No Script

بوح صريح

أعرف مصلحتك أكثر منك!

تصغير
تكبير

هناك أوجه خفيّة مقنّعة ومتلوّنة للعنصرية. منها:
مصادرة الفكر أيضاً عنصرية.
استعباد الرأي وتأجير العقل وسلب فرص التعبير والنشر والاختيار والإبداع وتحقيق الآمال... كلها ألوان خفية من العنصرية المغلّفة.


بعبارات: «أنا أقدم لك نصيحة».
أو «أنا أعرف مصلحتك أكثر منك وأريد لك الخير».
لكنه في الحقيقة يسلبك حقك في أن تعيش كما تريد.
قسّ على ذلك كل مَنْ اختار له والداه تخصصه أو وظيفته، أو مَنْ يتزوج وماذا يلبس أو كيف يتصرف، وماذا يقول وكيف يعيش حياته.
حين يوجهك الإعلام الفاسد غير الموضوعي باتجاه تصديق خبر ما، أو غرس معلومة مغلوطة عن قصد في وعيك لمصلحته، أيضاً عنصرية... حين يزور ويزيّف ويخفي الحقيقة، عنصرية.
مَنْ يكذب عليك ويغدر بك ويخونك ويستغلك، ويسخر منك ويتنمّر عليك، عنصرية.
حشو مناهج الدراسة التي ملأوا بها عقولنا وذاكرتنا بمعلومات تاريخية خاطئة، عنصرية.
إهمال الأهل لتربية ومتابعة ورعاية الأبناء، ثم إجبارهم على الانحراف والضياع، لتعويض ذلك الإهمال، أيضاً عنصرية.
كل كسر لقاعدة أخلاقية إنسانية تربوية هو فعل عنصري.
إذاً هل يمر علينا يوم أو نصف يوم، لا نواجه فيه العنصرية!
يمكننا التعامل مع العنصرية الواضحة. أما المبطنة والمتلونة. فمخيفة وصعبة التحديد، لذا فهي أكثر خطورة.
لو تأملنا كم العنصرية نطقاً وسلوكاً، المعنوية والفعلية... التي تعرّضنا لها منذ الصغر.
سنصاب بالدهشة! ليس فقط للكم وحجم الأذى الذي لحق بنا.
لكن لأننا سندرك أنه لم يمر يوم... لم نواجه فيه عنصرية، في البيت، المدرسة، العمل، السوق، حتى أثناء مطالعة الصحيفة، نشرة الأخبار، متابعة فيلم وسماع أغنية وتناول قهوة مع صديق... كل تفاصيل الحياة الصغيرة محشوّة بعنصرية إما خفية وإما ظاهرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي