No Script

أصبوحة

الثقافة أساس النهضة

تصغير
تكبير

ونحن بصدد تشكيل حكومة جديدة، نجدد الدعوة للالتفات إلى الثقافة وإعطائها ما تستحق من دور في بناء الوطن، بعدما طال إهمالها من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية، واستمر هذا الإهمال عن عمد أو دونه لعقود طويلة.
والاهتمام بالثقافة لا يعني أنه اهتمام بشيء هامشي أو ثانوي، بل تعتبر الثقافة في كل بلد ومجتمع، ركناً أساسياً من أركان النهضة والتقدم، وأي رؤية لبناء كويت جديدة، تعني وضع الثقافة في قلب وجوهر هذا البناء النهضوي.
ومن ناحية أخرى، فإن إعادة الاعتبار للثقافة، تعني إعادة الاعتبار للدستور ومواده، التي نصت على أن الدولة ترعى الفنون والآداب، وهذا لا يعني أن الثقافة تنحصر في التجليات الإبداعية للثقافة مثل الآداب والفنون، فتلك لا معنى لها من دون أجواء نهضة ثقافية شاملة، وهو شأن يعني جميع أفراد المجتمع لا فئة المبدعين فيه فقط، كما يعني مجمل السلوك والعادات المتحضرة، والتربية على المواطنة الدستورية والمسؤولية، وتطوير عقل الإنسان الذي يعتبر جوهر التنمية، ويعني أيضاً إعادة الاعتبار لمشروع الدولة المدنية الحديثة، وترسيخ دولة المؤسسات والقانون.


فتطوير البنى التحتية والمباني والمؤسسات والدوائر الحكومية، لن يكون ذا فائدة مع إنسان مشوه التعليم ومتدني الوعي والثقافة العامة، وفاقد للمسؤولية ولقيم العمل والإنتاج، غير مبالٍ بالمال العام ومظهر البلد.
لقد نتج عن غياب الاهتمام الثقافي في العقود السابقة، تدني العملية التربوية والتعليمية، وتفشي العصبية البغيضة، وارتفاع معدلات العنف والجريمة، وانتشار المخدرات والآفات الاجتماعية، وتدني وضع المرأة وتغييب دورها المجتمعي، كما نتج عن ذلك تخريب البيئتين البحرية والبرية، والجهل بأهمية الحفاظ على البيئة بشكل عام.
الثقافة في الكويت هي جزء أصيل من الشخصية الكويتية، وهذا على الأقل منذ بدايات القرن الماضي، وقد كانت مصدر قوة الكويت الناعمة، وإهمال الثقافة من قبل الدولة، هو تجريد للإنسان الكويتي من جوهر شخصيته، التي عُرف بها في الوطن العربي وفي العالم، حيث بنى تراثه المادي والمعنوي من حجرها الأساس.
ولكن جرى في العقود السابقة، تهميش الثقافة بشكلها العام، وتهميش حتى المؤسسات الثقافية الرسمية، ودورها المشرف على المستويين العربي والعالمي، وانعكس ذلك على الصحافة والنتاج الإبداعي والرياضة وكل شيء.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي