عندما تسير في عُمان ترى انسجاماً في ألوان وارتفاع مبانيها، وتلاحظ أن الشوارع شديدة النظافة، والناس تسير بهدوء ونظام، وفي الأماكن السياحية تشاهد جمال الطبيعة البكر، من دون أن تمسّها أموال الاستثمارات الخارجية وتحولها إلى ملاهٍ ومجمعات سكنية، وعندما تخالط شعبها تشعر بمدى الرقي في الثقافة والعلو في الأخلاق، وبكرم يفوق كرم حاتم الطائي وقبيلته كلها.
وعندما تتساءل: مَن وراء كل هذه الأمور؟ يكون الجواب هو السلطان قابوس، الذي لم يشغل شعبه بحبه، بل انشغل بحبهم وأشغلهم معه في بناء وطن صنعوه كما يريدون.
وطن غابت عنه الواسطة والطائفية وساد وضع الرجل العماني المناسب في المكان المناسب، وساووا بين المواطنين في كل أمور الحياة، وابتعد مع بلده عن أي خصومات وحروب خارجية، وتمسك بالحياد، فأصبحت عُمان تحت حكمه الوسيط لحل الخلافات، المسموع الرأي.