من المهم الاستفادة من الدروس المرتبطة بالحرب الطاحنة الحالية ضد العدو (الكوروني) المستجد، ومن الضروري اتخاذ القرارات المناسبة والتخطيط للمستقبل، بحيث لا تتكرر الأخطاء في أي تحديات مقبلة لا سمح الله تعالى، فإن مواجهة تلك الأزمات علم في حد ذاته، ومرتبط ببيانات ودراسات وأرقام ونحن في عصر الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية، ومن المهم ترتيب وتطوير تلك المواجهة.
وها نحن نعايش حالياً تحدي الأمن الصحي والطبي والجهود الحثيثة لاحتواء تداعيات انتشار هذا الفيروس والتحدي المرتبط باستقرارالأمن الغذائي، بعيداً عن الاستغلال من البعض أو التهويل في الشراء، ويجب في المستقبل أن نعمل حساباً لكل نوع من أنواع الأمن، مثل الأمن المائي، والأمن (السيبراني) والمرتبط بالبيانات والمعلومات المهمة، وغيرهم من النواحي الأخرى من أجل المصالح العليا للبلاد والعباد، فإن تلك المواجهات تحتاج إلى ترتيب وإجراءات عملية وإلى تجاوز البيروقراطية الإدارية (السلحفاتية)، وأن نعمل الخطط ونفعلها بعيداً عن التنظير والأدراج المغلقة، وبعيداً عن الأداء المرتجل في بعض الأحيان عند التعامل مع الأحداث!
وعودة إلى الأمن الغذائي فإن أحد جوانبه الرئيسىية هو الجانب الزراعي وتحدي استمرارية تدفق الخضار والفاكهة من داخل الدولة، والاستيراد من خارجها، وذلك لتوفيرها إلى السوق المحلي وأيضاَ نحن ندرك أن المزارع لدينا لا تستطيع في كثير من الأحيان أن تغطي حاجة السوق، في توفير بعض المنتجات والكثير من الفواكه والخضار تأتي من الخارج، لذا نحتاج النظر إلى أن التخضير والزراعة بشكل كبير هما جزآن مهمان لأمن البلاد، فكيف يكون الحال إذا امتنعت الدول الأخرى عن تزويدنا بالمنتجات الزراعية؟