محمد العوضي: علمتني التجربة الإعلامية أن الإثارة لدى الجمهور أقوى من المحتوى الفكري

اختتم الملتقى الإعلامي العربي دورته الـ 16 أمس في مركز الشيخ جابر الاحمد الثقافي وسط حضور إعلامي وفني وثقافي ورياضي كبير.
وبدأ اليوم الثاني والأخير من فعاليات الملتقى بجلسة حوارية للاكاديمي والإعلامي الدكتور محمد العوضي بعنوان «تجربتي مع الإعلام»، كاشفا عن أن «التجربة الاعلامية علمتني أن الاثارة لدى الجمهور اطول عمرا، وربما أقوى أثرا من المحتوى الفكري».
وقال العوضي «ليس من السهل ان يأتي إنسان ويتحدث أمام جماهير شابة عن تخصصه فيما هو مهتم به ومحترف، وما طلبه مني الاستاذ ماضي الخميس، هو شيء خفف عني الخوف في المهنية لكي انقل تجربتي الإعلامية».

وردا على سؤال كيف استطاع العوضي ان يخترق منظومة اعلامية كانت مبنية على الليبراليين، قال «في الكويت عام 1995 بعد 6 سنوات استبعدت من العمل في التلفزيون وسألت المخرج لماذا استبعدوني؟ وعرفت منه الإجابة: لانه في السنة الاخيرة خرجت عن النسق وهاجمت الكاتب المصري حسين احمد امين، وهو ابن الاديب الكبير احمد امين، لانه هاجم الامام البخاري على الهواء وانتقدت ذلك، فانا اعلم ان البخاري بشر وكتابه مخلوق بشري، ولكن هناك فرق بين الانتقاد العلمي وبين الشغب».
وعن اختراقه التلفزيون، والوضع كان محتكرا، تابع «في السنة التي أوقفت فيها انتقلت للعمل في تلفزيون البحرين وعملت ثلاثين حلقة، وبعدها ثمانين حلقة وبعدها جاء وزير الإعلام الكويتي قال لي ارجع وأطلب منك سهرة في مواضيع حوارية، ورجعت عملت برنامجا عن (ساعة صريحة) وكانت اول حلقة عن التدين المغشوش، وبعدها عملت بقناة «الراي» سهرات وبرنامج (اكثر الناس) وبرنامج (زدني علما) واخر شيء لي كان (سواعد الإخاء) وكان يسجل في تركيا ويجلس فيه مشايخ من كل انحاء العالم الإسلامي». واضاف «انا ثقافتي الخاصة فلسفة وعقيدة واديان وفرق، وثقافتي الافقية منوعة، فعملت دمجا لاكون قريبا من الناس بتلقائية، وكنت في 30 حلقة في رمضان كالتالي: حلقات خاصة وحلقات عن العشاق، وحلقات عن المقابلات للنخب والكفاءات لابرازهم في المجتمع».
واشار الى ان «الانسان عبارة عن عقل ونفس يمتزجان، ولكن هذا الوعظ لا يلقى بطريقة تقليدية، انا لا ارضى بدين ليس عقلانيا فالوجدانيات ثمرة العقل، والإعلام سواء أكان تلفزيونا أو اذاعة أو صحافة، إما انه ملك رجل اعمال أو ملك الدولة، وكل له اتجاه ويوظف هذه الوظيفة في هذا الاتجاه، فتكتشف سطوة المال ويتم التدخل في المذيع والوقت والبث والمهنية».
وأردف «تجربتي الاعلامية علمتني تقدير الناس، وكلامي عن الوافدين وحاجاتهم وكلامي عن السجناء والبؤساء والمظلومين، يجعلني ارضي ضميري». ردا على سؤال: لماذا يطرح محمد العوضي قضايا الالحاد والتشكيك في وجود الخالق؟ هل تبحث عن الاثارة؟ رد قائلا «أولا علمتني التجربة الاعلامية ان الاثارة لدى الجمهور اطول عمرا، وربما أقوى أثرا من المحتوى الفكري الجاد، فالمحتوى يصطاد الجماهير، التشويق من اجل التسويق، فصارت الاثارة جزءا من مكوناتك في صناعة الرسائل الاعلامية». وأجاب العوضي على سؤال حول رغبته في طرح المواضيع اذا كانت غير مهمة للمجتمع، وقال «قدمت مقالا تحت عنوان (شفايف للبيع) لن انساه ابدا، دخلت محل حلويات وقلت لصاحب الحلوى (عندك زنود الست) فقال لي المصري (وشفايف الست خد دوق واحدة)، قلت له آسف لا اقدر لاني متوضئ والشفايف تنقض الوضوء، ولما ذقتها اعجبتني كثيرا فطلبت منها اكثر، لماذا ندخل اسم الست في كل شيء والرجل لا؟ قدمت كثيرا من الأعمال المركبة».
وتابع «علمتني التجربة الاعلامية ان المرأة عنصر اساسي لإعلاء القيم وتحريك الارادات للخير، فكل حلقاتي مع المرأة كان لها صدى كبير، وكانت من المقابلات مع ام كامل الفلسطينية التي هدموا بيتها في القدس، وكانت ايقونة العالم كله، انها مثل بطولي، واحلام الكريمي الفلسطينية التي خرجت في صفقة فتح والاسرائيليين حكم عليها 16 حكما مؤبدا، وراقصة الباليه التي قابلتها كنت في سويسرا اقدم حلقات، وكنت انتظر انا والمخرج الراقصة واتصلت بي أم أحمد زوجتي لانه كان موعد وصول طائرتي للرجوع، فقالت لي اين انت قلت لها انا سوف اتأخر لأقابل راقصة باليه فقالت (حسبي الله ونعم الوكيل) وقلت لها (انها أسلمت وتقدم الخير)، سألت الراقصة ما الذي يجعل انسانة في بلد عبقرية مثل زيورخ وتأخذين دين داعش؟ ما الذي يجعل راقصة تذهب بالحرية والشهرة للحلال والحرام؟ قالت (انا لا اجد نفسي على المسرح)».
وقال العوضي «في هذا العام سيتوقف برنامجي في رمضان.. بسبب الإرهاق، والوقت ما اسعفني خاصة انني فتحت في ديسمبر عن اعلان مشروع ومركز رواسخ لمعالجة الفكر المعاصر وصد هجمات الالحاد والشك، وكل يوم اقدم حلقة في برنامج (رواسخ) هذا الجهد يضطرني ان اعتذر».