No Script

وجع الحروف

عفواً... «شنو القيادة الأخلاقية؟»

تصغير
تكبير

اتصل بي زميل دكتور مهتم في التنمية البشرية متسائلاً: «شنو تقصد بالقيادة الأخلاقية» التي ذكرت في المقالين السابقين.
القيادة الأخلاقية حسب تعريف (براون? 2005) هي «إظهار السلوك المناسب معيارياً من خلال الأفعال (الإجراءات) الشخصية والعلاقات بين الأشخاص? وتعزيز هذا السلوك عند التابعين لهم عبر الاتصال الثنائي الاتجاه? والتعزيز لاتباعه? وفي صنع القرار».
وهو المدخل الذي استندت إليه مع مراجع أخرى للوصول إلى تعريف نموذج الدكتوراه «القيادة الجيدة»، حيث إن القيادة الجيدة توضح كيف أن الظروف التي بموجبها أنماط معينة من صفات وخصال القيادة المرتبطة بدوافع القائد تقدم الإيثار، وتخدم المصالح الفضلى للمنظمة والمجتمع، والتي تعتبر الأخلاق جزءاً لا يتجزأ منها.
وللتوضيح? فالإنسان -أياً كان وضعه - هو في حد ذاته يمتلك حس «القيادي» فيه، وهو ما يعكس سلوكه من قول وعمل وهو ما يحدد صفة القيادي فيه إن كانت أخلاقية أو غير أخلاقية النهج.
لنأخذ القيادي عند اتخاذ القرار... أولاً? معلوم أن القيم والمعتقدات التي تشكل ثقافة الفرد تكون قد اكتملت بنسبة 75 في المئة عند سن 10 سنوات وما تبقى يكتسبه من المدرسة? المنزل? العمل وبعد الزواج وعلاقاته مع الآخرين ويصل إلى مرحلة النضج بعد الأربعين، وقد أثبتت الدراسات أن معظم قياديي الشركات الكبرى العالمية الناجحة رؤساؤها في سن بين 50 و 70 (مستوى رشد/‏ نضج عالٍ).
القيادي عندما يمسك بالقلم للتوقيع على قرار يترتب عليه تكلفة مالية أو إدارية، يمر بحالة يطلق عليها التسببية المعنوية Moral Reasoning وهي أنه يختزل كل ما كسبه من الطفولة من قيم ومعرفة ومعتقدات في ثوانٍ معدودة لحظة اتخاذ القرار... فإن كان قراره «كتقييم» مبني على أسس إدارية محاسبية سليمة، فإنه يصنف بقيادي أخلاقي، وإن كان توقيعه فقط لمصلحة أو «عمياني» من دون ضوابط ونظم حوكمة فيعتبر عندها قيادياً «غير أخلاقي».
أنا وأنت والجميع نملك القيادي في داخلنا? فإن كان ما اكتسبناه متوافقاً مع القيم والمعتقدات والضوابط والإجراءات والقوانين المنظمة، فعندئذ نكون سلوكياً في صف «الأخلاقيين»? وإن كنا نطعن في هذا? ونتجاوز القوانين ولا نرعى حرمة المال العام فهذا يعني «غير أخلاقيي» السلوك.
يقول هوفستيد في دراساته إن مجتمعنا صنفت ثقافته بـ«ثقافة المسافة الطويلة»، بمعنى أن القيادي لا يوجد تواصل بينه وبين التابعين، ولك أن تسأل أي موظف أو مسؤول أو حتى مدير أو قيادي تشغيلي عن «الخطة الإستراتيجية» الخاصة بالمؤسسة... وطبيعي لا يعلم عنها شيئاً.

الزبدة:
أتمنى أن أكون قد وفقت في التوضيح للزميل والجميع? فكل ما نراه من اتخاذ قرار الأغلب منه «غير أخلاقي» وعلى مستوى الأفراد، فإن ما اكتسب من قيم ومعتقدات في غاية السوء، حيث أصبحت المصالح الشخصية مقدمة، وهو ما نتج عنه «حرمنة» وسوء اختيار للنواب وتعزيز للواسطة التي دمرت كل شيء، والحل في تطبيق نموذج القيادة الجيدة والأخلاقية إن كنا نطمح إلى حياة أفضل... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي