No Script

حلف السعودية وروسيا قد يقوّض دور «أوبك»

النفط عند أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2014

تصغير
تكبير

وكالات- زادت أسعار النفط أمس لأعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2014 في الوقت الذي انخفضت فيه مخزونات الخام الأميركية لتتحرك مقتربة من متوسط 5 سنوات، وبعد أن قالت مصادر لـ «رويترز» إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، تسعى إلى دفع أسعار الخام للارتفاع.
وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت إلى 74.75 دولار للبرميل لتسجل أعلى مستوى منذ 27 نوفمبر 2014، وهو اليوم الذي قررت فيه أوبك ضخ النفط بأكبر قدر تستطيعه للدفاع عن حصتها السوقية مما دفع الأسعار للانخفاض إلى ما يزيد قليلا فحسب على 27 دولارا بعد ذلك بعام، ووصلت العقود الآجلة لخام برنت 74.35 دولار للبرميل بارتفاع 87 سنتا مقارنة مع الإغلاق السابق.
وأفادت آر.بي.سي في مذكرة بأن «أسعار النفط تواصل الارتفاع اليوم في الوقت الذي تنخفض فيه مخزونات الخام الأميركية، ومن المقرر أن تجتمع «أوبك» وشركاؤها في جدة بالسعودية اليوم، وستجتمع بعد ذلك في 22 يونيو لمراجعة سياستها بشأن إنتاج النفط.
يأتي ذلك في وقت ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 83 سنتاً، في تداولات الأربعاء إلى 67.64 دولار، مقابل 66.81 دولار للبرميل في تداولات الثلاثاء الماضي، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وتدفع السعودية باتجاه إدخال روسيا، في نادٍ جديد لمنتجي النفط من أجل المحافظة على سوق مستقرة، الأمر الذي قد يؤدي الى تقويض دور منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وفقا لمحللين.
ومن المفترض أن يضم «الحلف النفطي» الجديد عدداً أكبر من الأعضاء مقارنة بمنظمة «أوبك» التي تضم حاليا 14 دولة، والتي سيطرت خلال العقود الستة الماضية على السوق العالمية، ومن بين هؤلاء المحللين من يذهب إلى حد القول بأن «أوبك» باتت على فراش الموت.
ودعا في موازاة ذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزير الطاقة خالد الفالح، ومسؤولين سعوديين آخرين، إلى اتفاق ينص على تعاون طويل الأمد بين الدول المصدرة داخل «أوبك» وخارجها، وقوبلت الفكرة بترحيب شديد من قبل دول في «أوبك»، في مقدمتها الإمارات والكويت.
وأشاد الأمين العام لـ «أوبك»، محمد باركيندو، بنتائج الاتفاق واعتبرها نجاحاً كبيراً ساعد في التغلب على أسوأ مرحلة في تاريخ النفط، ويرى الخبير الكويتي في مجال النفط، كامل الحرمي، أنه من دون تعاون روسيا والدول المنتجة الاخرى خارج «أوبك» كان سيصعب على المنظمة أن تحقّق هذا النجاح وحدها، وكان سيضطرها إلى أن تتّخذ وحدها إجراءات مؤلمة.
بدوره، قال وزير النفط العماني، محمد الرمحي في مؤتمر للنفط في الكويت، إن سر نجاح الاتفاق يكمن في الالتزام بخفض الانتاج، لكنه حذّر من أن المهمة لم تنته بعد، داعيا المنتجين إلى مواصلة التعاون للمحافظة على المكتسبات الأخيرة.
ووصف باركيندو التحالف الجديد بأنه يفتح فصلاً جديداً في تاريخ قطاع النفط، مبينا أن منتجي النفط سينظرون في الأشهر المقبلة في إمكانية إضفاء طابع مؤسساتي على إطار العمل هذا، وضمان مشاركة واسعة.
كما تحدث الفالح عن «تمديد اطار العمل الذي بدأناه إلى ما بعد 2018»، معتبراً أن التحالف الجديد سيوجه رسالة مفادها أن السعودية تريد العمل ليس فقط مع 24 دولة، بل مع دول أخرى عبر دعوتها للانضمام إلى الحلف.
وقال مصدران مطلعان لـ «رويترز» إن لجنة فنية مشتركة بين «أوبك» والمنتجين المستقلين ترى أنه تم التخلص تقريبا من تخمة معروض النفط العالمي، وهو ما يرجع في جانب منه إلى اتفاق خفض الإمدادات الذي تقوده المنظمة والذي بدأ تطبيقه في يناير2017.
وذكر أحد المصدرين أن اجتماع اللجنة الفنية المشتركة في وقت سابق أمس وجد أن مخزونات النفط في الدول المتقدمة بلغت في مارس 12 مليون برميل فوق متوسط 5 سنوات. ويمثل ذلك انخفاضا من 340 مليونا فوق ذلك المتوسط في يناير.
ورغم أن «أوبك» تقترب من تحقيق الهدف الأصلي للاتفاق، فإنه لا توجد مؤشرات حتى الآن إلى أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أو حلفاءها يريدون تخفيف تخفيضات المعروض.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي