No Script

نفسياسي

وداعاً عبدالله حيدر... وديروا بالكم الله يحفظكم!

تصغير
تكبير

لي مع حوادث السيارات المميتة تجارب طويلة - مع الأسف - فالكثير من أفراد أسرتي قضوا نحبهم في حوادث أليمة، وليس آخرهم والدي الراحل رحمه الله قبل سنوات ست، لذلك ما عاد يفاجئني خبر تلك الحوادث المؤسفة، ومن سيكون ضحية تلك الحوادث هو ما يثير في نفسي كل مشاعر الحزن الدفين.
عبدالله أحمد حيدر، شاب، أدعي أنه أخي الأصغر الذي لم تلده أمي، توفي والد الطيب العم أحمد حيدر في حادث سير العام الماضي، وترك لعبدالله أخاً من ذوي الاحتياجات الخاصة ليرعاه ويكون وديعته، فيقرر عبدالله فجأة الذهاب إلى الأردن لإكمال دراسته، فلنفجع وكل من يحبه بوفاته مع صديقه المرحوم عدنان الشولي، قبل أيام في حادث مأسوي في أحد شوارع الأردن، مخلفاً في قلوبنا غصة وجرحاً لا أتخيل أن يندمل، فقد كان هذا الولد الطيب قطعة من قلوب كل من عرفه لدماثة أخلاقه وحسن سريرته.
أعلم تماماً أن حوادث السير قد تحدث قضاء وقدراً ومن دون أي خطأ قد يرتكبه الضحية، ولكن معظم الدراسات تشير إلى أن أكثر أسباب حوادث الطرق هو السرعة، أضف على ذلك عدم الانتباه بفعل هواتفنا الذكية - افتراضاً - والتي شغلتنا بمتابعتها عن الانتباه للطرق وخطورتها، والسرعة بشكل أو بآخر كانت وراء وفاة والدي قبل سنوات وعبدالله الآن، ولذلك فما زلت أتساءل عن الطريقة الناجعة لإقناع الناس بضرورة الالتزام بالمعايير المثلى أثناء القيادة!
أقول هذا الكلام وأنا أب لابنة ستقود السيارة بعد شهرين من الآن، وسيتبعها بإذن الله أخوها بعد سنتين، فإن لم نعزز ثقافة القيادة في نفوس أبنائنا، فنحن نعرضهم للهلاك شئنا أم أبينا.
فيا جماعة... رحم الله والديكم... ارحموا من يحبكم وديروا بالكم على أنفسكم.
أما أنت يا عبدالله... أيها الأخ والصديق والابن... فثق أننا لن ننساك... أبداً!

alkhadhari@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي