بمراجعة إرشادات «ICNIRP» الحالية، فقد تمّت مراجعة شاملة للأدبيات العلمية، إذ إنه وعلى الرغم من أنّه من المحتمل التوصية ببعض التغييرات، إلاّ أنّ الأساس لحدود التعرض سيظل كما هو، وهنا أكدت اللجنة من جديد الطبيعة المحافظة للمبادئ التوجيهية.

التأثيرات البيئية والصحية

جاء موقف منظمة الصحة العالمية «WHO» ليقرّ بأنّ المجالات الكهرومغناطيسية (EMFs) لجميع التردّدات تشكّل أحد التأثيرات البيئية الأكثر شيوعاً والأسرع نمّواً، والتي ينتشر حولها القلق والتكهنات.
وأجريت أبحاث مستفيضة حول الآثار الصحية المحتملة، للتعرض لأجزاء كثيرة من الطيف الترددي، كما أشارت جميع المراجعات التي أجريت حتى الآن، إلى أن التعرضات التي تقلّ عن الحدود الموصى بها في إرشادات «EMF» الخاصة بـ«ICNIRP» (1998 المحدّثة في عام 2018)، والتي تغطّي نطاق التردّد الكامل من 0 إلى 300 غيغاهرتز، لا تؤدي إلى أي آثار صحية ضارّة معروفة.
ويبرز الاستنتاج الرئيسي الذي توصلت إليه منظمة الصحة العالمية، في «معايير وإرشادات EMF» الخاصة بها، وهو أنّ تعرّض «EMF» إلى ما دون الحدود الموصى بها في الإرشادات الدولية «ICNIRP»، لا يبدو أنّ له أي نتائج معروفة على الصحة.
كما جرى النظر أيضاً في الدراسات الأخرى التي تم الاستشهاد بها، إذ تؤكد وكالة حماية الصحّة في المملكة المتحدة (PHE)، وهي وكالة تنفيذية ترعاها وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، أنّه على الرغم من إجراء قدر كبير من الأبحاث في حدود المجال الكهرومغناطيسي، فلا يوجد أي دليل مقنع على أنّ التعرّض إلى مجال التردّدات اللاسلكية، بما يقلّ عن مستويات دليل «ICNIRP» سيترتّب عليه أي آثار صحيّة ضارّة لدى البالغين أو الأطفال.
وفي تقريره لعام 2011، خلص مجلس الصحة في هولندا، إلى أنّه لا يوجد دليل علمي على وجود تأثير سلبي للتعرض للإشعاع في المجال الكهرومغناطيسي، للهواتف المحمولة أو هوائيات المحطات الأساسية أو أجهزة
الـ«Wi-Fi» على تطوّر الدماغ وعمله والصحة في الأطفال.
أما تقرير عام 2017 الذي نشرته «GSMA» بعنوان «الجيل الخامس - إنترنت الأشياء (IoT) والأجهزة القابلة للارتداء» ماذا تعني الاستخدامات الجديدة للتقنيات اللاسلكية بالنسبة إلى التعرّض إلى التردّدات اللاسلكية؟ فقد أكد أن تقييمات المخاطر الصحية الحالية صالحة بشكل مستقلّ عن التكنولوجيا اللاسلكية لكامل نطاق التردد.
ولفت إلى أن التردّد العالي لا يفترض التعرّض العالي، إذ تعني التردّدات الأعلى عموماً نطاقات أقصر، وهي توفر بسبب زيادة عرض النطاق الترددي المتوافر، إمكانية رفع معدلات البيانات.
في الوقت نفسه، يتيح تقدّم التطورات في تصميم المحطة الأساسية، وتقنيات الاتصالات المتنقّلة الجديدة، قدرة أعلى مع كفاءة أكبر.
وباختصار، مع إضافة أجهزة إرسال الجيل الخامس، سيظلّ إجمالي التعرّض إلى الموجات اللاسلكية منخفضاً جداً بالنسبة إلى حدود التعرّض الدولية.
وتعمل مرسلات التردّد اللاسلكي في الأجهزة القابلة للارتداء، عند مستويات منخفضة من الطاقة وعادة ما ترسل إشارات في التدفقات أو رشقات (نبضات) لفترة قصيرة.
ونتيجة لذلك، تعرّض الأجهزة القابلة للارتداء المستخدم إلى أدنى مستويات الإشعاع اللاسلكي بمرور الوقت.

تطبيقات جديدة

سيتمّ تصميم تطبيقات جديدة، مثل أجهزة الجيل الخامس، وأجهزة انترنت الأشياء اللاسلكية، والأجهزة التي يمكن ارتداؤها لتتوافق مع حدود التعرض الحالية.
ويوضح تحليل القياسات الذي أُجري على مدى السنوات العشر الماضية، في أكثر من 25 دولة في جميع أنحاء العالم، أنّ المستوى المتوسط لإشارات التردّدات الراديوية البيئية من أنظمة الاتصالات المتنقّلة، يقلّ عادة عن«0.1 ?W /‏‏‏‏‏‏‏‏‏ cm2» (ميكروواتس لكلّ سنتيمتر مربع).
ولذلك، ولأغراض المقارنة، فإنّ الحدّ الدولي الموصى به للجمهور في تردّد الاتصالات المتنقّلة المستخدمة على نطاق واسع والبالغ «900 MHz»، هو 450 ميكرون /‏‏‏‏‏‏‏‏‏ سم 2، أمّا التعّرضات المسجّلة عادةً فهي آلاف عدّة من المرّات أقلّ من حدّ التعرّض للجمهور.
وخلصت لجنة خبراء تابعة للمفوضية الأوروبية، إلى أنّه يمكن استخدام المعرفة الحالية، حول كيفية تفاعل «EMF» مع جسم الإنسان في تعيين حدود التعرّض لكامل نطاق التردّد يصل إلى 300 غيغاهرتز.

صرامة أكبر

تم تطبيق حدود «EMF» المستخدمة حالياً في بعض الدول حول العالم، أكثر صرامة من حدّ «ICNIRP» إذ إن الإرشادات المحدّدة هي أنّ مستويات «EMF» يجب ألا تتجاوز 10 في المئة من مستويات «ICNIRP».
وتمّ تطبيق هذا في تصميم كل أنواع التقنيات (GSM وUMTS وLTE والجيل الخامس) التي تمّ نشرها أو سيتمّ نشرها في الكويت.
ومن المهمّ أن نلاحظ أنّ العديد من البلدان الأخرى، بما فيها الصين، والهند، وبولندا، وروسيا، وإيطاليا، وسويسرا، وبلجيكا، لديها حدود أكثر صرامةً للراديوهات الكهرومغناطيسية (EMF) مقارنةً بإرشادات «ICNIRP».
وفي الخلاصة، فقد قامت بعض الدول حول العالم بتقييم أهداف «EMF» الحالية، بالإضافة إلى المشورة الحالية المقدّمة من المنظمات الدولية مثل «ICNIRP» و«WHO» و«GSMA»، وغيرها من المنظمات قبل منح الإذن إلى مشغّلي شبكات الهاتف المحمول لإطلاق خدمات الجيل الخامس.

حماية المستهلكين

يتخّذ قطاع الاتصالات في الكويت، خطوات حاسمة لضمان حمايته للمستهلكين في الدولة، مع تشجيع الابتكار والتحوّل الرقمي والتنمية، والتي ستنشأ نتيجة نشر الجيل الخامس، بالإضافة إلى الفوائد المصاحبة لمختلف القطاعات الصناعية، من بينها الاقتصاد والمجتمع.
ويأتي ذلك لضمان توافق أي بنية تحتية لشبكات الجيل الخامس، وشبكات الأنظمة الراديوية التي يتمّ نشرها في الكويت، مع حدود المجال الكهرومغناطيسي للدولة، والتي تُعدّ بالفعل أكثر تقييداً من توصيات منظمة الصحة العالمية بناءً على إرشادات «ICNIRP».
ويحرص القطاع على التأكد من أنّ أجهزة المستخدم النهائي التي تفي بأهداف «EMF»، هي الوحيدة المعتمدة للاستيراد إلى البلد، إضافة إلى وضع اللوائح التي تحكم نشر البنية التحتية وأجهزة الجيل الخامس بالقرب من دور الحضانة وروضات الأطفال والمدارس.
وهناك حرص أيضاً على دعم تطوير القوانين واللوائح البيئية، المصمّمة لتخفيف أي آثار بيئية لنشر البنية التحتية للجيل الخامس، مع عقد ندوات وورش عمل لتقديم المشورة للجمهور وأصحاب المصلحة بشأن أي مخاطر صحية محتملة، وإعداد برامج مستمرّة لقياس الإشعاعات ذات الصلة بالجيل الخامس وتقييم مخاطرها واطلاع الجمهور على نتائجها.

أين ينتشر
الجيل الخامس؟

نشرت البلدان التالية بالفعل خدمات الجيل الخامس، وهي سويسرا في أبريل الماضي، والمملكة المتحدة في مايو الماضي.
وستقوم وكالات الفيدرالية للبيئة بقياس مستويات ما يُسمّى بالإشعاع غير المعالج باليود، وتقييم المخاطر وإبلاغ الجمهور بانتظام بنتائجه.
من جهة أخرى، سيتم تحليل استجابة أي دولة للالتماس البرلماني بشأن المخاطر الصحية الخاصة بالجيل الخامس، إذ تقدّم «الصحة العامة» في إنكلترا (PHE) المشورة للحكومة بشأن معايير الصحة العامة المناسبة، للحماية من التعرّض للمجالات الكهرومغناطيسية للتردّدات الراديوية (EMF) أو الموجات الراديوية.
وتقوم نصيحة «PHE» الرئيسية على أنه ينبغي اعتماد المبادئ التوجيهية للجنة الدولية للحماية من الإشعاعات غير المؤينة (ICNIRP)، وعلى أنه ليس هناك أي دليل مقنع على أنّ التعرّضات الأدنى من مستويات إرشادات «ICNIRP» ستلحق أضراراً صحيّة.

إجراءات الدول

تتخّذ الدول الأخرى التي تخطط إلى نشر خدمات الجيل الخامس أيضاً، خطوات في ما يتعلق بإشعاع «EMF»، إذ تخطّط بولندا لتنفيذ التغييرات القانونية التي من شأنها أن تسهّل تطوير شبكة الجيل الخامس في البلاد، بما في ذلك البنية التحتية اللازمة.
وتعمل وزارة الرقمنة البولندية حالياً، على ما يُسمّى «القانون الضخم»، والذي يهدف إلى تبسيط إجراءات الاستثمار لبناء البنية التحتية للاتصالات، والذي تمّ إعداده أيضاً لمواءمة مستويات المجال الكهرومغناطيسي المقبولة، بهدف السماح بتطوير جيل خامس فعّال من حيث التكلفة.
من جهته، كشف المعهد البلجيكي لخدمات البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية (IBPT) في إحدى الدراسات عام 2018، أنّه ينبغي تكييف معايير الإشعاع المعمول بها في بروكسل لتمكين نشر الجيل الخامس في العاصمة.
ويخطط وزير البيئة في إقليم بروكسل لاقتراح زيادة في حدود المنطقة للإشعاع الكهرومغناطيسي من هوائيات الخلايا، لدعم بدء شبكات الجيل الخامس، الأمر الذي سيتطلّب الكثير من الهوائيات.
أما في أستراليا، فتُقوم «ARPANSA» الهيئة التنظيمية المكلّفة بوضع معايير حول انبعاثات «EMF» لضمان أمان شبكات المحمول.
وتستند المعايير الأسترالية التي وضعتها «ARPANSA»، إلى بحث علمي عالمي، كما أنّ حدود «EMF» المسموح بها هي أدنى بكثير من المستويات التي قد تلحق الضرر بالأشخاص.
وفي ألمانيا، سيجري المكتب الاتحادي للحماية من الإشعاع «BfS»، مزيداً من الأبحاث حول استخدام طيف الموجة الملليمترية لـلجيل الخامس، إذ إنّ عدداً محدوداً فقط من التحقيقات يعد متاحاً حالياً.
وعلى صعيد فنلندا، ترى هيئة الإشعاع والسلامة النووية «STUK»، أنّ التعرّض إلى إشعاع التردّدات الراديوية من المحطات الأساسية، لن يرتفع إلى مستوى كبير لدى إدخال شبكة الجيل الخامس، إذ لا تختلف المحطات الأساسية الجديدة كثيراً عن المحطات الأساسية لتقنيات الاتصالات المحمولة (الجيل الثاني والجيل الثالث والجيل الرابع).
أما في النروج، فتعتبر الهيئة النروجية للإشعاع والسلامة النووية «DSA»، أنّ البحث الشامل يوضح أنّ الإشعاع الصادر عن التكنولوجيا اللاسلكية، لا يشكّل خطرا على الصحة، طالما أنّ المستويات هي أقلّ من حدود «ICNIRP» الموصى بها.
كما يعتمد الباحثون في العديد من البلدان هذا الرأي اليوم، والذي تؤيّده اللجنة العلمية للاتحاد الأوروبي. أيضاً، إذ لم يتمّ العثور على عوامل تشكّل خطراً على الصحّة العامة، فيما تشير «DSA» إلى أنّه على حدّ علمها، لا داعي للقلق من خطورة الجيل الخامس على الصحّة.

الترددات المستخدمة


تنطبق إرشادات «ICNIRP» على ما يصل إلى 300 غيغاهرتز، وهو ما يتجاوز التردّدات القصوى (بضع عشرات غيغاهرتز)، والتي تعتبر قيد المناقشة في ما يتعلّق بشبكة الجيل الخامس.
ويعتبر التغيير الرئيسي في استخدام التردّدات العالية، تدّني نسبة دخول الموجات الراديوية في أنسجة الجسم وامتصاص الطاقة الراديوية، لتصبح أي تدفئة ناتجة عن ذلك أكثر تقييداً على سطح الجسم. وهنا من الممكن حدوث زيادة طفيفة في إجمالي التعرّض إلى الموجات اللاسلكية، عند إضافة الجيل الخامس إلى شبكة قائمة أو في منطقة جديدة.
ومع ذلك، فمن المتوقّع أن يظلّ التعرّض الكلي منخفضاً مقارنة بالمبادئ التوجيهية، وبالتالي لا ينبغي أن تكون هناك عواقب على الصحة العامة.

توصيات 2020

في السنوات القليلة الماضية، قدّم قطاع تقييس الاتصالات (ITU-T)، في الاتحاد الدولي للاتصالات واللجنة الكهرتقنية الدولية (IEC)، معايير وتوصيات لتقييم «EMF» لنظام 2020 (IMT-2020) للجيل الخامس.
ومن المحتمل أن يؤدي اعتماد حدود أكثر تشدداً للتعرض الكهرومغناطيسي (EMF) إلى كبت الابتكار والحدّ من نشر الشبكات، بما قد يؤثر على الفوائد الاجتماعية والأمنية والاقتصادية التي توفّرها التكنولوجيا في المجتمع.
وأكدت البلدان من جديد، أنها تواصل الاستثمار في الأبحاث المتعلقة بمجالات الإدارة الكهرومغناطيسية، وأنها تتحرك صوب المواءمة الدولية لحدود التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية.
وفي مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات في دبي، من 29 أكتوبر إلى 16 نوفمبر 2018، أصدر أعضاء الاتحاد القرار 176، بشأن شواغل القياس والتقييم، المتعلّقة بالتعرّض البشري للمجالات الكهرومغناطيسية.
ويدعو هذا القرار إلى نشر المعلومات المتعلقة بالتعرّض للمجالات الكهرومغناطيسية، من أجل مساعدة الإدارات الوطنية، لا سيما في البلدان النامية، على وضع لوائح وطنية مناسبة.
وتدعو كذلك الدول الأعضاء إلى زيادة الوعي العام بالآثار الصحية، للتعرّض البشري للمجالات الكهرومغناطيسية غير المؤينة، من خلال تنظيم حملات توعية.
وتمّ عقد ورش عمل لنشر المنشورات وتطوير بوابات حول هذا الموضوع، إذ ساهم الاتحاد الدولي للاتصالات بالفعل في 10 توصيات (سلسلة ITU-T K)، و5 مذكرات تكميلية توفّر توجيهات في شأن حدود التعرض البشري للمجالات الكهرومغناطيسية.

نصف سكان  العالم تقريباً

دفع الزخم المبكر والسريع والحماس لتبني تقنية الجيل الخامس «إريكسون» (المسجلة في ناسداك: إريك) إلى توقع حصول زيادة إضافية في اشتراكات النطاق العريض المتنقل بمقدار 400 مليون على مستوى العالم بحلول نهاية العام 2024. دفع الزخم المبكر والسريع والحماس لتبني تقنية الجيل الخامس «إريكسون» (المسجلة في ناسداك: إريك) إلى توقع حصول زيادة إضافية في اشتراكات النطاق العريض المتنقل بمقدار 400 مليون على مستوى العالم بحلول نهاية العام 2024. وتتوقع نسخة يونيو 2019 من تقرير «إريكسون» للاتصالات النقالة، أن يبلغ عدد الاشتراكات 1.9 مليار اشتراك في شبكات الجيل الخامس، بزيادة تصل إلى 27 في المئة عن نسخة نوفمبر 2018 التي توقعت أن يبلغ عدد الاشتراكات 1.5 مليار اشتراك فقط.وقد ارتفعت التوقعات الأخرى على نحو ملحوظ نتيجة للتبني المتسارع لتقنية الجيل الخامس. ومن المتوقع بحسب التقرير أن تصل تغطية هذه التقنية إلى 45 في المئة من سكان العالم بحلول نهاية العام 2024. وقد ترتفع هذه التغطية حتى 65 في المئة، حيث تتيح تقنية مشاركة الطيف نشر تقنية الجيل الخامس على نطاقات تردد الجيل الرابع المطور (LTE).وقد قام مزودو خدمات الاتصال في العديد من الأسواق بتبني تقنية الجيل الخامس بعد إطلاق الهواتف الذكية المتوافقة معها. كما يضع مزودو الخدمات في بعض الأسواق أيضاً أهدافاً للتغطية السكانية تصل إلى 90 في المئة خلال السنة الأولى.ويعد الالتزام الفعال لمزودي شرائح الأجهزة والأجهزة ذاتها عنصراً أساسياً في عملية تسريع تبني نظام الجيل الخامس. ومن المقرر أن تصل الهواتف الذكية لجميع نطاقات الطيف الرئيسية إلى السوق خلال هذا العام. وبحسب التقرير، فإنه ونظراً لوجود عدد أكبر من أجهزة الجيل الخامس على شبكات التقنية الجديدة مباشرة، سيتم تسجيل أكثر من 10 ملايين اشتراك في شبكة الإنترنت حول العالم بحلول نهاية عام 2019.ومن المتوقع أن يكون الإقبال على الاشتراك بتقنية الجيل الخامس في أميركا الشمالية هو الأسرع، إذ إن 63 في المئة من الاشتراكات المستقبلية في الاتصالات المتنقلة على مستوى المنطقة لعام 2024 ستكون بتقنية الجيل الخامس، يليها شمال شرق آسيا في المرتبة الثانية بنسبة 47 في المئة، وأوروبا في المرتبة الثالثة بنسبة 40 في المئة.


تطور سريع

قال نائب الرئيس التنفيذي، رئيس وحدة الشبكات في «إريكسون» فريدريك ييدلينغ «من المؤكد أن تقنية الجيل الخامس تشهد تطوراً سريعاً. يعود الفضل في ذلك إلى اهتمام مزودي الخدمات والمستهلكين بالتكنولوجيا. وسيكون للتقنية الجديدة تأثير إيجابي على حياة الناس والشركات، إضافة إلى تحقيق مكاسب تتجاوز إنترنت الأشياء والثورة الصناعية الرابعة. ومع ذلك، لا يمكن تحقيق الفائدة الكاملة من تقنية الجيل الخامس إلا من خلال إنشاء منظومة متكاملة قوية، يلعب فيها شركاء التكنولوجيا واللوائح والأمن والقطاع دوراً استثنائياً».


4.1 مليار اتصال

استمر إجمالي حركة البيانات المتنقلة في الارتفاع على مستوى العالم في الربع الأول من عام 2019، بزيادة 82 في المئة على أساس سنوي. ومن المتوقع أن تصل إلى 131 إكسابايت شهرياً بحلول نهاية عام 2024، بحيث من المرجح أن تبلغ نسبة الاشتراكات بشبكة الجيل الخامس 35 في المئة من إجمالي الاشتراكات. وفي هذا الإطار، يبلغ عدد الاتصالات الخلوية لإنترنت الأشياء مليار اتصال على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 4.1 مليار بحلول نهاية عام 2024، ويمثل إنترنت الأشياء الضخمة 45 في المئة منها، في حين تشمل القطاعات التي تستخدم إنترنت الأشياء الضخم، أدوات المساعدة مع القياس الذكي والرعاية الصحية في شكل أجهزة يمكن ارتداؤها على شكل أجهزة طبية وأجهزة نقل باستخدام أجهزة استشعار التتبع.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي