No Script

وجع الحروف

... قصة الفساد!

تصغير
تكبير

هناك مصلحون بلا شك، والحياة كفاح يعيشها المصلحون ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. الفساد عرف بأنه يقع عندما يصاب الشيء بالخلل? العطب، العفن? الخلل. عندنا أنواع من الفساد: سياسي? مالي? إداري? أخلاقي بمعنى إن ما يخالف الأعراف والقوانين? والمنظومات الرقابية وخلافه يعد فساداً وقد عرف الأستاذ أكلي محمد يوسفي في مداخلته آليات مكافحة الفساد في الشريعة الإسلامية، وذكر بضرورة اختيار الأصلح لتولي المنصب والحرص على ضرورة توفير عيش كريم كوقاية من الفساد الإداري والمالي.
قصة الفساد لدينا بدأت من سوء اختيارنا لمَنْ يمثل الشعب? واختيار القياديين وفق منهج المحاصصة ومعايير لا علاقة لها بالقوة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر عندما طلب توليته. نحن اجتماعياً? مؤسساتياً وسياسياً نبحث عن الأصلح من باب توجيه النصيحة... فنحن مؤتمنون. عندما يسرق كبير ولا يحاسب، وعلى الفور يحاسب الضعيف هنا نعلم أن خللاً ما قد وقع، والخلل هنا «فساد».
العيش الكريم? تعليم جيد? رعاية صحية? طرق سالكة وراتب يسد حاجة رب الأسرة ويزيد عن الحاجة. هل تعتقدون أننا مؤججون? فوضويون? متشائمون عندما نتحدث عن الفساد الذي أصاب كل نواحي الحياة بمقتل؟
إن كان هذا وصف أطلقه «الرويبضة» أو «المتسلقون» فهو مدعاة شرف لنا? وإن كان ممن نتوسم منهم خيراً فأظن أنه الأوجب أن تفتح الأبواب والقلوب قبل الآذان لتستمع إلى المجاميع المنادية بالإصلاح، وهو كما ذكره يوسفي في مداخلته عبر إنشاء ديوان المظالم.
لماذا لا يكون لدينا أناس تقاة يتولون مهمة تلقي المظالم ومراجعتها، بعد أن فشلت كل الجهات الرقابية والمحاسبية من كشف الفساد الإداري والمالي والسياسي؟
قد يقول البعض: «هذا شيقول»؟ أنا بصريح العبارة مواطن أخشى أن نصبح في وضع لا تحمد عواقبه.
كنا نسمع عن سرقة من هنا وتجاوز هناك، لكن الحاصل في زمننا الحاضر أن الفساد قد تجاوزت حدوده الأرقام المقبولة نسبة وتناسباً من تجاوزات إدارية ومن أرقام للمبالغ المسروقة وعدد الحالات.

الزبدة:
الخلل «الفساد» ظهر بشكل علني، قد «يطمطم» وقد نجد محاسبة للفاسدين. نحن نضع النصيحة ونوجه النداء تلو الآخر منفردين وعبر مجاميع فـ«الدين النصيحة» كما هو معلوم.
قد يشعر الفاسد أنه في مأمن، لكن ما مصيره عندما يلقى في قبر يواجه بعده رباً عادلاً لا تغيب عنه مثقال ذرة لا في الأرض ولا في السماء.
لأننا نحبكم و«نغليكم» نخاف عليكم من عواقب ترك الفاسدين من دون محاسبة؟ نوجهها نصيحة لوجه الله فقد بلغنا حداً إما القضاء على الفساد وإما المضي إلى حافة الانهيار... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي