No Script

من زاوية أخرى

صيف الكويت على صفيح ساخن

تصغير
تكبير

لم يسبق للكويت أن عاشت ظروفاً استثنائية في صيفها، سياسياً ومناخياً، كما تعيشه هذا العام، ليجعل صيفها على صفيح ساخن مرشح للانفجار في أي وقت، ولعل أبرزه التصعيد الإقليمي الذي تجد نفسها في قلب الحدث، حتى لو لم يكن لها يد فيه.
فعلى الصعيد المحلي، تعيش البلاد حالة غير مسبوقة في تسجيل أرقام قياسية في ارتفاع درجات الحرارة، وصلت إلى 51 درجة مئوية في الظل، مع وصولها تحت الشمس إلى نحو 80 درجة، ما يجعل صيف البلاد ملتهباً، ولا سيما مع تصريحات خبراء الطقس بأن «الأسوأ لم يأت بعد»، رغم الدرجات القياسية التي سجلت وتسببت في تسجيل حالتي وفاة لوافد بضربة شمس، في منطقة السرة، ومعلمة وافدة في مدرسة في منطقة فهد الأحمد.
يضاف إلى ذلك الهواجس الخاصة بمدى قدرة وزارة الكهرباء على الوفاء بوعودها بالقدرة على تلبية الاستهلاك المتزايد للكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة، ولا سيما أن مؤشر الاستهلاك سجل رقماً قياسياً آخر، يضاف إلى درجة الحرارة، تجاوز حاجز الـ14 ألف ميغاواط، وهو حاجز الأمان الذي يعني تخطيه وصول البلاد إلى مرحلة حرجة في ظل هواجس عدم تمكن محطات التوليد من تلبية الاحتياجات من التيار.
ومع توجيه نصائح بعدم الخروج تحت أشعة الشمس، ولا سيما في الفترة بين 11 صباحا و4 عصراً، لتجنب مخاطر الإصابة بضربة شمس، وهو الأمر الذي شددت عليه الهيئة العامة للقوى العاملة، بإصدار قرار بمنع تشغيل العمالة في المناطق المكشوفة تحت الشمس خلال النهار، فإن أرباب العمل - وفق ما رصدته الصحف بالصور - لم يلتزموا بالقرار وأجبروا العمالة على العمل تحت الشمس طوال النهار، وتأتي وفاة عامل بضربة شمس، حسب ما أثبته تقرير الطب الشرعي، ظهيرة الاثنين الماضي، لتزيد من الانتقادات والشكوك حول التزام أرباب العمل بالقانون.
والحدث الأخير يثير تساؤلات حول التزام الكويت بحماية العمالة وتأمين ظروف عمل إنسانية لها، بعيدا عن الاستغلال و»السخرة»، في ظل انتقادات دولية لملف العمالة في البلاد، إضافة إلى قدرة محطات التوليد الكهربائية على الوفاء باحتياجات الاستهلاك المتزايد.
إقليمياً، لا تقل حرارة الأجواء عن وضع الطقس محلياً، مع ارتفاع مؤشرات مواجهة نارية بين أميركا وإيران، في ظل إرهاصات تدفع نحو حرب غير مأمونة العواقب ولا التداعيات، لن يكون آخر تلك الإرهاصات ما تعرضت له ناقلتا نفط خارجتان من الخليج، من اعتداء في بحر عمان، فيما كانت أصابع الاتهام تتجه شرقاً نحو طهران التي هدد ساستها صراحة بأنهم لن يدعو أحدا ينعم بالهدوء والسلام في ظل ما تتعرض له بلادهم من حصار وعقوبات. يضاف إلى ذلك ما شهدناه من تصعيد عصابات الحوثيين في مهاجمتهم أهدافاً مدنية في السعودية، أثبتت أنهم يتلقون دعماً عسكرياً قوياًَ من طهران، نظرا للأسلحة الحديثة التي تستخدم في هجومهم، سواء من حيث الصواريخ أو الطائرات المسيرة من دون طيار، وقبلها تفجيرات السفن التجارية في ميناء الفجيرة، لتصبح إيران في الزاوية، حيث توصف بأنه عنصر زعزعة للأمن في المنطقة.
إذاً فنخن على موعد مع صيف ملتهب، نعاني فيه، محلياً، من ارتفاع درجات الحرارة وهواجس انقطاع الكهرباء، ونرصد إقليمياً تطورات الأحداث الساخنة، وندعو الله أن يسلمنا من آثارها وتداعياتها.


h.alasidan@hotmail.com
@DAlasidan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي