No Script

أرادوا أن يكونوا أرباباً لعملهم الخاص بدل العمل عند الآخرين

شباب الـ «Food truck»... هروبٌ من عباءة الوظيفة الحكومية

تصغير
تكبير

عثمان أسعد:

الكثير من الموظفين يرفضون العمل في عربات الطعام بحثاً عن الأمان الوظيفي

سعد الدوسري: 

- المشروع كلفني 18 ألف دينار وأصحاب الورش خبرتهم محدودة

- على الحكومة توحيد متطلبات المشروع بدل الركض لاستخراج  التراخيص المطلوبة

أصبح مفهوم Food truck أو «عربة الطعام» منتشراً بشكل ملحوظ في الكويت، في الآونة الأخيرة، ضمن سلسلة المشاريع الصغيرة التي بدأها شباب كويتيون، فضلوا عدم الانتظار في الطابور الطويل للحصول على وظيفة حكومية، وأن يكونوا أرباباً لعملهم الخاص بدلاً من العمل عند الآخرين.
وتعرف الـ«Food truck» بأنها سيارة كبيرة، تحولها ورش عمل متخصصة إلى مطاعم متنقلة تجوب محافظات وشوارع الكويت، وهي عربات قد يكلف صنع وتجهيز الواحدة منها أكثر من 20 ألف دينار، وتحصل على ترخيصها من وزارة التجارة. وفي حين بدأ الشباب بافتتاح مشاريعهم الخاصة، اصطدموا بحائط التراخيص المغلق، فاتضح أن الأمر لا يقف عند ترخيص وزارة التجارة فقط، بل يجب الحصول على ترخيص آخر من هيئة الغذاء والتغذية وثالث من البلدية، واكتشفوا أن تلك الجهات لم تواكب الأمر بعد، ولا تملك آلية واضحة للتعامل معهم.
وعلى عكس مفهوم عربات الطعام المتنقلة، التي عرفت منذ القدم ببساطتها وانخفاض أسعارها، بسبب عدم وجود أجرة شهرية يدفعها أصحابها مثل المطاعم، ولا طاقم كامل يعمل فيها، بل قد يقتصر الأمر على صاحب العربة نفسه فقط، وربما معاون آخر برفقته، فإن «الفود تراك» في الكويت تنافس أسعار المطاعم بغلاء الأسعار، وفي بعض الحالات قد تكون أغلى سعراً.


عثمان أسعد، صاحب عربة «برغر لاين» برّر غلاء الأسعار بكون المطاعم تطلب اللحم بالطن على سبيل المثال، بينما العربات تطلبه بالكيلو، وهنا تكون التكلفة على صاحب العربة أعلى، مضيفا «في عربتي أستخدم لحما يربى بطريقة خاصة ومكلفة جدا، وتستخدم منه أجزاء معينة لعمل البرغر، وهنا الجودة والطعم أهم من السعر».
وأوضح أن «الزبائن عادة يذهبون للمطاعم بأنفسهم، إنما نحن نذهب للزبون أمام منزله ومخيمه والشاليه الخاص به وفي كل مكان، ما يسهل العملية عليه وعلى عائلته وأصدقائه»، مبينا أن «كثيرا من الموظفين لا يقبلون العمل في عربات الطعام بسبب الأمان الوظيفي، على الرغم من أن دخل عربة الطعام في المواسم أعلى من دخل المطاعم، حيث إن خدمة تقديم الطعام لجميع المناسبات تبدأ من سعر 100 دينار لنحو 15 شخصا».
ووصف أسعد الشتاء بموسم عربات الطعام حيث «الأجواء جميلة، والجميع في البر والشاليهات والمخيمات، ذلك أن العربة ليست مطعماً مكيفاً، ولذلك تحتاج للجو الجميل المعتدل بعيدا عن حرارة الصيف حتى يقبل الناس عليك أينما كنت، وتذهب إليهم في أماكنهم».
من جهته، قال سعد الدوسري، مالك عربة «حلا وقهوة» أن مشروعه كلفه 18 ألف دينار.
وبالرغم من التكلفة المرتفعة، شكا الدوسري قلة خبرة أصحاب الورش، ومحدودية أفكارهم للتصميم، مضيفاً: «اخترت الحلوى والقهوة لأن هذا ما يبحث عنه الناس أولاً، قهوتهم برفقة قطعة صغيرة من الحلوى يتناولونها لمدهم بالطاقة، وبالذات أنواع القهوة الحديثة مثل اللاتيه والفرابتشينو».
وطالب الدوسري بأن تواكب جميع جهات الدولة متطلبات هذا المشروع، حيث لفت إلى أن «ترخيص لائحة العربات صدر من وزارة التجارة، لكن الإشكالية الكبرى أن جميع الجهات الأخرى لا تواكب هذا الحدث، فأنا أحتاج ترخيصا من هيئة الغذاء والتغذية وآخر من البلدية من أجل الإعلانات، وحتى من الإطفاء»، مؤكداً أنه لا يسمح لهم بوضع طاولات ومقاعد أمام العربة وإلا تتم مخالفتهم.
وعن أسعار عربات الطعام المرتفعة، قال إن «صاحب العربة لديه تكلفة أيضا، بدءا من تكلفة العربة، والبحث عن الزبون والذهاب إليه وتلبية احتياجاته، بالإضافة لصيانة المولد الدورية من أجل الحفاظ على المواد المخزنة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي