No Script

الجسم الطبي الكويتي نعى الراحل مستذكراً إسهاماته الكبيرة في القطاع الصحي ومسيرته السياسية الناجحة

عبدالرحمن العوضي... تدثَّرَ بمعطفه الأبيض ورحل

u0627u0644u0631u0627u062du0644 u0639u0628u062fu0627u0644u0631u062du0645u0646 u0627u0644u0639u0648u0636u064a
الراحل عبدالرحمن العوضي
تصغير
تكبير

باسل الصباح:

 كرّس حياته من أجل أبناء الوطن وقدم الكثير من الإنجازات 

 

علي العبيدي:

رائد الخدمات الصحية والصديق الناصح لوزراء الصحة من بعده

 

تدثر بمعطفه الأبيض، وقلبه الناصع، وسيرته العطرة... ورحل، متوسدا تاريخا سياسيا يضج بالإنجاز، وإرثا اجتماعيا يعج بالخير، وسجلا نقابيا يرج المدى، وحياة عملية لم تتوقف على مدى ستة عقود حتى فاضت الروح إلى بارئها.
رحل وزير الصحة السابق الدكتور عبدالرحمن العوضي، واهبا سيرته وتاريخه النقي لأبناء وطنه، واضعا نصب أعينهم صفحات حياته المورقة بالعطاء والبذل والجد ونكران الذات، ترجّل القامة والهامة الذي وضع الكويت في مصاف الدول المتقدمة في المجال الطبي... رحل عن دنيانا فجر أمس بعد حياة حافلة بالعطاءات والانجازات، حيث يعد الراحل أحد أهم رموز الدولة التي أحدثت نقلة نوعية في القطاع الصحي.
ونعى وزير الصحة الدكتور باسل الصباح، سلفه الاسبق الدكتور عبدالرحمن العوضي الذي رحل عن عمر يناهر 83 عاما، مشيرا إلى ان «الكويت فقدت برحيل الدكتور العوضي رحمه الله، رجلا من رجالات البلاد الوطنيين الذين ساهموا في بناء الدولة، ولا سيما في القطاع الصحي».
وأعرب عن خالص التعازي والمواساة «لأسرته الكريمة وللأسرة الصحية، ولكل محبي الفقيد الذي سجل تاريخا مليئا بالعطاء محليا وعربيا ودوليا، وترك بصمات عميقة في كثير من المجالات الصحية والإنسانية والاجتماعية والسياسية. وأشار الى ان الفقيد كان رجلا وطنيا مخلصا لوطنه ومعطاء «كرس حياته من أجل أبناء الوطن وقدم الكثير من الانجازات على مدى حياته».
ونعت وزارة الصحة العوضي، الذي وصفته بأنه «قيمة وقامة كويتية ذات بصمة نوعية سيتذكرها العالم بأحرف من نور»، مشيرة إلى أن الفقيد من وقع شهادة استئصال مرض الجدري من الارض، ومؤسس البنية التحتية الحالية للرعاية الصحية الكويتية.
والعوضي الذي ولد العام 1936، عين وزيراً للصحة في العام 1980، وتولى خلال مسيرة حياته الوطنية المديدة مسؤوليات كبيرة، ووزارات متعددة اضافة الى عضويته في مجلس الامة الى جانب العديد من المناصب العربية والدولية. ولم تقتصر إنجازاته على الجانب الطبي بل لعب دورا رئيسيا في العديد من الجمعيات التنفيذية سواء على مستوى مجلس وزراء الصحة العرب أومجلس حماية البيئة أومجلس حماية البيئة البحرية أو كأمين عام للمركز العربي للادب الطبي أوكرئيس للمنظمة الاسلامية للعلوم الطبية
كما نعى الجسم الطبي الفقيد، حيث تقدم وزير الصحة الاسبق الدكتور علي العبيدي بخالص التعازي لاسرة الفقيد وأحبابه، مشيرا إلى أنه كان رائد الخدمات الصحية في الكويت، وكان بمنزلة الوالد للجميع والصديق الناصح لجميع الذين تقلدوا منصب وزير الصحة من بعده. وأوضح العبيدي أن الراحل من مؤسسي العمل الخيري في البلاد، حيث أسس عددا من المؤسسات الإغاثية والطبية والاجتماعية في الكويت.
وعبر المدير العام السابق للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة، عن بالغ الحزن والأسى على الفقيد الراحل. كما نعى العديد من الاطباء والشخصيات العامة الفقيد الراحل، وقال الاستاذ المساعد في كلية الطب في جامعة الكويت الدكتور محمد جمال ان «الدكتور عبد الرحمن العوضي من اوائل الاطباء في الكويت، وأحد افضل وزراء الصحة في تاريخ الكويت، فقد كان مشهورا عالميا في مجال الصحة العامة، وفي عهده بدأت جراحة زارعة الاعضاء في الكويت والتي تعتبر أكثر الجراحات تعقيدا».
بدورها، تقدمت جمعية زارعة الاعضاء بخالص العزاء لعائلة الفقيد، مستذكرة ان فترة الراحل شهدت اجراء اول عملية زارعة كلى في الكويت في فبراير 1979، كما نعته جماعة الخط الاخضر البيئية، مشيرة الى ان الدكتور العوضي رحمه الله مؤسس القطاع البيئي في البلاد وأحد مؤسسي الحركة البيئية عربيا ودوليا. وتقدم رئيس جمعية الجراحين الدكتور سلمان الصباح، بخالص العزاء لأسرة المغفور له.
وأكد رئيس الجمعية الكويتية لزارعة الاعضاء الدكتور مصطفى الموسوي ان «في عهد الراحل كوزير للصحة أنشئت معظم المستشفيات الحديثة، وبدأت زراعة الاعضاء قبل بقية دول الخليج وان الراحل كان مثالا للطيبة والتواضع والعمل الدؤوب».

ابنه يروي لـ «الراي» ما دار بينهما قبيل وفاته

الليلة الأخيرة في حياة الراحل

| كتب غانم السليماني |

بنبرة ملؤها الحزن وألم الفراق، شرح ابن الفقيد الدكتور محمد عبدالرحمن العوضي، الليلة الأخيرة في حياة والده، حيث قال «كنت مع والدي في اللحظات الاخيرة قبل وفاته، وكنا نتبادل أطراف الحديث في المساء واستذكر صديقا له يحمل نفس اسمه توفي قبل أيام».
وأضاف العوضي، في تصريح لـ «الراي»، إن «الفقيد كان يوصينا بعمل الخير وتقوى الله، والحرص على البذل والعطاء ومساعدة الاخرين، وأن نكون يداً واحدة مع إخوتي»، لافتاً إلى أن الفقيد كان يحرص على عمل الخير ومساعدة الاخرين والاسر المحتاجة. وأفاد أنه «بعد الانتهاء من الاحاديث الجانبية ذهب والدي، رحمه الله، إلى فراشه ونام، وفي الفجر توفي وهو على فراشه».
اشتهر الفقيد الدكتور عبدالرحمن العوضي بدفاعه المستميت عن قضايا البيئة وحماية الحياة البحرية، من خلال قيادته للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية من التلوث والحفاظ على نوعية المياه في المنطقة البحرية.
ويعتبر العوضي أول مشاء في الكويت وله إسهامات في تطوير ونشر رياضة المشي بالكويت، ومن خلال عمله في دراسة وبائيات الحساسية بوزارة الصحة الكويتية عندما اهتم بدراسة الاثار البيئية على صحة الانسان، حيث عمل على انشاء برنامج خاص وانشاء محطات مراقبة التلوث لفحص الهواء ومعرفة الاثار البيئية على الصحة عام 1966 كما ساهم في انشاء قسم للبيئة بوزارة الصحة عام 1968.
شارك في مؤتمر ستوكهولم العام 1972 والذي يعتبر الانطلاقة الرئيسية للاهتمام العالمي بالقضايا البيئية حينها. وحصل على جائزة إنجازات العمر البيئية. وأسس جمعية حماية البيئة الكويتية سنة 1974 وأسس مجلس حماية البيئة عام 1980 الذي أصبح نواة للهيئة العامة للبيئة في الكويت.

العوضي في سطور

مؤهلات عليا

الراحل عبدالرحمن العوضي من مواليد 18 ديسمبر 1936، وحاصل على بكالوريوس العلوم من الجامعة الأميركية في بيروت العام 1958، والدكتواره من جامعة ابردين في المملكة المتحدة العام 1963، وماجستير الصحة العامة من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأميركية العام 1965.
كما نال الفقيد عددا من الدرجات والشهادات الفخرية منها زميل فخري للكلية الملكية للطب بايرلندا العام 1977، ودكتواره القانون الفخرية من جامعة سي شيخ بون من كوريا العام 1977، وزميل فخري للكلية الملكية للجراحين في بريطانيا العام 1982، وزميل فخري للجمعية الأميركية للصحة العامة العام 1982.

مسيرة مهنية حافلة

بعد اكمال دراسة الطب بدأ الدكتور العوضي حياته العملية كطبيب مقيم في وزارة الصحة خلال الفترة من 1963 الى 1965، متدرجا في سلمه الوظيفي الى ان اصبح عضوا في لجنة التخطيط التابعة لوزارة الصحة العام 1965، ومن ثم طبيبا مسجلا في مستشفيات وزارة الصحة في الفترة من 1966 الى 1969، ومديرا مساعدا لادارة الخدمات الوقائية العام 1969، ووكيلا مساعد للخدمات الوقائية خلال الفترة من 1970 الى 1975، حيث حاز في نفس العام عضوية مجلس الامة، ليتم اختياره حينها وزيرا للصحة العامة حتى العام 1983، ثم وزيرا للصحة والتخطيط خلال الفترة من 1983 الى 1986، ووزيرا للتخطيط من 1988 الى 1990، ثم وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء خلال الفترة من 1990 الى 1991، هذا وقد شغل الراحل رئيس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب خلال الفترة من 1976 حتى العام 1987، ورئيسا لمجلس حماية البيئة في البلاد خلال الفترة من 1980 الى 1987.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي