No Script

وجع الحروف

مشكلتنا في تمويه الحقائق...!

تصغير
تكبير

في مقالنا السابق «لا تجبرنا على الكذب» أوضحنا خطورة آفة الكذب وكيف أنها تهدي إلى النار.
اليوم وبشفافية «زعل مَنْ زعل ورضي مَنْ رضي»، نطرح تحليلاً لواقع الحال بحس وطني، دافعه يهدف إلى بناء وطن.
تتحدث المؤشرات العالمية المعتمدة عن مستوى التعليم لدينا، والرعاية الصحية التي أصبحت خدمة للنواب وسلعة للبعض? ولا نجد تحركاً تجاه ما ينشر.
تعج مواقع التواصل الاجتماعي وأسلوب «التحلطم» أغرق صندوق الرسائل الواردة، ورغم هذا وذاك لا نجد ردود أفعال من القائمين على إدارة مؤسساتنا.
نحن مقبلون على الاحتفالات بمناسبة الأعياد الوطنية ـ الاستقلال والتحرير، وما زلنا أسرى تراكمات سوء الإدارة.
كل يوم نصبح مع فضيحة فساد جديدة، من سرقة أو عمولة أو تجاوزات بعضها معنوي الطابع.
إنه التمويه يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي؟
في معجم اللغة? معنى قول «موّه على الحقيقة»: زوّرها على خلاف ما هي عليه... وعندما يقال «موّه الحق» يعني ألبسه بالباطل.
نحن أمام صراع أقطاب وجموع من الجانب الآخر، ترى أن الإصلاح يبدأ من تغيير النظام الانتخابي وتطبيق الدستور... يعني كل تغيير يجب أن يأتي من مجلس الأمة.
تصيح الجموع من البسطاء من ضيق العيش وغلاء المعيشة، ويأتيك مَنْ يطالب بإلغاء مساعدة الطلبة التي حددت بقانون... ولا أحد يلتفت لسوء الحالة المعيشية للسواد الأعظم.
وفي المقابل ملايين ومليارات تُسرق، ولا نجد محاسبة عادلة نزيهة تُعيد الأموال وتحبس السراق.
إنهم يموّهون علينا الحقيقة... هذا اختصارا للقول!
وقس عليها كثير من الأمور كالمطالبة بمكافحة الفساد والقضاء على البيروقراطية والحكومة الإلكترونية/ الرقمية ومقاولي الفساد... كل ما نتابعه لا يتجاوز وصف تمويه الحقائق.
إذا صلحت البطانة وقدمنا على الإصلاح بنوايا صادقة، ربما يختفي معها التمويه ونلاحظ التحسن في مجالات الحياة.

الزبدة:
مشكلتنا في تمويه الحقائق... وإلا هل يعقل أن ما تنشره المؤسسات العالمية، وما يذكره كثير من أحبتنا لا يكفي العودة إلى الحق.
الحلول موجودة... قد لا يعجبك مَنْ يملك مفاتيحها وربما أنه «مو من ثوبك»، لكن تبقى هي في حكم المعايير الدولية وما أخرجته الدراسات (المركونة على الأرفف) المدخل الحقيقي للإصلاح.
أحياناً تجد قضية عادلة، لكن عرضها لا يعجب أصحاب القرار... معلش: لنأخذ المضمون ونترك الشكليات، فكل فرد يختلف عن الآخر، ولن نجد مَنْ تتطابق كيمياؤه الشخصية مع تلك التي نملكها أو يفضلها أصحاب القرار.
أحسنوا النية... عالجوا الصراع القائم ولا تستمعوا لمَنْ يموّه الحقائق عليكم.
أعتقد أننا أحوج إلى قراءة ومشاهدة ما ينشر والاستماع إلى أصحاب الخبرة، فكل المؤشرات تقول إن مَنْ تستشيرونه أو تستمعون إليه قد موّه حقيقة الأوضاع... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي