شهيرة ومجيدة

إلى كل باحث/‏ ة عن الشهرة مع التحية:
نصيحة من قلب مخلص لا تتعبوا أنفسكم، الشهرة لا تستحق التعب، لأنها لا تحتاجه، تجرّد من ثيابك، انزع ما في رجليك، ضعهما فوق رأسك، أو ازحف... الهث... انزف، سيعرفك القاصي قبل الداني!
ستصبح مشهوراً أكثر مما تعتقد، المهم أن توثق ما فعلت بنفسك عندما تتحول إلى طبالاً أو مهرجاً أو حتى رقاصاً كي تشتهر أكثر!

ولمزيد من الشهرة، لا تصور نفسك، دعهم يصورونك، كأنك ما تدري، اللقطة «الكنيمدرية» أكثر شهرة، سيتداولها الباحثون عن الفضائح، كالباحثين عن كنز على أنها «صيدة» وفي واقع الحال «الصيدة» الحقيقية أنت وهم!
أعزائي المشاهير:
احذروا الشهرة، الشهرة قتلت سعاد حسني، وقبلها داليدا، وقبلها وبعدها كثيرون فضلوا الموت على ألا يعرفهم أحد، هل تحتمل أن تعود بعد شهرتك إلى طبيعتك، التي تخليت عنها في سبيل شهرتك؟ وهل تعتقد أنها لن تتخلى عنك؟
وبعد، «تعرف إيه عن المجد»؟، ذلك الذي تصدر نشيدنا الوطني: وطني الكويت سلمت للمجد، المجد للأوطان والشهرة للذين لا يعرفون طريق المجد!
عجيب!
إن الفرق بين الشهرة والمجد، كالفرق بين السماء والأرض، كل الذين نمجدهم الآن ماتوا مغمورين، مهمشين، مديونين، مفلسين، مكتئبين، خذ عندك: اينشتاين.. ?ان غوغ، وفهد العسكر.
سنقول الزمن تغيّر... أتفق!
في زمن «السوشيال ميديا» طرحت السؤال على المشاهير وعلى الذين صنعوا شهرتهم وكانت الأجوبة تعي تماماً الفرق بين الاثنين! إليكم بعضها:
- الشهرة سهلة ممكن يحصل عليها الشخص لسبب سخيف جداً! المجد للعظماء صانعي الفرق أينما حل وكان!
- الشهرة مفتوحة تشمل الجيد والسيئ والمحترم وغير المحترم (القمة والقاع)،
أما المجد فمقيّد بأفعال إيجابية ومحمودة وإنجازات وبطولات مشرفة (القمة فقط).
- الشهرة موقتة... والمجد يدوم.
-‏ الشهرة؛ انتشار الشيء السيئ أو الجيد وذيوعه بين الناس.
‏المجد: عزة النفس وسموها ورفعها المستوى عن أقرانها.
- أبو لهب على شهرته ونسبه الهاشمي، لم يحقق المجد الذي بلغه خالد بن الوليد رضي الله عنه.
- الشهرة بسيطة ممكن لكل واحد أن يحصل عليها بسهولة، أما المجد فلا يناله إلا من يستحقه فقط.
- الشهرة فترة وتروح، لكن المجد يبقى راسخاً تتنقله الأجيال.
الشهرة سهل الحصول عليها في هذا الوقت، أما المجد فهو صناعة فارقة في التاريخ، أو منفعة للبشرية حتى يمجد الإنسان بها.
- الشهرة تأتي غالباً بأفعال رخيصة ووضيعة، والمجد يأتي بتضحيات عِظام.
- المجد يناله المثابر ويخوض دونه الحرب، أما الشهرة فينالها الكل؛ الخيِّر والوضيع.
ختاماً:
أعزائي الباحثين عن الشهرة، وبعد أن اتضح الفرق جليّاً بين الشهير/‏ة
والمجيد/‏ة، هل تعتقدون أن جمهوراً مثل الواردين هنا أعلاه، والمتسببين بشهرتكم، لا يستطيعون إنهاءها وإنهاءكم.. فهل تنتهون وتبحثون عن طريق المجد...
كان الله في عونكم.