No Script

ربيع الكلمات

زلزال... أدخل العالم في إجازة

تصغير
تكبير

ما يحدث في العالم اليوم نتيجة انتشار وباء «كورونا» لم يتخيله أحد، ولم يتوقع أحد آثاره وما هي نتيجة الزلزال الذي حدث وما زالت ارتداداته تصل لكل مكان في العالم، وهو أخطر من أي حدث حصل في الماضي، نعم في الماضي كانت هناك مشاكل وأحداث اقتصادية وسياسية، ولكن الأمر مختلف تماماً الآن، سيزول الوباء بإذن الله في نهاية الأمر خلال الأشهر المقبلة ولكن ماهي الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟
في هذا الزلزال لن يستطيع أن يصمد أمامه إلا الذي استعد جيداً للاختبار، وكل من لم يستعد فسيسقط في وحله سواء كانت شركة استثمارية أو عقارية... أو حتى بقالة، سنجد أسماء كان يشار إليها بالبنان في السابق ولكن مع «كورونا» بالطبع الأمر سيكون مختلفاً وسيكون له رأي آخر تماماً، وأظهر لنا مدى هشاشة النظام الصحي العالمي، وكأنه يريد إيصال رسالة أن العالم يختلف عما تفكرون فيه، لا فائدة من كل ترسانتكم وأسلحتكم وصواريخكم عابرة القارات، لأنكم أنفقتم بسخاء على شرائها وأهملتم الإنفاق على البحوث العلمية والطب ويجب أن يتغير ذلك بعد التعافي من هذا الفيروس.
بدأ الفيروس في الصين ولكنه بسبب بعض الإجراءات القاسية الصارمة تم الانتصار وقتياً على الفيروس، ثم ذهب إلى أميركا حتى قال الرئيس الأميركي إنها إنفلونزا عادية ولن نوقف الاقتصاد، وبعد أيام اتهم الصين... والنتيجة أنه انتشر فيها، وهي الآن تستنزف بشكل لم يسبق من قبل، إنها أكبر أزمة تواجه أميركا، وأول حصار يتعرضون له، ترامب لا يصلح أن يدير مثل هذه الأزمة بسب الاستهانة في الإجراءات، والمؤسسات الأميركية ستتجاوز الرئيس والناس غاضبة منه.


بل وطريقة إدارة ترامب غير الحصيفة ستجعله أكثر بلداً يتضرر وسينكشف الاقتصاد بشكل غير مسبوق، ما سيحدث لأميركا لم يحدث في التاريخ وأدعوكم للمراقبة، وهذه نتيجة طبيعية بسبب الاستهتار في التعامل مع هذا الوباء، ونحن الآن ما زلنا في قمة جبل الجليد.
ومن الواضح أن هناك أموراً كثيرة ستختلف علينا، تاريخياً وفكرياً وسلوكياً واقتصادياً، سيتغير سلوك الناس بعد أن تهدأ الأوضاع، وسنلاحظ ازدياداً في عجوزات الدول، وقد يكون هذا الوباء من نعم الله علينا حتى نفيق من الغفلة التي كنّا فيها، لا مجال للتهاون بعد اليوم، توزيع المناصب كفواتير سياسية سيعيدنا للمربع الأول، إعطاء المزارع لغير أهل الاختصاص سيضاعف الفجوة في قادم الأيام، ويجب تقديم المواطن الأكفأ لتولي أي منصب قادم، وتوريث المناصب سيضاعف الأزمات والانكشافات.
هذا الوباء غيّر الكثير من سلوكنا اليوم وجعلنا نعتمد على التكنولوجيا بصورة أكبر، ‏وهناك سوق ووظائف ستتطور بشكل ملفت نتيجة اعتماد الناس عليها وقت الحظر، وهي صناعة التطبيقات والبرمجيات، وبعض التطبيقات عبارة عن مجمعات تجارية كاملة، مما ستنافس المجمعات التقليدية مثل موقع موقع «مول» و«وزاد» وغيرها الكثير التي ستساهم في تغيير السلوك الاستهلاكي للناس، وغالبية الشركات الكبيرة بدأت تطور هذه التطبيقات وتحث الناس على استخدامها.
وتحدثت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» عدد يناير 2019 عن «مستقبل الطب»، من خلال مجموعة تحقيقات تتركز حول طفرة المكتسبات والابتكارات التقنية في ميدان العلاج، وما تحويه من إمكانات ستعيد تشكيل مناحٍ كثيرة في مستقبل الطب، مثل الذكاء الصناعي ورعاية استباقية تتوقع المرض قبل حدوثه، نحن أما تغييرات جذرية في عالم الطب.
وفِي النهاية يجب أن نتقدم بالشكر لكل الأبطال في الصفوف الأمامية من دكاترة وممرضين وقيادات ووزارة الصحة، ورجال وزارة الداخلية والتجارة وكل شخص عرفناه أم لم نعرفه، وحتى الجمعيات الخيرية التي كان لها الدور البارز في مساعدة الجهود الحكومية في هذه الأزمة، نقول لهم شكراً.

akandary@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي