No Script

ربيع الكلمات

الشباب... والعمل الحر

تصغير
تكبير

أخطاء كثيرة حصلت في الماضي آن الأوان لحلها، ولعل منها التفاوت الكبير في الرواتب، مما سبّب عزوف الشباب وهجرتهم من القطاع الخاص إلى العام، وأصبحت لدينا مشكلة حقيقية وهي العجوزات الكبيرة في الميزانية، علاوة على صعوبة توفير وظائف للشباب القادمين لسوق العمل خلال 10 سنوات ويقدر عددهم بـ400 ألف شاب وشابة، ودعم القطاع الخاص وتوفير الأمان الوظيفي.
يجب أن تتغير طريقة الإدارة ونظرتنا إلى الأمور، فسلوك الإدارة الحكومية السابق والذي أوصلنا إلى هذه الحالة بالطبع لم تكن إدارة حصيفة، فقد كانت حكومة محاصصة والاختيارات كانت على أساس القرب والولاء و«هذا ولدنا» وليس الأكفأ ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهناك الكثير من الكفاءات من الشباب والبنات والذين أثبتوا وجودهم في القطاع الخاص والقطاع الحكومي ولماذا لا تتم الاستعانة بهم.
دعم المشاريع الصغيرة جداً مهم لخلق بيئة أعمال تستقطب الشباب القادمين لسوق العمل في قادم الأيام، ويجب حث الشباب منذ الصغر على أهمية المشاريع الصغيرة والحرف اليدوية، وأصلاً الكويت كانت قائمة على التجارة والحرف اليدوية قبل النفط، لذلك يعتبر التعليم الحقيقي والجاد البوابة لتوعية الشباب وغرس المعارف والمهارات لديهم، ومن دون ربط التعليم بسوق العمل لن نستفيد بشيء يذكر.
ويقال إن أكثر من 60 في المئة من المشاريع والاستثمارات في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، عبارة عن مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر وبعض الإحصائيات تذكر أكثر من هذه الأرقام، وكما أن هذه المشروعات الصغيرة كانت نقطة مهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من الدول، مثل اليابان والهند، بينما هذه النسبة تقل في دول الخليج إلى أقل من 10 في المئة، وهذا خلل كبير يحتاج إلى توعية وعلاج.
وما يميز المشاريع الصغيرة أنها سريعة النمو، حيث هناك العديد من الشركات الفردية التي تم تأسيسها خلال الأعوام القليلة الماضية، تم بيعها بمالغ كبيرة تصل لأضعاف رأسمال تأسيسها، ولكن هذه المشاريع الصغيرة والحرف تحتاج مناخاً مناسباً لتنمو فيه وتشجيع الشباب والكفاءات الكويتية للانخراط فيه، وهي تمثل خياراً استراتيجياً لأغلب الدول إن لم أقل جميعها.
المشروعات الصغيرة والحرف هي مخصصة للأبطال والناس الجادة في الحياة، لأنها فعلاً تحتاج جرأة وريادة، وقلة من الناس الذين يتمتعون بهذه الصفات، وهي تعتبر أصل النشاط الاقتصادي الذي بدأ بمشروعات صغيرة قبل الكبيرة، وطوق النجاة والسلامة للخروج من الأزمات الاقتصادية والتذبذبات التي تحدث وستحدث في المستقبل.
لديّ قناعة راسخة أن الشباب الكويتي لديه من القدرات والإمكانات ما يمكنه من جعل الكويت في مصاف الدول المتقدمة، لو أُعطي الفرصة، وتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب... فقط يحتاج الفرصة وعندها سنشاهد الإبداعات.

akandary@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي