No Script

من زاوية أخرى

نواب الاستجوابات «ما يهرولون عبث»!

تصغير
تكبير

رغم رسائل الطمأنة التي بعث بها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، عن الوضع السياسي المحلي، يبدو أن الأمور تزداد تعقيدا وسخونة، مما يشي بأن شيئاً ما تبدو بوادره في الأفق، ولاسيما مع موجة التصعيد والتسخين السياسي الأخيرة، التي رافقت ارتفاع درجات حرارة الطقس، ودفعت بالعلاقات بين السلطتين إلى حلبة صراع جديدة غير مأمونة العواقب، ترافقها حملات وحملات مضادة على وسائل التواصل ضد هذا الفريق أو ذاك.
الغانم الذي توقع أن ترتفع وتيرة تقديم الاستجوابات - خلال هذا الاسبوع والأسبوع المقبل - شدد في المقابل على ثقته بأن المجلس باق وسيكمل مدته الدستورية، ولا يبدو في الأفق أي بوادر حل له، مؤكدا أن «الامور طيبة والحياة ماشية». ولكن ما يجري يبدو أنه أكبر من مجرد سخونة سياسية عادية، وهناك دفع إلى أكثر من التسخين. ففيما كانت الأبصار تتجه إلى بعض الاستجوابات لوزراء، هدد أكثر من نائب بمساءلتهم، مثل وزير الداخلية ووزير المالية ووزير الإعلام، فوجئنا باستجواب قدم الخميس الماضي لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء من دون سابق إنذار، بصحيفة كانت خفيفة من حيث الحجم، احتوت على ثلاثة محاور تضمنت ما اسموه بـ«هدم دولة المؤسسات، وظلم الكويتيين في التوظيف، والتجاوزات في المناقصات العامة»، ليكون هذا الاستجواب «فتح الباب» لاستجوابات ستكرّ سبحتها هذا الاسبوع، وفق المعطيات التي رشحت في الأيام السابقة.
وأمام هذا الوضع - وفي ظل التصعيد النيابي الكبير ضد الحكومة، ومع تسويق الكثيرين لمسألة حل المجلس - يبدو أننا ننتظر مرحلة مقبلة جديدة، تحمل معها تغييرات واسعة في الجسدين البرلماني والحكومي، بل إن البعض أخذ منذ الآن في ترشيح أسماء وشخصيات للحكومة الجديدة، ورغم أن مثل هذا الحديث يبدو مبكراً جداً، وربما يدخل في باب الأمنيات، ولكن «الهبّة» النيابية الحالية لها ما وراءها، وكما يقول المثل الشعبي: «الذيب ما يهرول عبث»، فإن ما يتوقعه ويراه النواب من داخل مجلس الأمة، قد يخفى على الكثيرين، وما يصلهم من رسائل، لا يعرفها إلا هم، وللمراقب أن يقرأ تلك الرسائل من خلال سلوكيات النواب وتوجهاتهم، وما يقومون به، ليحكم على الوضع وفق استنتاجاته من تلك التحركات. ونحن هنا نقول إن هذه النبرة المرتفعة من النواب ضد الوزراء، والتسابق نحو الاستجواب يعكسان أمراً ما، فكما نعلم أن هناك رغبة من القيادة السياسية - نقلت إلى النواب - بضرورة مراعاة المصلحة الوطنية، والتهدئة والتعاون مع الحكومة لتحقيق طموحات المواطنين، ولكن «في الجو غيم» كما يبدو للنواب الذين تحركوا لاستغلال الوقت قبل المطر.
بالعودة إلى استجواب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، فقد كشفت وسائل الإعلام أن هناك مقاطع كاملة مقتطعة من صحيفة استجواب رئيس مجلس الوزراء الأخير، وربما هذا ما يفسر السرعة التي قدم فيها، حيث كان مفاجئاً - كما ذكرنا - وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من استجوابات جديدة ومضمونها والوزراء الذين ستوجه إليهم.

h.alasidan@hotmail.com
@Dralasidan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي